[ ص: 450 ] قوله : ( باب حسن العهد من الإيمان ) قال أبو عبيد : العهد هنا رعاية الحرمة . وقال عياض : هو الاحتفاظ بالشيء والملازمة له . وقال الراغب : حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال . وعهد الله تارة يكون بما ركزه في العقل وتارة بما جاءت به الرسل ، وتارة بما يلتزمه المكلف ابتداء كالنذر ، ومنه قوله - تعالى - : ومنهم من عاهد الله وأما لفظ " العهد " فيطلق بالاشتراك بإزاء معان أخرى ، منها الزمان والمكان واليمين والذمة والصحة والميثاق والإيمان والنصيحة والوصية والمطر ويقال له العهاد أيضا .
قوله : ( عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ) قد تقدم شرحه في ترجمة خديجة من كتاب المناقب . وقوله : " على خديجة " يريد من خديجة فأقام " على " مقام " من " وحروف الجر تتناوب في رأي . أو " على " سببية أي بسبب خديجة . وقوله فيه : " ولقد أمره ربه إلخ " تقدم شرحه هناك أيضا ، ولكن أورده هناك من حديث عبد الله بن أبي أوفى ، وقوله فيه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=846831وإن كان ليذبح الشاة ثم ليهدي في خلتها منها " أي من الشاة المذبوحة ، وزاد في رواية الليث عن هشام في فضل خديجة ما يسعهن ، وقد تقدم هناك بيان الاختلاف في ضبط هذه اللفظة ، وإن مخففة من الثقيلة ، وخلتها بضم المعجمة أي خلائلها . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الخلة مصدر يستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد والجماعة ، تقول : رجل خلة وامرأة خلة وقوم خلة ، ويحتمل أن يكون فيه محذوف تقديره : إلى أهل خلتها ، أي أهل صداقتها ، والخلة الصداقة والخليل الصديق . قلت : وقع في رواية مسلم من هذا الوجه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=846832ثم نهديها إلى خلائلها " وسبق في المناقب من وجه آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة " وإلى أصدقائها " nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري في " الأدب المفرد " من حديث أنس " nindex.php?page=hadith&LINKID=846833كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتي ، بالشيء يقول : اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة nindex.php?page=showalam&ids=10640لخديجة " .