قوله : ( باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه ) البوائق بالموحدة والقاف جمع بائقة وهي الداهية والشيء المهلك والأمر الشديد الذي يوافي بغتة .
قوله : ( يوبقهن يهلكهن ، موبقا مهلكا ) هما أثران قال أبو عبيدة في قوله - تعالى - : أو يوبقهن بما كسبوا قال : يهلكهن . وقال في قوله - تعالى - : وجعلنا بينهم موبقا أي متوعدا . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله - تعالى - : وجعلنا بينهم موبقا أي مهلكا .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد ) هو المقبري ، ووقع منسوبا غير مسمى عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن محمد بن يحيى بن سليمان عن عاصم بن علي شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه ، وأخرجه أبو نعيم من طريق عمر بن حفص ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي كلاهما عن عاصم بن علي مسمى منسوبا قال : " عن سعيد المقبري " .
قوله : ( عن أبي شريح ) هو الخزاعي ، ووقع كذلك عند أبي نعيم واسمه على المشهور خويلد وقيل عمرو وقيل : هانئ وقيل : كعب .
قوله : ( والله لا يؤمن ) وقع تكريرها ثلاثا صريحا ، ووقع عند أحمد والله لا يؤمن ثلاثا وكأنه اختصار من الراوي ، ولأبي يعلى من حديث أنس ما هو بمؤمن nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=846861لا يدخل الجنة nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد نحوه عن أنس بسند صحيح .
قوله : ( قيل : يا رسول الله ومن ) ؟ هذه الواو يحتمل أن تكون زائدة أو استئنافية أو عاطفة على شيء مقدر أي [ ص: 458 ] عرفنا ما المراد مثلا ومن المحدث عنه ، ووقع لأحمد من حديث ابن مسعود أنه السائل عن ذلك ، وذكره المنذري في ترغيبه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=846862قالوا يا رسول الله لقد خاب وخسر من هو " وعزاه nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري وحده ، وما رأيته فيه بهذه الزيادة ولا ذكرها الحميدي في الجمع .
قوله : ( قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه ) في حديث أنس من لم يأمن وفي حديث كعب من خاف زاد أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي " nindex.php?page=hadith&LINKID=846863قالوا : وما بوائقه ؟ قال : شره " وعند المنذري هذه الزيادة nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري ولم أرها فيه .
( تنبيه ) : في المتن جناس بليغ وهو من جناس التحريف ، وهو قوله : لا يؤمن ولا يأمن فالأول من الإيمان والثاني من الأمان .
قوله : ( تابعه شبابة وأسد بن موسى ) يعني عن ابن أبي ذئب في ذكر أبي شريح ، فأما رواية شبابة وهو ابن سوار المدايني فأخرجها nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، وأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى وهو الأموي المعروف بأسد السنة فأخرجها nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في " مكارم الأخلاق " .
قوله : ( وقال حميد بن الأسود وعثمان بن عمر وأبو nindex.php?page=showalam&ids=11948بكر بن عياش nindex.php?page=showalam&ids=16106وشعيب بن إسحاق عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) يعني اختلف أصحاب ابن أبي ذئب عليه في صحابي هذا الحديث فالثلاثة الأول قالوا فيه عن أبي شريح ، والأربعة قالوا عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وقد نقل أبو معين الرازي عن أحمد أن من سمع من ابن أبي ذئب بالمدينة فإنه يقول عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ومن سمع منه ببغداد فإنه يقول عن أبي شريح قلت : ومصداق ذلك أن ابن وهب وعبد العزيز الدراوردي وأبا عمرو العقدي nindex.php?page=showalam&ids=12427وإسماعيل بن أبي أويس nindex.php?page=showalam&ids=12523وابن أبي فديك nindex.php?page=showalam&ids=17126ومعن بن عيسى إنما سمعوا من ابن أبي ذئب بالمدينة وقد قالوا كلهم فيه : " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من رواية ابن وهب ومن رواية إسماعيل ومن رواية الدراوردي ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من رواية معن nindex.php?page=showalam&ids=14797والعقدي nindex.php?page=showalam&ids=12523وابن أبي فديك وأما حميد بن الأسود nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر بن عياش اللذان