قوله : ( حدثني ) لغير أبي ذر " حدثنا " وعمرو بن عباس بالموحدة والمهملة هو أبو عثمان الباهلي البصري ويقال له الأهوازي ، أصله من إحداهما وسكن الأخرى ، وهو من الطبقة الوسطى من شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وانفرد به عن الستة . وحديث الباب قد حدث به أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين وغيرهما من شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن ابن مهدي ، لكن ناسب تخريجه عنه كون صحابيه سميه وهو عمرو بن العاص ، ومحمد بن جعفر شيخه هو غندر وهو بصري ، ولم أر الحديث المذكور عند أحمد من أصحاب شعبة إلا عنده ، إلا ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من رواية وهب بن حفص عن عبد الملك بن إبراهيم الجعدي عن شعبة ، ووهب بن حفص كذبوه .
قوله : ( إن عمرو بن العاص قال ) عند مسلم عن أحمد وعند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين كلاهما عن غندر بلفظ " عن عمرو بن العاص " ووقع في رواية بيان بن بشر عن قيس " سمعت عمرو بن العاص " وستأتي الإشارة إليها في الكلام على الطريق المعلقة ، وليس nindex.php?page=showalam&ids=16834لقيس بن أبي حازم في الصحيحين عن عمرو بن العاص غير هذا الحديث ، ولعمرو في الصحيحين حديثان آخران حديث " أي الرجال أحب إليك " وقد مضى في المناقب ، وحديث " إذا اجتهد الحاكم " وسيأتي في الاعتصام ، وله آخر معلق عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مضى في المبعث النبوي ، وآخر مضى في التيمم ، وعند مسلم حديث آخر في السحور ، وهذا جميع ما له عندهما من الأحاديث المرفوعة .
قوله : ( سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - جهارا ) يحتمل أن يتعلق بالمفعول أي كان المسموع في حالة الجهر ، ويحتمل أن يتعلق بالفاعل أي أقول ذلك جهارا ، وقوله : " غير سر " تأكيد لذلك لدفع توهم أنه جهر به مرة وأخفاه أخرى ، والمراد أنه لم يقل ذلك خفية بل جهر به وأشاعه .
قوله : ( إن آل أبي ) كذا للأكثر بحذف ما يضاف إلى أداة الكنية ، وأثبته المستملي في روايته لكن كنى عنه فقال : آل أبي فلان وكذا هو في روايتي مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي ، وذكر القرطبي أنه وقع في أصل مسلم موضع " فلان " بياض ثم كتب بعض الناس فيه " فلان " على سبيل الإصلاح ، وفلان كناية عن اسم علم ، ولهذا وقع لبعض رواته إن آل أبي يعني فلانا ولبعضهم إن آل أبي فلان بالجزم .
قوله : ( قال عمرو ) هو ابن عباس شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه .
قوله : ( في كتاب محمد بن جعفر ) أي غندر شيخ عمرو فيه .
قوله : ( بياض ) قال عبد الحق في كتاب " الجمع بين الصحيحين " : إن الصواب في ضبط هذه الكلمة بالرفع ، أي وقع في كتاب محمد بن جعفر موضع أبيض يعني بغير كتابة ، وفهم منه بعضهم أنه الاسم المكنى عنه في الرواية فقرأه بالجر على أنه في كتاب محمد بن جعفر إن آل أبي بياض ، وهو فهم سيئ ممن فهمه لأنه لا يعرف في العرب قبيلة يقال لها آل أبي بياض ، فضلا عن قريش ، وسياق الحديث مشعر بأنهم من قبيلة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي قريش ، بل فيه إشعار بأنهم أخص من ذلك لقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=842872إن لهم رحما وأبعد من حمله على بني بياضة وهم بطن من الأنصار لما فيه من التغيير أو الترخيم على رأي ، ولا يناسب السياق أيضا . وقال ابن التين [ ص: 434 ] : حذفت التسمية لئلا يتأذى بذلك المسلمون من أبنائهم . وقال النووي : هذه الكناية من بعض الرواة ، خشي أن يصرح بالاسم فيترتب عليه مفسدة إما في حق نفسه ، وإما في حق غيره ، وإما معا . وقال عياض : إن المكني عنه هنا هو nindex.php?page=showalam&ids=2114الحكم بن أبي العاص . وقال ابن دقيق العيد : كذا وقع مبهما في السياق ، وحمله بعضهم على بني أمية ولا يستقيم مع قوله آل أبي ، فلو كان آل بني لأمكن ، ولا يصح تقدير آل أبي العاص لأنهم أخص من بني أمية والعام لا يفسر بالخاص . قلت : لعل مراد القائل أنه أطلق العام وأراد الخاص ، وقد وقع في رواية وهب بن حفص التي أشرت إليها " أن آل بني " لكن وهب لا يعتمد عليه ، وجزم الدمياطي في حواشيه بأنه آل أبي العاص بن أمية ، ثم قال ابن دقيق العيد : إنه رأى في كلام nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي في هذا شيئا يراجع منه . قلت : قال nindex.php?page=showalam&ids=12815أبو بكر بن العربي في " سراج المريدين " : كان في أصل حديث عمرو بن العاص أن آل أبي طالب فغير آل أبي فلان كذا جزم به ، وتعقبه بعض الناس وبالغ في التشنيع ونسبه إلى التحامل على آل أبي طالب ، ولم يصب هذا المنكر فإن هذه الرواية التي أشار إليها nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي موجودة في " مستخرج أبي نعيم " من طريق الفضل بن الموفق عن عنبسة بن عبد الواحد بسند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن بيان بن بشر عن nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=842873إن لبني أبي طالب رحما أبلها ببلالها وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من هذا الوجه أيضا لكن أبهم لفظ طالب ، وكأن الحامل لمن أبهم هذا الموضع ظنهم أن ذلك يقتضي نقصا في آل أبي طالب ; وليس كما توهموه كما سأوضحه إن شاء الله - تعالى - .
