باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان وقال nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر لما بلغه مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاسمع من قوله فرجع فقال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق
[ ص: 471 ] قوله : ( باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل ) جمع في هذه الترجمة بين هذه الأمور الثلاثة لأن السخاء من جملة محاسن الأخلاق ، بل هو من معظمها والبخل ضده ، فأما الحسن فقال الراغب : هو عبارة عن كل مرغوب فيه إما من جهة العقل وإما من جهة العرض وإما من جهة الحسن ، وأكثر ما يقال في عرف العامة فيما يدرك بالبصر ، وأكثر ما جاء في الشرع فيما يدرك بالبصيرة ، انتهى ملخصا . وأما الخلق فهو بضم الخاء واللام ويجوز سكونها ، قال الراغب : الخلق والخلق يعني بالفتح وبالضم في الأصل بمعنى واحد كالشرب والشرب ، لكن خص الخلق الذي بالفتح بالهيئات والصور المدركة بالبصر ، وخص الخلق الذي بالضم بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة انتهى . وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=842994اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي أخرجه أحمد وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . وفي حديث علي الطويل في دعاء الافتتاح عند مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=842995واهدني لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقال القرطبي في " المفهم " : الأخلاق أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره ، وهي محمودة ومذمومة ، فالمحمودة على الإجمال أن تكون مع غيرك على نفسك فتنصف منها ولا تنصف لها ، وعلى التفصيل العفو والحلم والجود والصبر وتحمل الأذى والرحمة والشفقة وقضاء الحوائج والتوادد ولين الجانب ونحو ذلك ، والمذموم منها ضد ذلك ، وأما السخاء فهو بمعنى الجود ، وهو بذل ما يقتنى بغير عوض ، وعطفه على حسن الخلق من عطف الخاص على العام ، وإنما أفرد للتنويه به . وأما البخل فهو منع ما يطلب مما يقتنى ، وشره ما كان طالبه مستحقا ولا سيما إن كان من غير مال المسئول . وأشار بقوله : " وما يكره من البخل " إلى أن بعض ما يجوز انطلاق اسم البخل عليه قد لا يكون مذموما .
ثم ذكر المصنف في الباب ثمانية أحاديث : الأولان معلقان . قوله : ( وقال ابن عباس كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس ) تقدم موصولا في [ ص: 472 ] كتاب الإيمان ، وتقدم شرحه في كتاب الصيام ، وفيه بيان السبب في أكثرية جوده في رمضان .
قوله : ( وقال أبو ذر لما بلغه مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأخيه إلخ ) كذا للأكثر بتكرير قال ، وفي رواية الكشميهني " وكان أبو ذر إلخ " وهي أولى ، وهذا طرف من قصة إسلام أبي ذر ، وقد تقدمت موصولة مطولة في المبعث النبوي مشروحة والغرض منه هنا قوله : " ويأمر بمكارم الأخلاق " والمكارم جمع مكرمة بضم الراء وهي من الكرم ، قال الراغب : وهو اسم الأخلاق ، وكذلك الأفعال المحمودة ، قال ولا يقال للرجل كريم حتى يظهر ذلك منه ، ولما كان أكرم الأفعال ما يقصد به أشرف الوجوه ، وأشرفها ما يقصد به وجه الله - تعالى - ، وإنما يحصل ذلك من المتقي قال الله - تعالى - : إن أكرمكم عند الله أتقاكم وكل فائق في بابه يقال له كريم .
ثالثها : العقلية وكمالها النطق بالحكمة . وقد أشار أنس إلى ذلك بقوله : " أحسن الناس " لأن الحسن يشمل القول والفعل ، ويحتمل أن يكون المراد بأحسن الناس حسن الخلقة وهو تابع لاعتدال المزاج الذي يتبع صفاء النفس الذي منه جودة القريحة التي تنشأ عنها الحكمة قاله الكرماني ، وقوله : " فزع أهل المدينة " أي سمعوا صوتا في الليل فخافوا أن يهجم عليهم عدو ، وقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=842997فاستقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قد سبق الناس إلى الصوت " أي إنه سبق فاستكشف الخبر فلم يجد ما يخاف منه فرجع يسكنهم . وقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=842998لم تراعوا هي كلمة تقال عند تسكين الروع تأنيسا ، وإظهارا للرفق بالمخاطب .