الحديث الثاني قوله : ( حدثنا خالد بن مخلد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ) لسليمان في هذا المعنى ثلاثة أحاديث : أحدها : هذا ، والآخر : الحديث الذي قبله - وقد سبق من طريقه في تفسير القتال ويأتي في التوحيد .
قوله : ( الرحم شجنة ) بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون ، وجاء بضم أوله وفتحه رواية ولغة . وأصل الشجنة عروق الشجر المشتبكة ، والشجن بالتحريك واحد الشجون وهي طرق الأودية ، ومنه قولهم : " الحديث ذو شجون " أي يدخل بعضه في بعض . وقوله : من الرحمن أي أخذ اسمها من هذا الاسم كما في حديث عبد الرحمن بن عوف في السنن مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=842871أنا الرحمن ، خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي والمعنى أنها أثر من أثار الرحمة مشتبكة بها ; فالقاطع لها منقطع من رحمة الله . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : معنى الحديث أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن فلها به علقة ، وليس معناه أنها من ذات الله ، تعالى الله عن ذلك . قال القرطبي : الرحم التي توصل عامة وخاصة ، فالعامة رحم الدين وتجب مواصلتها بالتوادد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة . وأما الرحم الخاصة فتزيد للنفقة على القريب وتفقد أحوالهم والتغافل عن زلاتهم . وتتفاوت مراتب استحقاقهم في ذلك كما في الحديث الأول من كتاب الأدب الأقرب فالأقرب وقال ابن أبي جمرة : تكون صلة الرحم بالمال ، وبالعون على الحاجة ، وبدفع الضرر ، وبطلاقة الوجه ، وبالدعاء . والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير ، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة ، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة ، فإن كانوا كفارا أو فجارا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم ، بشرط بذل الجهد في وعظهم ، ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق ، ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلى .