ولا ولا يعض على شرسوفه الصفر
والشرسوف بضم المعجمة وسكون الراء ثم مهملة ثم فاء : الضلع ، والصفر دود يكون في الجوف فربما عض الضلع أو الكبد فقتل صاحبه ، وقيل : المراد بالصفر الحية لكن المراد بالنفي نفي ما كانوا يعتقدونه أن من أصابه قتله ، فرد ذلك الشارع بأن الموت لا يكون إلا إذا فرغ الأجل . وقد جاء هذا التفسير عن جابر وهو أحد رواة حديث لا صفر قاله الطبري . وقيل : في الصفر قول آخر ، وهو أن المراد به شهر صفر ، وذلك أن العرب كانت تحرم صفر وتستحل الحرم كما تقدم في كتاب الحج ، فجاء الإسلام برد ما كانوا يفعلونه من ذلك فلذلك قال - صلى الله عليه وسلم - : لا صفر ، قال ابن بطال : وهذا القول مروي عن مالك ، والصفر أيضا وجع في البطن يأخذ من الجوع ومن اجتماع الماء الذي يكون منه الاستسقاء ، ومن الأول حديث صفرة في سبيل الله خير من حمر النعم أي جوعة ، ويقولون صفر الإناء إذا خلا عن الطعام ، ومن الثاني ما سبق في الأشربة في حديث ابن مسعود أن رجلا أصابه الصفر فنعت له السكر أي حصل له الاستسقاء فوصف له النبيذ ، وحمل الحديث على هذا لا يتجه ، بخلاف ما سبق . وسيأتي شرح الهامة والعدوى كل منهما في باب مفرد .