باب الشرب من قدح النبي صلى الله عليه وسلم وآنيته وقال أبو بردة قال لي nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ألا أسقيك في قدح شرب النبي صلى الله عليه وسلم فيه
قوله : ( باب الشرب من قدح النبي - صلى الله عليه وسلم - ) أي تبركا به ، قال ابن المنير : كأنه أراد بهذه الترجمة دفع توهم من يقع في خياله أن الشرب في قدح النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته تصرف في ملك الغير بغير إذن ، فبين أن السلف كانوا يفعلون ذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يورث ، وما تركه فهو صدقة . ولا [ ص: 102 ] يقال إن الأغنياء كانوا يفعلون ذلك والصدقة لا تحل للغني ، لأن الجواب أن الممتنع على الأغنياء من الصدقة هو المفروض منها ، وهذا ليس من الصدقة المفروضة . قلت : وهذا الجواب غير مقنع ، والذي يظهر أن الصدقة المذكورة من جنس الأوقاف المطلقة ، ينتفع بها من يحتاج إليها ، وتقر تحت يد من يؤتمن عليها ، ولهذا كان عند سهل قدح ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام آخر ، والجبة عند أسماء بنت أبي بكر وغير ذلك .
قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=11935أبو بردة ) هو ابن أبي موسى الأشعري .
قوله : ( قال لي nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ) هو الصحابي المشهور ، ولام سلام مخففة .
قوله : ( ألا ) بتخفيف اللام للعرض ، وهذا طرف من حديث سيأتي موصولا في كتاب الاعتصام من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15526بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده عن nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ، وتقدم في مناقب nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام من وجه آخر عن أبي بردة .
ثم ذكر حديث سهل بن سعد في قصة الجونية بفتح الجيم وسكون الواو ثم نون في قصة استعاذتها لما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطبها ، وقد تقدم شرح قصتها في أول كتاب الطلاق ، وقوله في هذه الطريق : " فنزلت في أجم " بضم الهمزة والجيم هو بناء يشبه القصر ، وهو من حصون المدينة ، والجمع آجام مثل أطم وآطام . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الأطم والأجم بمعنى ، وأغرب الداودي فقال : الآجام الأشجار والحوائط ، ومثله قول الكرماني : الأجم بفتحتين جمع أجمة وهي الغيضة .
قوله : ( قالت : أنا كنت أشقى من ذلك ) ليس أفعل التفضيل فيه على ظاهره ، بل مرادها إثبات الشقاء لها لما فاتها من التزوج برسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
قوله : ( فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس في سقيفة بني ساعدة ) هو المكان الذي وقعت فيه البيعة nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر الصديق بالخلافة .
قوله : ( ثم قال : اسقنا يا سهل ) في رواية مسلم من هذا الوجه اسقنا لسهل أي قال لسهل اسقنا ، ووقع عند أبي نعيم فقال اسقنا يا أبا سعد والذي أعرفه في كنية سهل بن سعد أبو العباس ، فلعل له كنيتين ، أو كان الأصل يا ابن سعد فتحرفت .
قوله : ( فأخرجت لهم هذا القدح ) في رواية المستملي " فخرجت لهم بهذا القدح " .
قوله : ( فأخرج لنا سهل ) قائل ذلك هو أبو حازم الراوي عنه ، وصرح بذلك مسلم في روايته .
قوله : ( ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له ) كان عمر بن عبد العزيز حينئذ قد ولي إمرة المدينة ، وليست الهبة هنا حقيقة ، بل من جهة الاختصاص . وفي الحديث التبسط على الصاحب واستدعاء ما عنده من مأكول ومشروب ، وتعظيمه بدعائه بكنيته ، والتبرك بآثار الصالحين ، واستيهاب الصديق ما لا يشق عليه هبته ، ولعل سهلا سمح بذلك لبدل كان عنده من ذلك الجنس أو لأنه كان محتاجا فعوضه المستوهب ما يسد به حاجته ، والله أعلم . ومناسبته للترجمة ظاهرة من جهة رغبة الذين سألوا سهلا أن يخرج لهم القدح المذكور ليشربوا فيه تبركا به . الحديث الثالث