[ ص: 12 ] قوله : ( باب أضحية النبي - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أقرنين ) أي لكل منهما قرنان معتدلان ، والكبش فحل الضأن في أي سن كان ، واختلف في ابتدائه فقيل إذا أثنى وقيل إذا أربع .

قوله : ( ويذكر سمينين ) أي في صفة الكبشين ، وهي في بعض طرق حديث أنس من رواية شعبة عن قتادة ، أخرجه أبو عوانة في صحيحه من طريق الحجاج بن محمد عن شعبة ، وقد ساقه المصنف في الباب من طريق شعبة عنه وليس فيه " سمينين " وهو المحفوظ عن شعبة . وله طريق أخرى أخرجها عبد الرزاق في مصنفه عن الثوري عن nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبي سلمة عن عائشة أو عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=846389أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن يضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين فذبح أحدهما عن محمد وآل محمد والآخر عن أمته من شهد لله بالتوحيد وله بالبلاغ وقد أخرجه ابن ماجه من طريق عبد الرزاق لكن وقع في النسخة " ثمينين " بمثلثة أوله بدل السين والأول أولى ، وابن عقيل المذكور في سنده مختلف فيه ، وقد اختلف عليه في إسناده : فقال زهير بن محمد وشريك nindex.php?page=showalam&ids=16525وعبيد الله بن عمرو كلهم عنه عن علي بن الحسين عن أبي رافع ، وخالفهم الثوري كما ترى . ويحتمل أن يكون له في هذا الحديث طريقان ، وليس في روايته في حديث أبي رافع لفظ " سمينين " . وأخرج أبو داود من وجه آخر عن جابر nindex.php?page=hadith&LINKID=846390ذبح النبي - صلى الله عليه وسلم - كبشين أقرنين أملحين موجوءين ، قال : nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي الموجوء - يعني بضم الجيم وبالهمز - منزوع الأنثيين ، والوجاء الخصاء ، وفيه جواز الخصي في الضحية ، وقد كرهه بعض أهل العلم لنقص العضو ، لكن ليس هذا عيبا لأن الخصاء يفيد اللحم طيبا وينفي عنه الزهومة وسوء الرائحة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : حديث أبي سعيد يعني الذي أخرجه الترمذي بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=846391ضحى بكبش فحل أي كامل الخلقة لم تقطع أنثياه يرد رواية موجوءين ، وتعقب باحتمال أن يكون ذلك وقع في وقتين .

قوله : ( وقال يحيى بن سعيد سمعت أبا أمامة بن سهل قال : كنا نسمن الأضحية بالمدينة وكان المسلمون يسمنون ) وصله أبو نعيم في المستخرج من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل عن عباد بن العوام أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد وهو الأنصاري ولفظه " nindex.php?page=hadith&LINKID=846392كان المسلمون يشتري أحدهم الأضحية فيسمنها ويذبحها في آخر ذي الحجة " قال أحمد : هذا الحديث عجيب ، قال ابن التين كان بعض المالكية يكره تسمين الأضحية لئلا يتشبه باليهود ، وقول أبي أمامة أحق ، قاله الداودي .

[ ص: 13 ] قوله : ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضحي بكبشين وأنا أضحي بكبشين ) هكذا في هذه الطريق ، وقائل ذلك هو أنس بينه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في روايته ، وهذه الرواية مختصرة ورواية أبي قلابة المذكورة عقبها مبينة ، لكن في هذه زيادة قول أنس أنه كان يضحي بكبشين للاتباع ، وفيها أيضا إشعار بالمداومة على ذلك ، فتمسك به من قال الضأن في الأضحية أفضل .