قوله : ( باب من أخبر صاحبه بما يقال فيه ) قد تقدمت الإشارة إلى أن المذموم من نقلة الأخبار من يقصد الإفساد ، وأما من يقصد النصيحة ويتحرى الصدق ويجتنب الأذى فلا ، وقل من يفرق بين البابين ، فطريق السلامة في ذلك لمن يخشى عدم الوقوف على ما يباح من ذلك مما لا يباح الإمساك عن ذلك ،
حديث ابن مسعود في إخباره النبي - صلى الله عليه وسلم - بقول القائل " هذه قسمة ما أريد بها وجه الله " سيأتي شرحه مستوفى في " باب الصبر على الأذى " إن شاء الله - تعالى - . وقوله في هذه الرواية فتمعر وجهه بالعين المهملة أي تغير من الغضب ، nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني فتمغر بالغين المعجمة أي صار لونه لون المغرة ، وأراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بالترجمة بيان جواز النقل [ ص: 491 ] على وجه النصيحة ، لكون النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينكر على ابن مسعود نقله ما نقل ، بل غضب من قول المنقول عنه ، ثم حلم عنه وصبر على أذاه ائتساء بموسى - عليه السلام - وامتثالا لقوله - تعالى - : فبهداهم اقتده .