[ ص: 243 ] قوله : ( باب الشرك والسحر من الموبقات ) أي المهلكات .
قوله : ( اجتنبوا الموبقات : الشرك بالله والسحر ) هكذا أورد الحديث مختصرا وحذف لفظ العدد ، وقد تقدم في كتاب الوصايا بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=842395اجتنبوا السبع الموبقات وساق الحديث بتمامه ، ويجوز نصب الشرك بدلا من السبع ، ويجوز الرفع على الاستئناف فيكون خبر مبتدأ محذوف ، والنكتة في اقتصاره على اثنتين من السبع هنا الرمز إلى تأكيد أمر السحر ، فظن بعض الناس أن هذا القدر هو جملة الحديث ، فقال : ذكر الموبقات وهي صيغة جمع وفسرها باثنتين فقط ، وهو من قبيل قوله - تعالى - فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا فاقتصر على اثنتين فقط ، وهذا على أحد الأقوال في الآية ، ولكن ليس الحديث كذلك فإنه في الأصل سبعة حذف nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري منها خمسة وليس شأن الآية كذلك ، وقال ابن مالك : تضمن هذا الحديث حذف المعطوف للعلم به ، فإن تقدير اجتنبوا الموبقات الشرك بالله والسحر وأخواتهما وجاز الحذف لأن الموبقات سبع ، وقد ثبتت في حديث آخر ، واقتصر في هذا الحديث على ثنتين منها تنبيها على أنهما أحق بالاجتناب ، ويجوز رفع الشرك والسحر على تقدير " منهن " . قلت : وظاهر كلامه يقتضي أن الحديث ورد هكذا تارة وتارة ورد بتمامه ، وليس كذلك ، وإنما الذي اختصره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري نفسه كعادته في جواز الاقتصار على بعض الحديث ، وقد أخرجه المصنف في كتاب الوصايا في " باب قول الله عز وجل : إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما عن عبد العزيز بن عبد الله شيخه في هذا الحديث بهذا الإسناد ، وساقها سبعا فذكر بعد السحر وقتل النفس إلخ ، وأعاده في أواخر كتاب المحاربين بهذا الإسناد بعينه بتمامه ، وأغفل المزي في الأطراف " ذكر هذا الموضع في ترجمة سالم أبي الغيث عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .