قوله : ( محمد بن معن ) أي ابن محمد بن معن بن نضلة - بنون مفتوحة ومعجمة ساكنة - بن عمرو ، ولنضلة جده الأعلى صحبة ، وهو قليل الحديث موثق ليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث ، وكذا أبوه لكن له موضع آخر أو موضعان .
قوله : ( nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد هو ابن أبي سعيد ) المقبري .
قوله : ( وينسأ ) بضم أوله وسكون النون بعدها مهملة ، ثم همزة أي يؤخر .
قوله : ( في أثره ) أي في أجله ، وسمي الأجل أثرا لأنه يتبع العمر ، قال زهير :
والمرء ما عاش ممدود له أمل لا ينقضي العمر حتى ينتهي الأثر
[ ص: 430 ] وأصله من أثر مشيه في الأرض ، فإن من مات لا يبقى له حركة فلا يبقى لقدمه في الأرض أثر ، قال ابن التين : ظاهر الحديث يعارض قوله - تعالى - : فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون والجمع بينهما من وجهين : أحدهما : أن هذه الزيادة كناية عن البركة في العمر بسبب التوفيق إلى الطاعة ، وعمارة وقته بما ينفعه في الآخرة ، وصيانته عن تضييعه في غير ذلك . ومثل هذا ما جاء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تقاصر أعمار أمته بالنسبة لأعمار من مضى من الأمم فأعطاه الله ليلة القدر . وحاصله أن صلة الرحم تكون سببا للتوفيق للطاعة والصيانة عن المعصية فيبقى بعده الذكر الجميل ، فكأنه لم يمت . ومن جملة ما يحصل له من التوفيق العلم الذي ينتفع به من بعده ، والصدقة الجارية عليه ، والخلف الصالح . وسيأتي مزيد لذلك في كتاب القدر إن شاء الله - تعالى - . ثانيهما : أن الزيادة على حقيقتها ، وذلك بالنسبة إلى علم الملك الموكل بالعمر ، وأما الأول الذي دلت عليه الآية فبالنسبة إلى علم الله - تعالى - ، كأن يقال للملك مثلا : إن عمر فلان مائة مثلا إن وصل رحمه ، وستون إن قطعها . وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع ، فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر ، والذي في علم الملك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص وإليه الإشارة بقوله - تعالى - : يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب فالمحو والإثبات بالنسبة لما في علم الملك ، وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله - تعالى - فلا محو فيه ألبتة . ويقال له القضاء المبرم ، ويقال للأول القضاء المعلق . والوجه الأول أليق بلفظ حديث الباب ، فإن الأثر ما يتبع الشيء ، فإذا أخر حسن أن يحمل على الذكر الحسن بعد فقد المذكور . وقال الطيبي : الوجه الأول أظهر ، وإليه يشير كلام صاحب " الفائق " قال : ويجوز أن يكون المعنى أن الله يبقي أثر واصل الرحم في الدنيا طويلا فلا يضمحل سريعا كما يضمحل أثر قاطع الرحم . ولما أنشد أبو تمام قوله في بعض المراثي :