[ ص: 588 ] قوله ( باب العلم ) بفتحتين ( والوسم ) بفتح أوله وسكون المهملة ، وفي بعض النسخ بالمعجمة فقيل هو بمعنى الذي بالمهملة وقيل بالمهملة في الوجه وبالمعجمة في سائر الجسد ، فعلى هذا فالصواب هنا بالمهملة لقوله في الصورة ، والمراد بالوسم أن يعلم الشيء بشيء يؤثر فيه تأثيرا بالغا ، وأصله أن يجعل في البهيمة علامة ليميزها عن غيرها .
قوله ( عن nindex.php?page=showalam&ids=15776حنظلة ) هو ابن أبي سفيان الجمحي ، nindex.php?page=showalam&ids=15959وسالم هو ابن عبد الله بن عمر .
قوله ( أن تعلم ) بضم أوله أي تجعل فيها علامة .
قوله ( الصورة ) في رواية الكشميهني في الموضعين " الصور " بفتح الواو بلا هـاء جمع صورة والمراد بالصورة الوجه .
قوله ( تابعه قتيبة قال حدثنا العنقزي ) بفتح المهملة والقاف بينهما نون ساكنة وبعد القاف زاي ، منسوب إلى العنقز وهو نبت طيب الريح ، ويقال هو المرزنجوش بفتح الميم وسكون الراء ثم فتح الزاي وسكون النون بعدها جيم مضمومة وآخره معجمة ، وهذا تفسير للشيء بمثله في الخفاء ، والمرزنجوش هو الشمار أو الشذاب ، وقيل العنقز الريحان ، وقيل القصب الغض ، واسم العنقزي عمرو بن محمد الكوفي وثقه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهما ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات كان يبيع العنقز .
وهذه المتابعة لها حكم الوصل عند ابن الصلاح لأن قتيبة من شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وإنما ذكرها لزيادة المحذوف في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى حيث قال " أن تضرب " فإن الضمير في روايته للصورة لكونها ذكرت أولا وأفصح العنقزي في روايته بذلك ، وقوله عن حنظلة يريد بالسند المذكور وهو عن سالم عن أبيه ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي الحديث من طريق بشر بن السري ومحمد بن عدي فرقهما كلاهما عن حنظلة بالسند المذكور واللفظ المذكور ، لكن لفظ رواية بشر بن السري " عن الصورة تضرب " وأخرجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن حنظلة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503843أن تضرب وجوه البهائم " ومن وجه آخر عنه " أن تضرب الصورة " يعني الوجه ، وأخرجه [ ص: 589 ] أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13853محمد بن بكر يعني البرساني وإسحاق بن سليمان الرازي كلاهما عن حنظلة قال " سمعت " سالما يسأل عن العلم في الصورة فقال : كان ابن عمر يكره أن تعلم الصورة " وبلغنا nindex.php?page=hadith&LINKID=3503844أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تضرب الصورة " يعني بالصورة الوجه . قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي المسند منه على اضطراب فيه ضرب الصورة ، وأما العلم فإنه من قول ابن عمر وكان المعنى فيه الكي ، قلت وهذه الرواية الأخيرة هي المطابقة للفظ الترجمة ، وعطفه الوسم عليها إما عطف تفسيري وإما من عطف الأعم على الأخص .
وأشار nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بالاضطراب إلى الرواية الأخيرة حيث قال فيها " وبلغنا " فإن الظاهر أنه من قول سالم فيكون مرسلا بخلاف الروايات الأخرى أنها ظاهرة الاتصال لكن اجتماع العدد الكثير أولى من تقصير من قصر به والحكم لهم . ومثل هذا لا يسمى اضطرابا في الاصطلاح لأن شرط الاضطراب أن يتعذر الترجيح بعد تعذر الجمع وليس الأمر هنا كذلك . وجاء في ذكر الوسم في الوجه صريحا حديث جابر قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503845مر النبي صلى الله عليه وسلم بحمار قد وسم في وجهه فقال : لعن الله من فعل هذا . لا يسم أحد الوجه ولا يضرب أحد الوجه " أخرجه عبد الرزاق ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي . وهو شاهد جيد لحديث ابن عمر . وتقدم البحث في ضرب وجه الآدمي في كتاب الجهاد في الكلام على حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وتقدم قبل أبواب النهي عن صبر البهيمة وعن المثلة .