قوله : ( باب ما قيل في ذي الوجهين ) أورد فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفيه تفسيره وهو من جملة صور النمام .
قوله : ( تجد من شرار الناس ) كذا وقع في رواية الكشميهني " شرار " بصيغة الجمع ، وأخرجه الترمذي من طريق أبي معاوية عن الأعمش بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843079إن من شر الناس وقد تقدم في أوائل المناقب في طريق عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843080تجدون شر الناس وأخرجه مسلم من هذا الوجه ومن رواية ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عنه بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843080تجدون من شر الناس ذا الوجهين ، وأخرجه أبو داود من رواية سفيان بن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج عنه بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843079من شر الناس ذو الوجهين ولمسلم من رواية مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد nindex.php?page=hadith&LINKID=843079إن من شر الناس ذا الوجهين وسيأتي في الأحكام من طريق عراك بن مالك عنه بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843079إن شر الناس ذو الوجهين وهو عند مسلم أيضا ، وهذه الألفاظ متقاربة والروايات التي فيها شر الناس محمولة على الرواية التي فيها من شر الناس ووصفه بكونه شر الناس أو من شر الناس مبالغة في ذلك ، ورواية أشر الناس بزيادة الألف لغة في شر يقال خير وأخير وشر وأشر بمعنى ولكن الذي بالألف أقل استعمالا ، ويحتمل أن يكون المراد بالناس من [ ص: 490 ] ذكر من الطائفتين المتضادتين خاصة ، فإن كل طائفة منهما مجانبة للأخرى ظاهرا فلا يتمكن من الاطلاع على أسرارها إلا بما ذكر من خداعه الفريقين ليطلع على أسرارهم فهو شرهم كلهم . والأولى حمل الناس على عمومه فهو أبلغ في الذم ، وقد وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق أبي شهاب عن الأعمش بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843081من شر خلق الله ذو الوجهين قال القرطبي : إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق ، إذ هو متملق بالباطل وبالكذب ، مدخل للفساد بين الناس . وقال النووي : هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها ، فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها ، وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين ، وهي مداهنة محرمة . قال : فأما من يقصد بذلك الإصلاح بين الطائفتين فهو محمود . وقال غيره : الفرق بينهما أن المذموم من يزين لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى ويذم كل طائفة عند الأخرى ، والمحمود أن يأتي لكل طائفة بكلام فيه صلاح الأخرى ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى ، وينقل إليه ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح . ويؤيد هذه التفرقة رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق ابن نمير عن الأعمش nindex.php?page=hadith&LINKID=843082الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء وهؤلاء بحديث هؤلاء وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : حمله على ظاهره جماعة وهو أولى ، وتأوله قوم على أن المراد به من يرائي بعمله فيري الناس خشوعا واستكانة ويوهمهم أنه يخشى الله حتى يكرموه وهو في الباطن بخلاف ذلك ، قال : وهذا محتمل لو اقتصر في الحديث على صدره فإنه داخل في مطلق ذي الوجهين ، لكن بقية الحديث ترد هذا التأويل وهي قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=843083يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه قلت : وقد اقتصر في رواية الترمذي على صدر الحديث ، لكن دلت بقية الروايات على أن الراوي اختصره ، فإنه عند الترمذي من رواية الأعمش ، وقد ثبت هنا من رواية الأعمش بتمامه ، ورواية ابن نمير التي أشرت إليها هي التي ترد التأويل المذكور صريحا ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد " من وجه آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843084لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا . وأخرج أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=843085قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار " وفي الباب عن أنس أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر بهذا اللفظ ، وهذا يتناول الذي حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عمن ذكره بخلاف حديث الباب فإنه فسر من يتردد بين طائفتين من الناس ، والله أعلم .