قوله : ( باب الحبة السوداء ) سيأتي بيان المراد بها في آخر الباب .
قوله : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12508عبد الله بن أبي شيبة ) كذا سماه ونسبه لجده وهو أبو بكر ، مشهور بكنيته أكثر من اسمه " وأبو شيبة جده ، وهو ابن محمد بن إبراهيم ، وكان إبراهيم أبو شيبة قاضي واسط .
قوله : ( حدثنا عبيد الله ) بالتصغير كذا للجميع غير منسوب ، وكذا أخرجه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله غير منسوب ، وجزم أبو نعيم في " المستخرج " بأنه nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق أبي بكر الأعين nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب في كتاب " رواية الآباء عن الأبناء " من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12148أبي مسعود الرازي ، وهو عندنا بعلو من طريقه ، وأخرجه أيضا أحمد بن حازم عن أبي غرزة - بفتح المعجمة والراء والزاي - في مسنده ، ومن طريقه الخطيب أيضا كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، وهو الكوفي المشهور ، ورجال الإسناد كلهم كوفيون ، nindex.php?page=showalam&ids=16527وعبيد الله بن موسى من كبار شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وربما حدث عنه بواسطة كالذي هنا .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور ) هو ابن المعتمر .
[ ص: 151 ] قوله : ( عن خالد بن سعد ) هو مولى أبي مسعود البدري الأنصاري ، وما له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث ، وقد أخرجه المنجنيقي في كتاب رواية الأكابر عن الأصاغر عن nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى بهذا الإسناد فأدخل بين منصور وخالد بن سعد مجاهدا ، وتعقبه الخطيب بعد أن أخرجه من طريق المنجنيقي بأن ذكر مجاهد فيه وهم . ووقع في رواية المنجنيقي أيضا " خالد بن سعيد " بزيادة ياء في اسم أبيه ، وهو وهم نبه عليه الخطيب أيضا .
قوله : ( ومعنا غالب بن أبجر ) بموحدة وجيم وزن أحمد ، يقال إنه الصحابي الذي سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحمر الأهلية . وحديثه عند أبي داود .
قوله : ( فعاده ابن أبي عتيق ) في رواية أبي بكر الأعين " فعاده أبو بكر بن أبي عتيق " وكذا قال سائر أصحاب عبد الله بن موسى إلا المنجنيقي فقال في روايته " عن خالد بن سعد عن غالب بن أبجر عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق عن عائشة " واختصر القصة ، وبسياقها يتبين الصواب ، قال الخطيب : وقوله في السند " عن غالب بن أبجر " وهم فليس لغالب فيه رواية ، وإنما سمعه خالد مع غالب من أبي بكر بن أبي عتيق ، قال وأبو بكر بن أبي عتيق هذا هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، وأبو عتيق كنية أبيه محمد بن عبد الرحمن ، وهو معدود في الصحابة لكونه ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأبوه وجده وجد أبيه صحابة مشهورون .
قوله : ( عليكم بهذه الحبيبة السويداء ) كذا هنا بالتصغير فيهما إلا الكشميهني فقال " السوداء " وهي رواية الأكثر ممن قدمت ذكره أنه أخرج الحديث .
قوله : ( فإن عائشة حدثتني أن هذه الحبة السوداء شفاء ) nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني " nindex.php?page=hadith&LINKID=846703أن في هذه الحبة شفاء " كذا للأكثر ، وفي رواية الأعين " هذه الحبة السوداء التي تكون في الملح " وكان هذا قد أشكل علي ، ثم ظهر لي أنه يريد الكمون وكانت عادتهم جرت أن يخلط بالملح .
قوله : ( إلا من السام ) بالمهملة بغير همز ، nindex.php?page=showalam&ids=13478ولابن ماجه إلا أن يكون الموت ، وفي هذا أن الموت داء من جملة الأدواء ، قال الشاعر وداء الموت ليس له دواء وقد تقدم توجيه إطلاق الداء على الموت في الباب الأول .
