[ ص: 249 ] قوله : ( باب الدواء بالعجوة للسحر ) العجوة ضرب من أجود تمر المدينة وألينه . وقال الداودي : هو من وسط التمر . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : العجوة ضرب من التمر أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد ، وهو مما غرسه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده بالمدينة . وذكر هذا الأخير القزاز .
قوله : ( حدثنا علي ) لم أره منسوبا في شيء من الروايات ، ولا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14050أبو علي الغساني ، لكن جزم أبو نعيم في المستخرج بأنه nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله يعني ابن المديني ، وبذلك جزم المزي في " الأطراف " وجزم الكرماني بأنه علي بن سلمة اللبقي وما عرفت سلفه فيه .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17070مروان ) هو ابن معاوية الفزاري ، جزم به أبو نعيم ، وأخرجه مسلم عن محمد بن يحيى بن أبي عمر عن مروان الفزاري .
قوله : ( هاشم ) هو ابن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص nindex.php?page=showalam&ids=16283وعامر بن سعد هو ابن عم أبيه ، ووقع في رواية أبي أسامة في الطريق الثانية في الباب " سمعت عامرا سمعت سعدا " ويأتي بعد قليل من وجه آخر " سمعت عامر بن سعد سمعت أبي " وهو nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص .
قوله ( من اصطبح ) في رواية أبي أسامة من تصبح وكذا في رواية جمعة عن مروان الماضية في الأطعمة ، وكذا لمسلم عن ابن عمر وكلاهما بمعنى التناول صباحا ، وأصل الصبوح والاصطباح تناول الشراب صبحا ، ثم استعمل في الأكل ، ومقابله الغبوق والاغتباق بالغين المعجمة ; وقد يستعمل في مطلق الغذاء أعم من الشرب والأكل ، وقد يستعمل في أعم من ذلك كما قال الشاعر :
صبحنا الخزرجية مرهفات
وتصبح مطاوع صبحته بكذا إذا أتيته به صباحا ، فكأن الذي يتناول العجوة صباحا قد أتى بها ، وهو مثل تغدى وتعشى إذا وقع ذلك في وقت الغداء أو العشاء .
قوله : ( كل يوم تمرات عجوة ) كذا أطلق في هذه الرواية ، ووقع مقيدا في غيرها ، ففي رواية جمعة وابن أبي عمر سبع تمرات ، وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15863دحيم عن مروان ، وكذا هو في رواية أبي أسامة في الباب ، ووقع مقيدا بالعجوة في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12049أبي ضمرة أنس بن عياض عن nindex.php?page=showalam&ids=17227هاشم بن هاشم عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، وكذا في رواية أبي أسامة ، وزاد أبو ضمرة في روايته التقييد بالمكان أيضا ولفظه nindex.php?page=hadith&LINKID=842404من تصبح بسبع تمرات عجوة من تمر العالية والعالية القرى التي في الجهة العالية من المدينة وهي جهة نجد ، وقد تقدم لها ذكر في المواقيت من كتاب الصلاة ، وفيه بيان مقدار ما بينها وبين المدينة . وللزيادة شاهد عند مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة عن عائشة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=842405في عجوة العالية شفاء في أول البكرة ووقع لمسلم أيضا من طريق أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن [ ص: 250 ] الأنصاري عن عامر بن سعد بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=842406من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح وأراد لابتي المدينة وإن لم يجر لها ذكر للعلم بها .
قوله : ( لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل ) السم معروف وهو مثلث السين ، والسحر تقدم تحرير القول فيه قريبا ; وقوله : ذلك اليوم ظرف وهو معمول ليضره ، أو صفة لسحر . وقوله : إلى الليل فيه تقييد الشفاء المطلق في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة حيث قال nindex.php?page=hadith&LINKID=842407شفاء أول البكرة في أو ترياق وتردده في ترياق شك من الراوي ، والبكرة بضم الموحدة وسكون الكاف يوافق ذكر الصباح في حديث سعد ، والشفاء أشمل من الترياق يناسب ذكر السم ، والذي وقع في حديث سعد شيئان السحر والسم ، فمعه زيادة علم . وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث جابر رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=842408العجوة من الجنة ، وهي شفاء من السم وهذا يوافق رواية nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة . والترياق بكسر المثناة وقد تضم وقد تبدل المثناة دالا أو طاء بالإهمال فيهما ، وهو دواء مركب معروف يعالج به المسموم ، فأطلق على العجوة اسم الترياق تشبيها لها به ، وأما الغاية في قوله : إلى الليل فمفهومه أن السر الذي في العجوة من دفع ضرر السحر والسم يرتفع إذا دخل الليل في حق من تناوله من أول النهار ، ويستفاد منه إطلاق اليوم على ما بين طلوع الفجر أو الشمس إلى غروب الشمس ، ولا يستلزم دخول الليل ، ولم أقف في شيء من الطرق على حكم من تناول ذلك في أول الليل هل يكون كمن تناوله أول النهار حتى يندفع عنه ضرر السم والسحر إلى الصباح ، والذي يظهر خصوصية ذلك بالتناول أول النهار لأنه حينئذ يكون الغالب أن تناوله يقع على الريق ، فيحتمل أن يلحق به من تناول الليل على الريق كالصائم ، وظاهر الإطلاق أيضا المواظبة على ذلك . وقد وقع مقيدا فيما أخرجه الطبري من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16421عبد الله بن نمير عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها " كانت تأمر بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات " وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام مرفوعا ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي أنه تفرد به ، ولعله أراد تفرده برفعه ، وهو من رجال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لكن في المتابعات .
قوله : ( وقال غيره سبع تمرات ) وقع في نسخة الصغاني " يعني غير حديث علي " انتهى ، والغير كأنه أراد به جمعة ، وقد تقدم في الأطعمة عنه أو غيره ممن نبهت عليه ممن رواه كذلك .