قوله : ( ليسوا بأوليائي ) كذا للأكثر وفي نسخة من رواية أبي ذر بأولياء فنقل ابن التين عن الداودي أن المراد بهذا النفي من لم يسلم منهم ، أي فهو من إطلاق الكل وإرادة البعض ، والمنفي على هذا المجموع لا الجميع . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الولاية المنفية ولاية القرب والاختصاص لا ولاية الدين ، ورجح ابن التين الأول وهو الراجح ، فإن من جملة آل أبي طالب عليا وجعفرا وهما من أخص الناس بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لما لهما من السابقة والقدم في الإسلام ونصر الدين ، وقد استشكل بعض الناس صحة هذا الحديث لما نسب إلى بعض رواته من النصب وهو الانحراف عن علي وآل بيته ، قلت : أما nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم فقال يعقوب بن شيبة تكلم أصحابنا في قيس فمنهم من رفع قدره وعظمه وجعل الحديث عنه من أصح الأسانيد حتى قال ابن معين : هو أوثق من الزهري ومنهم من حمل عليه وقال : له أحاديث مناكير ، وأجاب من أطراه بأنها غرائب وإفراده لا يقدح فيه . ومنهم من حمل عليه في مذهبه وقال : كان يحمل على علي ولذلك تجنب الرواية عنه كثير من قدماء الكوفيين ، وأجاب من أطراه بأنه كان يقدم عثمان على علي . قلت : والمعتمد عليه أنه ثقة ثبت مقبول الرواية ، وهو من كبار التابعين ، سمع من nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق فمن دونه ، وقد روى عنه حديث الباب إسماعيل بن أبي خالد nindex.php?page=showalam&ids=15581وبيان بن بشر وهما كوفيان ولم ينسبا إلى النصب ، لكن الراوي عن بيان وهو عنبسة بن عبد الواحد أموي قد نسب إلى شيء من النصب ، وأما عمرو بن العاص وإن كان بينه وبين علي ما كان فحاشاه أن يتهم ، وللحديث محمل صحيح لا يستلزم نقصا في مؤمني آل أبي طالب ، وهو أن المراد بالنفي المجموع كما تقدم ، ويحتمل أن يكون المراد بآل أبي طالب أبو طالب نفسه وهو إطلاق سائغ كقوله في أبي موسى : nindex.php?page=hadith&LINKID=846790إنه أوتي مزمارا من مزامير آل داود وقوله - صلى الله عليه وسلم - : آل أبي أوفى وخصه بالذكر مبالغة في الانتفاء ممن لم يسلم لكونه عمه وشقيق أبيه وكان القيم بأمره ونصره وحمايته ، ومع ذلك فلما لم يتابعه على دينه انتفى من موالاته .