قوله : ( قلت وما السام ؟ قال : الموت ) لم أعرف اسم السائل ولا القائل ، وأظن السائل خالد بن سعد والمجيب ابن أبي عتيق . وهذا الذي أشار إليه ابن أبي عتيق ذكره الأطباء في علاج الزكام العارض منه عطاس كثير وقالوا : تقلى الحبة السوداء ثم تدق ناعما ثم تنقع في زيت ثم يقطر منه في الأنف ثلاث قطرات ، فلعل غالب بن أبجر كان مزكوما فلذلك وصف له ابن أبي عتيق الصفة المذكورة ، وظاهر سياقه أنها موقوفة عليه ، ويحتمل أن تكون عنده مرفوعة أيضا ، فقد وقع في رواية الأعين عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بعد قوله من كل داء " وأقطروا عليها شيئا من الزيت وفي رواية له أخرى " وربما ; قال وأقطروا إلخ " وادعى nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أن هذه الزيادة مدرجة في الخبر ، وقد أوضحت ذلك رواية ابن أبي شيبة ; ثم وجدتها مرفوعة من حديث بريدة فأخرج المستغفري في " كتاب [ ص: 152 ] الطب " من طريق حسام بن مصك عن عبيد الله بن بريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " nindex.php?page=hadith&LINKID=846707إن الحبة السوداء فيها شفاء الحديث ، قال وفي لفظ قيل : وما الحبة السوداء ؟ قال : الشونيز قال : وكيف أصنع بها ؟ قال : تأخذ إحدى وعشرين حبة فتصرها في خرقة ثم تضعها في ماء ليلة ، فإذا أصبحت قطرت في المنخر الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين ، فإذا كان من الغد قطرت في المنخر الأيمن اثنتين وفي الأيسر واحدة ، فإذا كان اليوم الثالث قطرت في الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين " ويؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفا بل ربما استعملت مفردة ، وربما استعملت مركبة ، وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة ، وربما استعملت أكلا وشربا وسعوطا وضمادا وغير ذلك . وقيل إن قوله " كل داء " تقديره يقبل العلاج بها ، فإنها تنفع من الأمراض الباردة ، وأما الحارة فلا . نعم قد تدخل في بعض الأمراض الحارة اليابسة بالعرض فتوصل قوى الأدوية الرطبة الباردة إليها بسرعة تنفيذها ، ويستعمل الحار في بعض الأمراض الحارة لخاصية فيه لا يستنكر كالعنزروت فإنه حار ويستعمل في أدوية الرمد المركبة ، مع أن الرمد ورم حار باتفاق الأطباء ، وقد قال أهل العلم بالطب : إن طبع الحبة السوداء حار يابس ، وهي مذهبة للنفخ ، نافعة من حمى الربع والبلغم ، مفتحة للسدد والريح ، مجففة لبلة المعدة ، وإذا دقت وعجنت بالعسل وشربت بالماء الحار أذابت الحصاة وأدرت البول والطمث ، وفيها جلاء وتقطيع ، وإذا دقت وربطت بخرقة من كتان وأديم شمها نفع من الزكام البارد ، وإذا نقع منها سبع حبات في لبن امرأة وسعط به صاحب اليرقان أفاده ، وإذا شرب منها وزن مثقال بماء أفاد من ضيق النفس ، والضماد بها ينفع من الصداع البارد ، وإذا طبخت بخل وتمضمض بها نفعت من وجع الأسنان الكائن عن برد ، وقد ذكر ابن البيطار وغيره ممن صنف في المفردات في منافعها هذا الذي ذكرته وأكثر منه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : قوله " من كل داء " هو من العام الذي يراد به الخاص ، لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها ، وإنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815أبو بكر بن العربي : العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء ، ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به ، فإن كان المراد بقوله في العسل فيه شفاء للناس الأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى . وقال غيره : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض ، فلعل قوله " في الحبة السوداء " وافق مرض من مزاجه بارد ، فيكون معنى قوله شفاء من كل داء أي من هذا الجنس الذي وقع القول فيه ، والتخصيص بالحيثية كثير شائع والله أعلم . وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : تكلم الناس في هذا الحديث وخصوا عمومه وردوه إلى قول أهل الطب والتجربة ، ولا خفاء بغلط قائل ذلك ، لأنا إذا صدقنا أهل الطب - ومدار علمهم غالبا إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظن غالب - فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم . انتهى وقد تقدم توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد والتركيب ، ولا محذور في ذلك ولا خروج عن ظاهر الحديث ، والله أعلم .