قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=11870مسلم ) هو ابن صبيح أبو الضحى وهو بكنيته أشهر ، وجوز الكرماني أن يكون مسلم بن عمران البطين ثم قال : إنه الظاهر ، وهو مردود فقد وقع في رواية مسلم في هذا الحديث من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى .
قوله : ( كنا مع nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق ) هو ابن الأجدع .
قوله : ( في دار يسار بن نمير ) هو بتحتانية ومهملة خفيفة ، وأبوه بنون مصغر ; ويسار مدني سكن الكوفة وكان مولى عمر وخازنه ، وله رواية عن عمر وعن غيره . وروى عنه أبو وائل وهو من أقرانه ، nindex.php?page=showalam&ids=11936وأبو بردة بن أبي موسى nindex.php?page=showalam&ids=11813وأبو إسحاق السبيعي ، وهو موثق ولم أر له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا هذا الموضع .
قوله : ( فرأى في صفته ) بضم المهملة وتشديد الفاء في رواية منصور عن أبي الضحى عند مسلم " كنت مع مسروق في بيت فيه تماثيل فقال لي مسروق هذه تماثيل كسرى ، فقلت : لا هذه تماثيل مريم " كأن مسروقا ظن أن التصوير كان من مجوسي ، وكانوا يصورون صورة ملوكهم حتى في الأواني ، فظهر أن التصوير كان من نصراني لأنهم يصورون صورة مريم والمسيح وغيرهما ويعبدونها .
قوله : ( سمعت nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله ) هو ابن مسعود وفي رواية منصور فقال : " أما إني سمعت nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود " .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=842776إن أشد الناس عذابا عند الله المصورون ) وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي في مسنده عن سفيان يوم القيامة بدل قوله : عند الله وكذا هو في مسند nindex.php?page=showalam&ids=14771ابن أبي عمر عن سفيان ، وأخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريقه ، فلعل nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي حدث به على الوجهين بدليل ما وقع في الترجمة ، أو لما حدث به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حدث به بلفظ " عند الله " والترجمة مطابقة للفظ الذي في حديث ابن عمر ثاني حديثي الباب ، والمراد بقوله " عند الله " حكم الله . ووقع عند مسلم من طريق أبي معاوية عن الأعمش أن من أشد الناس واختلف نسخه ففي بعضها " المصورين " وهي للأكثر وفي بعضها " المصورون " وهي لأحمد عن أبي معاوية أيضا ، ووجهت بأن " من " زائدة واسم إن أشد ، ووجهها ابن مالك على حذف ضمير الشأن والتقدير أنه من أشد الناس إلخ . وقد استشكل كون [ ص: 397 ] المصور أشد الناس عذابا مع قوله - تعالى - : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب فإنه يقتضي أن يكون المصور أشد عذابا من آل فرعون ، وأجاب الطبري بأن المراد هنا من يصور ما يعبد من دون الله وهو عارف بذلك قاصدا له فإنه يكفر بذلك ، فلا يبعد أن يدخل مدخل آل فرعون وأما من لا يقصد ذلك فإنه يكون عاصيا بتصويره فقط . وأجاب غيره بأن الرواية بإثبات " من " ثابتة وبحذفها محمولة عليها ، وإذا كان من يفعل التصوير من أشد الناس عذابا كان مشتركا مع غيره ، وليس في الآية ما يقتضي اختصاص آل فرعون بأشد العذاب بل هم في العذاب الأشد ، فكذلك غيرهم يجوز أن يكون في العذاب الأشد ، وقوى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ذلك بما أخرجه من وجه آخر عن ابن مسعود رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=842777إن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبي ، وإمام ضلالة ، وممثل من الممثلين وكذا أخرجه أحمد . وقد وقع بعض هذه الزيادة في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14771ابن أبي عمر التي أشرت إليها فاقتصر على المصور وعلى من قتله نبي ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أيضا من حديث عائشة مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=842778أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل هجا رجلا فهجا القبيلة بأسرها قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : فكل واحد من هؤلاء يشترك مع الآخر في شدة العذاب . وقال أبو الوليد بن رشد في " مختصر مشكل nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي " ما حاصله : إن الوعيد بهذه الصيغة إن ورد في حق كافر فلا إشكال فيه لأنه يكون مشتركا في ذلك مع آل فرعون ويكون فيه دلالة على عظم كفر المذكور ، وإن ورد في حق عاص فيكون أشد عذابا من غيره من العصاة ويكون ذلك دالا على عظم المعصية المذكورة . وأجاب القرطبي في " المفهم " بأن الناس الذين أضيف إليهم أشد لا يراد بهم كل الناس بل بعضهم وهم من يشارك في المعنى المتوعد عليه بالعذاب ، ففرعون أشد الناس الذين ادعوا الإلهية عذابا ، ومن يقتدى به في ضلالة كفره أشد عذابا ممن يقتدى به في ضلالة فسقه ، ومن صور صورة ذات روح للعبادة أشد عذابا ممن يصورها لا للعبادة . واستشكل ظاهر الحديث أيضا بإبليس وبابن آدم الذي سن القتل ، وأجيب بأنه في إبليس واضح ، ويجاب بأن المراد بالناس من ينسب إلى آدم ، وأما في ابن آدم فأجيب بأن الثابت في حقه أن عليه مثل أوزار من يقتل ظلما ، ولا يمتنع أن يشاركه في مثل تعذيبه من ابتدأ الزنا مثلا فإن عليه مثل أوزار من يزني بعده لأنه أول من سن ذلك ، ولعل عدد الزناة أكثر من القاتلين . قال النووي قال العلماء : تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم وهو من الكبائر لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد ، وسواء صنعه لما يمتهن أم لغيره فصنعه حرام بكل حال ، وسواء كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها ، فأما تصوير ما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام . قلت : ويؤيد التعميم فيما له ظل وفيما لا ظل له ما أخرجه أحمد من حديث علي " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503880أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره ولا صورة إلا لطخها أي طمسها " الحديث ، وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=842779من عاد إلى صنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : إنما عظمت عقوبة المصور لأن الصور كانت تعبد من دون الله ; ولأن النظر إليها يفتن ، وبعض النفوس إليها تميل . قال : والمراد بالصور هنا التماثيل التي لها روح وقيل : يفرق بين العذاب والعقاب ، فالعذاب يطلق على ما يؤلم من قول أو فعل كالعتب والإنكار ، والعقاب يختص بالفعل فلا يلزم من كون المصور أشد الناس عذابا أن يكون أشد الناس عقوبة . هكذا ذكره الشريف المرتضى في " الغرر " وتعقب بالآية المشار إليها وعليها انبنى الإشكال ، ولم يكن هو عرج عليها ، فلهذا ارتضى التفرقة ، والله أعلم . واستدل به أبو علي الفارسي في " التذكرة " على تكفير المشبهة فحمل الحديث عليهم وأنهم المراد بقوله المصورون أي الذين يعتقدون أن لله صورة . وتعقب بالحديث الذي بعده في الباب بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=842780إن الذين يصنعون هذه الصورة يعذبون وبحديث عائشة الآتي بعد بابين بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=842781إن أصحاب هذه الصور يعذبون وغير ذلك ، ولو سلم له استدلاله لم يرد عليه الإشكال المقدم ذكره . وخص بعضهم الوعيد الشديد بمن [ ص: 398 ] صور قاصدا أن يضاهي ، فإنه يصير بذلك القصد كافرا ، وسيأتي في " باب ما وطئ من التصاوير " بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=842782أشد الناس عذابا الذين يضاهون بخلق الله - تعالى - وأما من عداه فيحرم عليه ويأثم ، لكن إثمه دون إثم المضاهي . قلت : وأشد منه من يصور ما يعبد من دون الله كما تقدم . وذكر القرطبي أن أهل الجاهلية كانوا يعملون الأصنام من كل شيء حتى إن بعضهم عمل صنمه من عجوة ثم جاع فأكله . الحديث الثاني .