قوله : ( إنما وليي الله وصالح المؤمنين ) كذا للأكثر بالإفراد وإرادة الجملة ، وهو اسم جنس ، ووقع في رواية [ ص: 435 ] البرقاني وصالحو المؤمنين بصيغة الجمع ، وقد أجاز بعض المفسرين أن الآية التي في التحريم كانت في الأصل " فإن الله هو مولاه وجبريل وصالحو المؤمنين " لكن حذفت الواو من الخط على وفق النطق ، وهو مثل قوله : سندع الزبانية وقوله : يوم يدع الداع وقوله : ويمح الله الباطل وقال النووي : معنى الحديث أن وليي من كان صالحا وإن بعد مني نسبه ، وليس وليي من كان غير صالح وإن قرب مني نسبه . وقال القرطبي : فائدة الحديث انقطاع الولاية في الدين بين المسلم والكافر ولو كان قريبا حميما . وقال ابن بطال : أوجب في هذا الحديث الولاية بالدين ونفاها عن أهل رحمه إن لم يكونوا من أهل دينه ، فدل ذلك على أن النسب يحتاج إلى الولاية التي يقع بها الموارثة بين المتناسبين ، وأن الأقارب إذا لم يكونوا على دين واحد لم يكن بينهم توارث ولا ولاية ، قال : ويستفاد من هذا أن الرحم المأمور بصلتها والمتوعد على قطعها هي التي شرع لها ذلك ، فأما من أمر بقطعه من أجل الدين فيستثنى من ذلك ، ولا يلحق بالوعيد من قطعه لأنه قطع من أمر الله بقطعه ، لكن لو وصلوا بما يباح من أمر الدنيا لكان فضلا ، كما دعا - صلى الله عليه وسلم - لقريش بعد أن كانوا كذبوه فدعا عليهم بالقحط ثم استشفعوا به فرق لهم لما سألوه برحمهم فرحمهم ودعا لهم . قلت : ويتعقب كلامه في موضعين : أحدهما : يشاركه فيه كلام غيره وهو قصره النفي على من ليس على الدين ، وظاهر الحديث أن من كان غير صالح في أعمال الدين دخل في النفي أيضا لتقييده الولاية بقوله : وصالح المؤمنين ، والثاني : أن صلة الرحم الكافر ينبغي تقييدها بما إذا أيس منه رجوعا عن الكفر ، أو رجى أن يخرج من صلبه مسلم ، كما في الصورة التي استدل بها وهي دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لقريش بالخصب وعلل بنحو ذلك ، فيحتاج من يترخص في صلة رحمه الكافر أن يقصد إلى شيء من ذلك ، وأما من كان على الدين ولكنه مقصر في الأعمال مثلا فلا يشارك الكافر في ذلك . وقد وقع في " شرح المشكاة " : المعنى أني لا أوالي أحدا بالقرابة ، وإنما أحب الله - تعالى - لما له من الحق الواجب على العباد ، وأحب صالح المؤمنين لوجه الله - تعالى - ، وأوالي من أوالي بالإيمان والصلاح سواء كان من ذوي رحم أو لا ، ولكن أرعى لذوي الرحم حقهم لصلة الرحم ، انتهى .
وهو كلام منقح . وقد اختلف أهل التأويل في المراد بقوله - تعالى - : وصالح المؤمنين على أقوال :
أحدها : الأنبياء أخرجه الطبري nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن قتادة وأخرجه الطبري ، وذكره ابن أبي حاتم عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، وأخرجه النقاش عن العلاء بن زياد .
الثاني : الصحابة أخرجه ابن أبي حاتم عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، ونحوه في تفسير الكلبي قال : هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأشباههم ممن ليس بمنافق .
الثالث : خيار المؤمنين أخرجه ابن أبي حاتم عن الضحاك .
الرابع : أبو بكر وعمر وعثمان أخرجه ابن أبي حاتم عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري .
الخامس : أبو بكر وعمر أخرجه الطبري وابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعا وسنده ضعيف ، وأخرجه الطبري nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن الضحاك أيضا ، وكذا هو في تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء بسنده عن ابن عباس موقوفا ، وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر ضعيف عنه كذلك ، قال ابن أبي حاتم : وروي عن عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=16423وعبد الله بن بريدة nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان كذلك .
السادس : أبو بكر خاصة ذكره القرطبي عن المسيب بن شريك .
السابع : عمر خاصة أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن جبير ، وأخرجه الطبري بسند ضعيف عن مجاهد ، وأخرجه ابن مردويه بسند واه جدا عن ابن عباس .
الثامن : علي أخرجه ابن أبي حاتم بسند منقطع عن علي نفسه مرفوعا ، وأخرجه الطبري بسند ضعيف عن مجاهد قال : هو علي ، وأخرجه ابن مردويه بسندين ضعيفين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس مرفوعا قالت : " nindex.php?page=hadith&LINKID=846791سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : صالح المؤمنين nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب " ومن طريق أبي مالك عن ابن عباس مثله موقوفا وفي سنده راو ضعيف ، وذكره النقاش عن ابن عباس ومحمد بن علي الباقر وابنه nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد الصادق . قلت : فإن ثبت هذا ففيه دفع [ ص: 436 ] توهم من توهم أن في الحديث المرفوع نقصا من قدر علي - رضي الله عنه - عنه ويكون المنفي أبا طالب ومن مات من آله كافرا ، والمثبت من كان منهم مؤمنا ، وخص علي بالذكر لكونه رأسهم ، وأشير بلفظ الحديث إلى لفظ الآية المذكورة ونص فيها على علي تنويها بقدره ودفعا لظن من يتوهم عليه في الحديث المذكور غضاضة ، ولو تفطن من كنى عن أبي طالب لذلك لاستغنى عما صنع ، والله أعلم .
