[ ص: 41 ] " 899 " قوله ( باب فضل صلاة العصر ) ) أي على جميع الصلوات إلا الصبح ، وإنما حملته على ذلك لأن حديثي الباب لا يظهر منهما رجحان العصر عليها ، ويحتمل أن يكون المراد أن العصر ذات فضيلة لا ذات أفضلية
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل ) هو ابن أبي خالد ، nindex.php?page=showalam&ids=16834وقيس هو ابن أبي حازم ، ووقع عند ابن مردويه من طريق شعبة عن إسماعيل التصريح بسماع إسماعيل من قيس وسماع قيس من جرير .
قوله ( فنظر إلى القمر ليلة ) زاد مسلم " ليلة البدر " وكذا للمصنف من وجه آخر ، وهو خال من العنعنة أيضا كما سيأتي في " باب فضل صلاة الفجر " .
قوله : ( لا تضامون ) بضم أوله مخففا ، أي لا يحصل لكم ضيم حينئذ ، وروي بفتح أوله والتشديد من الضم ، والمراد نفي الازدحام ، وسيأتي بسط ذلك في كتاب التوحيد .
قوله ( فإن استطعتم أن لا تغلبوا ) ) فيه إشارة إلى قطع أسباب الغلبة المنافية للاستطاعة كالنوم والشغل ومقاومة ذلك بالاستعداد له .
وقوله ( فافعلوا ) أي عدم الغلبة ، وهو كناية عما ذكر من الاستعداد . ووقع في رواية شعبة المذكورة " فلا تغفلوا عن صلاة " الحديث .
قوله ( قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) زاد مسلم " يعني العصر والفجر " ولابن مردويه من وجه آخر عن إسماعيل " قبل طلوع الشمس صلاة الصبح وقبل غروبها صلاة العصر " وقال ابن بطال قال المهلب : قوله " فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة " أي في الجماعة . قال : وخص هذين الوقتين لاجتماع الملائكة فيهما ورفعهم أعمال العباد لئلا يفوتهم هذا الفضل العظيم .
قلت : وعرف بهذا مناسبة إيراد حديث " يتعاقبون " عقب هذا الحديث ، لكن لم يظهر لي وجه تقييد ذلك بكونه في جماعة ، وإن كان فضل الجماعة معلوما من أحاديث أخر ، بل ظاهر الحديث يتناول من صلاهما ولو منفردا ، إذ مقتضاه التحريض على فعلهما أعم من كونه جماعة أو لا .
قوله ( ثم قرأ ) كذا في جميع روايات الجامع ، وأكثر الروايات في غيره بإبهام فاعل قرأ ، وظاهره أنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لكن لم أر ذلك صريحا ، وحمله عليه جماعة من الشراح ، ووقع عند مسلم [ ص: 42 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب عن مروان بن معاوية بإسناد حديث الباب " ثم قرأ جرير " أي الصحابي ، وكذا أخرجه أبو عوانة في صحيحه من طريق يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد ، فظهر أنه وقع في سياق حديث الباب وما وافقه إدراج . قال العلماء : ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية أن الصلاة أفضل الطاعات ، وقد ثبت لهاتين الصلاتين من الفضل على غيرهما ما ذكر من اجتماع الملائكة فيهما ورفع الأعمال وغير ذلك ، فهما أفضل الصلوات ، فناسب أن يجازي المحافظ عليهما بأفضل العطايا وهو النظر إلى الله تعالى . وقيل لما حقق رؤية الله تعالى برؤية القمر والشمس - وهما آيتان عظيمتان شرعت لخسوفهما الصلاة والذكر - ناسب من يحب رؤية الله تعالى أن يحافظ على الصلاة عند غروبها اهـ . ولا يخفى بعده وتكلفه ، والله أعلم .