قوله : ( عن إسماعيل بن أبي خالد ) لشعبة فيه إسناد آخر أخرجه الترمذي من رواية غندر عنه عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال " دخلت على خباب " فذكر الحديث نحوه .
قوله : ( وقد اكتوى سبع كيات ) في رواية حارثة " وقد اكتوى في بطنه فقال : ما أعلم أحدا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي من البلاء ما لقيت " أي من الوجع الذي أصابه ، وحكى شيخنا في " شرح الترمذي " احتمال أن يكون أراد بالبلاء ما فتح عليه من المال بعد أن كان لا يجد درهما ، كما وقع صريحا في رواية حارثة المذكورة عنه قال " لقد كنت وما أجد درهما على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفي ناحية بيتي أربعون ألفا " يعني الآن ، وتعقبه بأن غيره من الصحابة كان أكثر مالا منه كعبد الرحمن بن عوف ، واحتمال أن يكون أراد ما لقي من التعذيب في أول الإسلام من المشركين ، وكأنه رأى أن اتساع الدنيا عليه يكون ثواب ذلك التعذيب ، وكان يحب أن لو بقي له أجره موفرا في الآخرة ، قال : ويحتمل أن يكون أراد ما فعل من الكي مع ورود النهي عنه ، كما قال عمران بن حصين " نهينا عن الكي فاكتوينا فما أفلحنا " أخرجه >[1] قال : وهذا بعيد . قلت : وكذلك الذي قبله ، وسيأتي الكلام على حكم الكي قريبا في كتاب الطب إن شاء الله - تعالى - .
قوله : ( إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا ) زاد في الرقاق من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان عن إسماعيل بن أبي خالد " شيئا " أي لم تنقص أجورهم ، بمعنى أنهم لم يتعجلوها في الدنيا بل بقيت موفرة لهم في الآخرة ، وكأنه عنى بأصحابه بعض الصحابة ممن مات في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأما من عاش بعده فإنهم اتسعت لهم الفتوح . ويؤيده حديثه الآخر " هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقع أجرنا على الله ، فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا منهم nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير " وقد مضى في الجنائز وفي المغازي أيضا ، ويحتمل أن يكون عنى جميع من مات قبله ، وأن من اتسعت له الدنيا لم تؤثر فيه إما لكثرة إخراجهم المال في وجوه البر ، وكان من يحتاج إليه إذ ذاك كثيرا فكانت تقع لهم الموقع ، ثم لما اتسع الحال جدا وشمل العدل في زمن الخلفاء الراشدين استغنى الناس بحيث صار الغني لا يجد محتاجا يضع بره فيه ، ولهذا قال خباب : " وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب " أي الإنفاق في البنيان . وأغرب الداودي فقال : أراد خباب بهذا القول الموت أي لا يجد للمال الذي أصابه إلا وضعه في القبر ، حكاه ابن التين ورده فأصاب ، وقال : بل هو عبارة عما أصابوا من المال قلت : وقد وقع لأحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد في هذا الحديث بعد قوله إلا التراب " وكان يبني حائطا له " ويأتي في الرقاق نحوه باختصار ، وأخرجه أحمد أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن إسماعيل وأوله " دخلنا على خباب نعوده وهو يبني حائطا له وقد اكتوى سبعا " الحديث .
قوله : ( ولولا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ) الدعاء بالموت أخص من تمني الموت ، وكل دعاء تمن من غير عكس ، فلذلك أدخله في هذه الترجمة .
[ ص: 135 ] قوله : ( ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطا له ) هكذا وقع في رواية شعبة تكرار المجيء ، وهو أحفظ الجميع فزيادته مقبولة ، والذي يظهر أن قصة بناء الحائط كانت سبب قوله أيضا " وإنا أصبنا من الدنيا ما لا نجد له موضعا إلا التراب " .
قوله : ( إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب ) أي الذي يوضع في البنيان ، وهو محمول على ما زاد على الحاجة ، وسيأتي تقرير ذلك في آخر كتاب الاستئذان إن شاء الله - تعالى - .
( تنبيه )
هكذا وقع من هذا الوجه موقوفا ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق عمر بن إسماعيل بن مجالد " حدثنا أبي عن بيان بن بشر nindex.php?page=showalam&ids=12428وإسماعيل بن أبي خالد جميعا عن قيس عن أبي حازم قال : دخلنا على خباب نعوده " فذكر الحديث ، وفيه " وهو يعالج حائطا له فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=847669إن المسلم يؤجر في نفقته كلها إلا ما يجعله في التراب وعمر كذبه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين . الحديث الثالث والرابع حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة