قوله : ( بإيلياء ) بكسر الهمزة وسكون التحتانية وكسر اللام وفتح التحتانية الخفيفة مع المد : هي مدينة بيت المقدس ، وهو ظاهر في أن عرض ذلك عليه - صلى الله عليه وسلم - وقع وهو في بيت المقدس ، لكن وقع في رواية الليث التي تأتي الإشارة إليها " إلى إيلياء " وليست صريحة في ذلك ، لجواز أن يريد تعيين ليلة الإيتاء لا محله ، وقد تقدم بيان ذلك مع بقية شرحه في أواخر الكلام على حديث الإسراء قبل الهجرة إلى المدينة . وقوله فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=846450ولو أخذت الخمر غوت أمتك هو محل الترجمة قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر يحتمل أن يكون - صلى الله عليه وسلم - نفر من الخمر لأنه تفرس أنها ستحرم لأنها كانت حينئذ مباحة ، ولا مانع من افتراق مباحين مشتركين في أصل الإباحة في أن أحدهما سيحرم والآخر تستمر إباحته . قلت : ويحتمل أن يكون نفر منها لكونه لم يعتد شربها فوافق بطبعه ما سيقع من تحريمها بعد ، حفظا من الله - تعالى - له ورعاية ، واختار اللبن لكونه مألوفا له ، سهلا طيبا طاهرا ، سائغا للشاربين ، سليم العاقبة ، بخلاف الخمر في جميع ذلك . والمراد بالفطرة هنا الاستقامة على الدين الحق . وفي الحديث مشروعية الحمد عند حصول ما يحمد ودفع ما يحذر . وقوله : غوت أمتك يحتمل أن يكون أخذه من طريق الفأل ، أو تقدم عنده علم بترتب كل من الأمرين وهو أظهر .
قوله : ( تابعه معمر وابن الهاد وعثمان بن عمر عن الزهري ) يعني بسنده . ووقع في غير رواية أبي ذر زيادة الزبيدي مع المذكورين بعد عثمان بن عمر ، فأما متابعة معمر فوصلها المؤلف في قصة موسى من أحاديث الأنبياء ، وأول الحديث ذكر موسى وعيسى وصفتهما ، وليس فيه ذكر إيلياء ، وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=846451اشرب أيهما شئت ، فأخذت اللبن فشربته . وأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=17365ابن الهاد - وهو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي ينسب لجد أبيه - فوصلها nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وأبو عوانة nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في " الأوسط " من طريق الليث عنه عن عبد الوهاب بن بخت عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب وهو الزهري ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : تفرد به يزيد بن الهاد عن عبد الوهاب ، فعلى هذا فقد سقط ذكر عبد الوهاب من الأصل بين ابن الهاد nindex.php?page=showalam&ids=13283وابن شهاب ، على أن ابن الهاد قد روى عن الزهري أحاديث غير هذا بغير واسطة ، منها ما تقدم في تفسير المائدة قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه " وقال يزيد بن الهاد عن الزهري " فذكره ، ووصله أحمد وغيره من طريق ابن الهاد عن الزهري بغير واسطة . وأما رواية الزبيدي فوصلها nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في " مسند الشاميين " من طريق محمد بن حرب عنه لكن ليس فيه ذكر إيلياء أيضا . وأما رواية عثمان بن عمر فوصلها [ ص: 37 ] " تمام الرازي في فوائده " من طريق إبراهيم بن المنذر عن عمر بن عثمان عن أبيه عن الزهري به . وأما ما ذكره المزي في " الأطراف " عن nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أنه قال : أراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بقوله : " تابعه ابن الهاد وعثمان بن عمر عن الزهري " حديث ابن الهاد عن عبد الوهاب وحديث عثمان بن عمر بن فارس عن يونس كلاهما عن الزهري . قلت : وليس كما زعم nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وأقره المزي في عثمان بن عمر ، فإنه ظن أنه عثمان بن عمر بن فارس الراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد ، وليس به ، وإنما هو عثمان بن عمر بن موسى بن عبد الله بن عمر التيمي ، وليس لعثمان بن عمر بن فارس ولد اسمه عمر يروي عنه ، وإنما هو ولد التيمي كما ذكرته من " فوائد تمام " وهو مدني ، وقد ذكر عثمان الدارمي أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين عن عمر بن عثمان بن عمر المدني عن أبيه عن الزهري فقال : لا أعرفه ولا أعرف أباه . قلت : وقد عرفهما غيره ، وذكر الزبير بن بكار في النسب عن عثمان المذكور فقال : إنه ولي قضاء المدينة في زمن مروان بن محمد ، ثم ولي القضاء للمنصور ومات معه بالعراق وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات ، وأكثر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من ذكره في " العلل " عند ذكره للأحاديث التي تختلف رواتها عن الزهري ، وكثيرا ما ترجح روايته عن الزهري والله أعلم . الحديث الثالث حديث أنس .