قوله : ( باب قول الله - تعالى - : واجتنبوا قول الزور ) قال الراغب : الزور الكذب ، قيل له ذلك لكونه مائلا عن الحق ، والزور بفتح الزاي الميل . وكان موقع هذه الترجمة للإشارة إلى أن القول المنقول بالنميمة لما كان أعم من أن يكون صدقا أو كذبا فالكذب فيه أقبح .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس ) هو أحمد بن عبد الله بن يونس نسب إلى جده ، وقد تقدم حديث الباب في أوائل الصيام أخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب بالسند والمتن وتقدم شرحه هناك ، وقوله هنا في آخره : " قال أحمد أفهمني رجل إسناده " أحمد هو ابن يونس المذكور . والمعنى أنه لما سمع الحديث من ابن أبي ذئب لم يتيقن إسناده من لفظ شيخه فأفهمه إياه رجل كان معه في المجلس ، وقد خالف أبو داود رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فأخرج الحديث المذكور عن nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس هذا لكن قال في آخر : " قال أحمد فهمت إسناده من ابن أبي ذئب ، وأفهمني الحديث رجل إلى جنبه أراه ابن أخيه " وهكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن إبراهيم بن شريك عن nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس ، وهذا عكس [ ص: 489 ] ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فإن مقتضى روايته أن المتن فهمه أحمد من شيخه ولم يفهم الإسناد منه بخلاف ما قال أبو داود وإبراهيم بن شريك ، فيحمل على أن nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس حدث به على الوجهين . وخبط الكرماني هنا فقال : قال أفهمني أي كنت نسيت هذا الإسناد فذكرني رجل إسناده ، ووجه الخبط نسبته إلى nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس نسيان الإسناد وأن التذكير وقع له من الرجل بعد ذلك ، وليس كذلك ، بل أراد أنه لما سمعه من ابن أبي ذئب خفي عنه بعض لفظه أما على رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فمن الإسناد ، وأما على رواية أبي داود فمن المتن ، وكان الرجل بجنبه فكأنه استفهمه عما خفي عليه منه فأفهمه ، فلما كان بعد ذلك وتصدى للتحديث به أخبر بالواقع ولم يستجز أن يسنده عن ابن أبي ذئب بغير بيان . وقد وقع مثل ذلك لكثير من المحدثين ، وعقد الخطيب لذلك بابا في كتاب " الكفاية " وانظر إلى قوله : " أفهمني رجل إلى جنبه " أي إلى جنب ابن أبي ذئب . ثم قال الكرماني : وأراد رجل عظيم والتنوين يدل عليه والغرض مدح شيخه ابن أبي ذئب أو رجل آخر غيره أفهمني ا ه . ولم يتعين أنه تعظيم للرجل الذي أفهمه من مجرد قوله رجل ، بل الذي فيه أنه إنما نسي اسمه فعبر عنه برجل أو كنى عن اسمه عمدا ، وأما مدح شيخه فليس في السياق ما يقتضيه . قلت : nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة المخزومي ، وكان له أخوان المغيرة وطالوت ، ولم أقف على اسم ابن أخيه المذكور ولا على تعيين أبيه أيهما هو ، قال ابن التين : ظاهر الحديث أن من اغتاب في صومه فهو مفطر ، وإليه ذهب بعض السلف ، وذهب الجمهور إلى خلافه ، لكن معنى الحديث أن الغيبة من الكبائر وأن إثمها لا يفي له بأجر صومه فكأنه في حكم المفطر . قلت : وفي كلامه مناقشة لأن حديث الباب لا ذكر للغيبة فيه ، وإنما فيه قول الزور والعمل به والجهل ، ولكن الحكم والتأويل في كل ذلك ما أشار إليه والله أعلم . وقوله فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=843078فليس لله حاجة هو مجاز عن عدم قبول الصوم .