قوله : ( وهو القباء ) قلت ووقع كذلك مفسرا في بعض طرق الحديث كما سأبينه .
قوله : ( ويقال هو الذي له شق من خلفه ) أي فهو قباء مخصوص ، وبهذا جزم أبو عبيد ومن تبعه من أصحاب الغريب نظرا لاشتقاقه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : هو قميص الصبي الصغير . وقال القرطبي : القباء والفروج كلاهما ثوب ضيق الكمين والوسط مشقوق من خلف يلبس في السفر والحرب لأنه أعون على الحركة . وذكر فيه حديثين :
أحدهما قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ) في رواية أحمد عن أبي النضر هاشم عن الليث حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12531عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة وسيأتي كذلك في " باب المزرور بالذهب " معلقا .
قوله : ( عن المسور بن مخرمة ) هكذا أسنده الليث ، وتابعه حاتم بن وردان عن أيوب عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة على وصله كما تقدم في الشهادات ، وأرسله حماد بن زيد كما تقدم في الخمس ، nindex.php?page=showalam&ids=13382وإسماعيل بن علية كما سيأتي في الأدب ، كلاهما عن أيوب ، وقد تقدم الكلام على ذلك في " باب قسمة الإمام ما يقدم عليه " من كتاب الخمس .
قوله : ( ولم يعط مخرمة شيئا ) أي في حال تلك القسمة . وإلا فقد وقع في رواية حماد بن زيد متصلا بقوله من أصحابه " وعزل منها واحدا لمخرمة " ومخرمة هو والد المسور ، وهو ابن نوفل الزهري ، كان من رؤساء قريش ومن العارفين بالنسب وأنصاب الحرم ، وتأخر إسلامه إلى الفتح ، وشهد حنينا وأعطي من تلك الغنيمة مع المؤلفة ، ومات سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة ذكره ابن سعد .
قوله : ( انطلق بنا ) في رواية حاتم " عسى أن يعطينا منها شيئا " .
قوله : ( ادخل فادعه لي ) في رواية حاتم " فقام أبي على الباب فتكلم فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته " قال ابن التين : لعل خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - عند سماع صوت مخرمة صادف دخول المسور إليه .
قوله : ( فخرج إليه وعليه قباء منها ) ظاهره استعمال الحرير ، قيل : ويجوز أن يكون قبل النهي ، ويحتمل أن يكون المراد أنه نشره على أكتافه ليراه مخرمة كله ولم يقصد لبسه . قلت : ولا يتعين كونه على أكتافه بل يكفي أن يكون منشورا على يديه فيكون قوله عليه من إطلاق الكل على البعض ، وقد وقع في رواية حاتم " فخرج ومعه قباء وهو يريه محاسنه " وفي رواية حماد " فتلقاه به واستقبله بإزاره " .
قوله : ( خبأت هذا لك ) في رواية حاتم تكرار ذلك ، زاد في رواية حماد يا أبا المسور هكذا دعاه أبا المسور وكأنه على سبيل التأنيس له بذكر ولده الذي جاء صحبته ، وإلا فكنيته في الأصل أبو صفوان وهو أكبر أولاده ، ذكر ذلك ابن سعد .
[ ص: 282 ] قوله : ( فنظر إليه فقال رضي مخرمة ) زاد في رواية هاشم " فأعطاه إياه " ، وجزم الداودي أن قوله : " رضي مخرمة " من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد رجحت في الهبة أنه من كلام مخرمة ، زاد حماد في آخر الحديث " وكان في خلقه شدة " قال ابن بطال : يستفاد منه استئلاف أهل اللسن ومن في معناهم بالعطية والكلام الطيب ، وفيه الاكتفاء في الهبة بالقبض ، وقد تقدم البحث فيه هناك ، وتقدم في كتاب الشهادات الاستدلال به على جواز شهادة الأعمى لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرف صوت مخرمة فاعتمد على معرفته به ، وخرج إليه ومعه القباء الذي خبأه له ، واستنبط بعض المالكية منه جواز الشهادة على الخط ، وتعقب بأن الخطوط تشتبه أكثر مما تشتبه الأصوات ، وقد تقدم بقية ما يتعلق بذلك في الشهادات ، وفيه رد على من زعم أن المسور لا صحبة له .