قوله : ( باب إعفاء اللحى ) كذا استعمله من الرباعي ، وهو بمعنى الترك . ثم قال : عفوا كثروا وكثرت أموالهم وأراد تفسير قوله - تعالى - في الأعراف حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فقد تقدم هناك بيان من فسر قوله عفوا يكثروا ، فإما أن يكون أشار بذلك إلى أصل المادة ، أو إلى أن لفظ الحديث وهو nindex.php?page=hadith&LINKID=842697أعفوا اللحى جاء بالمعنيين ، فعلى الأول يكون بهمزة قطع وعلى الثاني بهمزة وصل ، وقد حكى ذلك جماعة من الشراح منهم ابن التين قال : وبهمزة قطع أكثر . وقال ابن دقيق العيد : تفسير الإعفاء بالتكثير من إقامة السبب مقام المسبب ، لأن حقيقة الإعفاء الترك ، وترك التعرض للحية يستلزم تكثيرها . وأغرب ابن السيد فقال : حمل بعضهم قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=842697أعفوا اللحى على الأخذ منها بإصلاح ما شذ منها طولا وعرضا ، واستشهد بقول زهير " على آثار [ ص: 364 ] من ذهب العفاء " . وذهب الأكثر إلى أنه بمعنى وفروا أو كثروا ، وهو الصواب . قال ابن دقيق العيد : لا أعلم أحدا فهم من الأمر في قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=842697أعفوا اللحى تجويز معالجتها بما يغزرها كما يفعله بعض الناس ، قال : وكأن الصارف عن ذلك قرينة السياق في قوله في بقية الخبر nindex.php?page=hadith&LINKID=842698وأحفوا الشوارب انتهى . ويمكن أن يؤخذ من بقية طرق ألفاظ الحديث الدالة على مجرد الترك ، والله أعلم .
( تنبيه ) : في قوله أعفوا وأحفوا ثلاثة أنواع من البديع : الجناس والمطابقة والموازنة .