علقه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من طريقهما فهما كوفيان وسماعهما من ابن أبي ذئب أيضا بالمدينة لما حجا ، وأما عثمان بن عمر فهو بصري وقد أخرج أحمد الحديث عنه كذلك ، وأما رواية شعيب بن إسحاق فهو شامي وسماعه من ابن أبي ذئب أيضا بالمدينة ، وقد أخرجه أحمد أيضا عن إسماعيل بن عمر فقال : " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " وإسماعيل واسطي . وممن سمعه ببغداد من nindex.php?page=showalam&ids=17376ابن أبي ذئب يزيد بن هارون nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود الطيالسي nindex.php?page=showalam&ids=15697وحجاج بن محمد nindex.php?page=showalam&ids=15903وروح بن عبادة nindex.php?page=showalam&ids=11790وآدم بن أبي إياس وقد قالوا كلهم " عن أبي شريح " وهو في مسند الطيالسي كذلك ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من رواية يزيد ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من رواية آدم ، وعند أحمد من رواية حجاج nindex.php?page=showalam&ids=15903وروح بن عبادة ، ويزيد واسطي سكن بغداد ، وأبو داود وروح بصريان nindex.php?page=showalam&ids=15697وحجاج بن محمد مصيصي ، وآدم عسقلاني ، وكانوا كلهم يقدمون بغداد ويطلبون بها الحديث ، وإذا تقرر ذلك فالأكثر قالوا فيه : " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " فكان ينبغي ترجيحهم . ويؤيده أن الراوي إذا حدث في بلده كان أتقن لما يحدثه به في حال سفره ، ولكن عارض ذلك أن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيدا المقبري مشهور بالرواية عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فمن قال عنه : " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " سلك الجادة ، فكانت مع من قال عنه : " عن أبي شريح " زيادة علم ليست عند الآخرين ، وأيضا فقد وجد معنى الحديث من رواية الليث عن سعيد المقبري عن أبي شريح كما سيأتي بعد باب ، فكانت فيه تقوية لمن رآه عن ابن أبي ذئب فقال فيه " عن أبي شريح " ومع ذلك فصنيع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري يقتضي تصحيح الوجهين ، وإن كانت الرواية عند أبي شريح أصح . وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في مستدركه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ذاهلا عن الذي أورده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بل وعن تخريج مسلم له من وجه آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فقال بعد تخريجه : صحيح [ ص: 459 ] على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذا اللفظ وإنما أخرجاه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=846864لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه وتعقبه شيخنا في أماليه بأنهما لم يخرجا طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ولا واحد منهما . وإنما أخرج مسلم طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة باللفظ الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم . قلت : وعلى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم تعقب آخر وهو أن مثل هذا لا يستدرك لقرب اللفظين في المعنى ، قال ابن بطال : في هذا الحديث تأكيد حق الجار لقسمه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك ، وتكريره اليمين ثلاث مرات ، وفيه نفي الإيمان عمن يؤذي جاره بالقول أو الفعل ومراده الإيمان الكامل ، ولا شك أن العاصي غير كامل الإيمان . وقال النووي عن نفي الإيمان في مثل هذا جوابان :
أحدهما : أنه في حق المستحل ،
والثاني : أن معناه ليس مؤمنا كاملا ا ه . ويحتمل أن يكون المراد أنه لا يجازى مجازاة المؤمن بدخول الجنة من أول وهلة مثلا ، أو أن هذا خرج مخرج الزجر والتغليظ ، وظاهره غير مراد ، والله أعلم . وقال ابن أبي جمرة : إذا أكد حق الجار مع الحائل بين الشخص وبينه وأمر بحفظه وإيصال الخير إليه وكف أسباب الضرر عنه فينبغي له أن يراعي حق الحافظين اللذين ليس بينه وبينهما جدار ولا حائل فلا يؤذيهما بإيقاع المخالفات في مرور الساعات ، فقد جاء أنهما يسران بوقوع الحسنات ويحزنان بوقوع السيئات ، فينبغي مراعاة جانبهما وحفظ خواطرهما بالتكثير من عمل الطاعات والمواظبة على اجتناب المعصية ، فهما أولى برعاية الحق من كثير من الجيران ا ه ملخصا .