قوله : ( باب استعذاب الماء ) بالذال المعجمة أي طلب الماء العذب ، والمراد به الحلو .
ذكر فيه حديث أنس في صدقة أبي طلحة لقوله فيه : " ويشرب من ماء فيها طيب " وقد ورد في خصوص هذا اللفظ - وهو استعذاب الماء - حديث عائشة - رضي الله عنها nindex.php?page=hadith&LINKID=847543كان رسول الله يستعذب له الماء من بيوت السقيا " والسقيا بضم المهملة وبالقاف بعدها تحتانية قال قتيبة : هي عين بينها وبين المدينة يومان ، هكذا أخرجه أبو داود عنه بعد سياق الحديث بسند جيد وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، وفي قصة أبي الهيثم بن التيهان nindex.php?page=hadith&LINKID=847544أن امرأته قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاءهم يسأل عن أبي الهيثم " ذهب يستعذب لنا من الماء " وهو عند مسلم كما سأبينه بعد ، وذكر الواقدي من حديث سلمى امرأة أبي رافع nindex.php?page=hadith&LINKID=847545 " كان أبو أيوب حين نزل عنده النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعذب له الماء من بئر مالك بن النضر والد أنس " ثم كان أنس وهند وحارثة أبناء أسماء يحملون الماء إلى بيوت نسائه من بيوت السقيا ، وكان رباح الأسود عبده يستقي له من بئر عرس مرة ومن بيوت السقيا مرة . قال ابن بطال : استعذاب الماء لا ينافي الزهد ولا يدخل في الترفه المذموم ، بخلاف تطييب الماء بالمسك ونحوه فقد كرهه مالك لما فيه من السرف ، وأما شرب الماء الحلو وطلبه فمباح ، فقد فعله الصالحون . وليس في شرب الماء الملح فضيلة ، قال : وفيه دلالة على أن استطابة الأطعمة جائزة وأن ذلك من فعل أهل الخير ، وقد ثبت أن قوله - تعالى - : ياأيها آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم نزل في الذين أرادوا الامتناع من لذائذ المطاعم ، قال : ولو كانت مما لا يريد الله تناوله ما امتن بها على عباده ، بل نهيه عن تحريمها يدل على أنه أراد منهم تناولها ليقابلوا نعمته بها عليهم بالشكر لها ، وإن كانت نعمه لا يكافئها شكرهم . وقال ابن المنير : أما أن استعذاب الماء لا ينافي الزهد والورع فواضح ، وأما الاستدلال بذلك على لذيذ الأطعمة فبعيد . وقال ابن التين : هذا الحديث أصل في جواز شرب الماء من البستان بغير ثمن . قلت : المأذون له في الدخول فيه لا شك فيه ، وأما غيره فلما اقتضاه العرف من المسامحة بذلك ، وثبوت ذلك بالفعل المذكور فيه نظر . قوله : ذلك مال رايح أو رابح الأول بتحتانية والثاني بموحدة والحاء مهملة فيهما ، فالأول معناه أن أجره يروح إلى صاحبه أي يصل إليه ولا ينقطع عنه ، والثاني : معناه كثير الربح ، وأطلق عليه صفة صاحبه المتصدق به . وقوله : " شك عبد الله بن مسلمة " هو القعنبي ، وقوله : " قال إسماعيل " هو nindex.php?page=showalam&ids=12427ابن أبي أويس ويحيى هو ابن يحيى ، ورايح في روايتهما بالتحتانية وقد تقدمت رواية إسماعيل مصرحا فيها بالتحديث في تفسير آل عمران ، ورواية يحيى بن يحيى كذلك في الوكالة ، وتقدم شرح الحديث مستوفى في كتاب الوكالة .