قوله : ( وزاد عنبسة بن عبد الواحد ) أي ابن أمية بن عبد الله بن سعيد بن العاص بن أبي أحيحة بمهملتين مصغرا وهو nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص بن أمية ; وهو موثق عندهم ، وما له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الموضع المعلق ، وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب البر والصلة فقال : " حدثنا محمد بن عبد الواحد بن عنبسة حدثنا جدي " فذكره وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من رواية نهد بن سليمان عن محمد بن عبد الواحد المذكور وساقه بلفظ " سمعت عمرو بن العاص يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=846792سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينادي جهرا غير سر : إن بني أبي فلان ليسوا بأوليائي ، إنما وليي الله والذين آمنوا ، ولكن لهم رحم " الحديث وقد قدمت لفظ رواية الفضل بن الموفق عن عنبسة من عند أبي نعيم وأنها أخص من هذا .
قوله : ( ولكن لها رحم أبلها ببلالها ، يعني أصلها بصلتها ) كذا لهم ، لكن سقط التفسير من رواية النسفي ، ووقع عند أبي ذر بعده أبلها ببلائها وبعده في الأصل : كذا وقع ، وببلالها أجود وأصح . وببلاها لا أعرف له وجها ، انتهى . وأظنه من قوله " كذا وقع إلخ " من كلام أبي ذر ، وقد وجه الداودي فيما نقله ابن التين هذه الرواية على تقدير ثبوتها بأن المراد ما أوصله إليها من الأذى على تركهم الإسلام ، وتعقبه ابن التين بأنه لا يقال في الأذى أبله ، ووجهها بعضهم بأن البلاء بالمد يجيء بمعنى المعروف والإنعام ، ولما كان الرحم مما يستحق المعروف أضيف إليها ذلك . فكأنه قال : أصلها بالمعروف اللائق بها . والتحقيق أن الرواية إنما هي ببلالها مشتق من أبلها ، قال النووي : ضبطنا قوله : ببلالها بفتح الموحدة وبكسرها وهما وجهان مشهوران . وقال عياض : رويناه بالكسر ، ورأيته nindex.php?page=showalam&ids=14228للخطابي بالفتح . وقال ابن التين : هو بالفتح للأكثر ولبعضهم بالكسر . قلت : بالكسر أوجه ، فإنه من البلال جمع بلل مثل جمل وجمال ، ومن قاله بالفتح بناه على الكسر مثل قطام وحذام . والبلال بمعنى البلل وهو النداوة ، وأطلق ذلك على الصلة كما أطلق اليبس على القطيعة ، لأن النداوة من شأنها تجميع ما يحصل فيها وتأليفه ، بخلاف اليبس فمن شأنه التفريق . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره : بللت الرحم بلا وبللا وبلالا أي نديتها بالصلة . وقد أطلقوا على الإعطاء الندى وقالوا في البخيل ما تندى كفه بخير ، فشبهت قطيعة الرحم بالحرارة ووصلها بالماء الذي يطفئ ببرده الحرارة ، ومنه الحديث " nindex.php?page=hadith&LINKID=846793بلوا أرحامكم ولو بالسلام وقال الطيبي وغيره : شبه الرحم بالأرض التي إذا وقع عليها الماء وسقاها حق سقيها أزهرت ورؤيت فيها النضارة فأثمرت المحبة والصفاء ، وإذا تركت بغير سقي يبست وبطلت منفعتها فلا تثمر إلا البغضاء والجفاء ، ومنه قولهم سنة جماد أي لا مطر فيها ، وناقة جماد أي لا لبن فيها . وجوز nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي أن يكون معنى قوله : أبلها ببلالها في الآخرة أي أشفع لها يوم القيامة . وتعقبه الداودي بأن سياق الحديث يؤذن بأن المراد ما يصلهم به في الدنيا ، ويؤيده ما أخرجه مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17176موسى بن طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=846794لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله - صلى الله عليه - وسلم قريشا فاجتمعوا ، فعم وخص - إلى أن قال - يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها " وأصله عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بدون هذه الزيادة . وقال الطيبي : في قوله : ببلالها مبالغة بديعة وهي مثل قوله : إذا زلزلت الأرض زلزالها أي زلزالها الشديد الذي لا شيء فوقه ، فالمعنى [ ص: 437 ] أبلها بما اشتهر وشاع بحيث لا أترك منه شيئا .