[ ص: 427 ] قوله : ( باب صلة الوالد المشرك ) ذكر فيه حديث أسماء بنت أبي بكر " أتتني أمي وهي راغبة " وقد تقدم شرحه مستوفى في كتاب الهبة .
وتقدم بيان الاختلاف في قوله : " راغبة " هل هو بالميم أو الموحدة ، قال الطيبي : الذي تحرر أن قولها : " راغبة " إن كان بلا قيد فالمراد راغبة في الإسلام لا غير ، وإذا قرنت بقوله مشركة أو في عهد قريش فالمراد راغبة في صلتي ، وإن كانت الرواية " راغمة " بالميم فمعناه كارهة للإسلام . قلت : أما التي بالموحدة فيتعين حمل المطلق فيه على المقيد فإنه حديث واحد في قصة واحدة ، ويتعين القيد من جهة أخرى ، وهي أنها لو جاءت راغبة في الإسلام لم تحتج أسماء أن تستأذن في صلتها لشيوع التألف على الإسلام من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمره فلا يحتاج إلى استئذانه في ذلك .