5743 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=655629عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا
قوله : ( باب قوله - تعالى - يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وما ينهى عن الكذب ) قال الراغب أصل الصدق والكذب في القول ماضيا كان أو مستقبلا وعدا كان أو غيره ، ولا يكونان بالقصد الأول إلا في الخبر ، وقد يكونان في غيره كالاستفهام والطلب ، والصدق مطابقة القول الضمير والمخبر عنه ، فإن انخرم شرط لم يكن صدقا ، بل إما أن يكون كذبا أو مترددا بينهما على اعتبارين ، كقول المنافق : محمد رسول الله فإنه يصح أن يقال صدق لكون المخبر عنه كذلك ، يصح أن يقال كذب لمخالفة قوله لضميره . والصديق من كثر منه الصدق ، وقد يستعمل الصدق والكذب في كل ما يحق في الاعتقاد ويحصل نحو صدق ظني ، وفي الفعل نحو صدق في القتال ، ومنه قد صدقت الرؤيا ا ه ملخصا . وقال ابن التين : اختلف في قوله مع الصادقين فقيل معناه مثلهم وقيل منهم . قلت : وأظن المصنف لمح بذكر الآية إلى قصةnindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك وما أداه صدقه في الحديث إلى الخير الذي ذكره في الآية بعد أن وقع له ما وقع من ترك المسلمين كلامه تلك المدة حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت ثم من الله عليه بقبول توبته ، وقال في قصته : ما أنعم الله علي من نعمة بعد إذ [ ص: 524 ] هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي أن لا أكون كذبت فأهلك كما هلك الذين كذبوا ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي : الكذب من قبائح الذنوب ، وليس حراما لعينه بل لما فيه من الضرر ، ولذلك يؤذن فيه حيث يتعين طريقا إلى المصلحة . وتعقب بأنه يلزم أن يكون الكذب - إذا لم ينشأ عنه ضرر - مباحا ، وليس كذلك ، ويمكن الجواب بأنه يمنع من ذلك حسما للمادة فلا يباح منه إلا ما يترتب عليه مصلحة ، فقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الشعب " بسند صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق قال " الكذب يجانب الإيمان " وأخرجه عنه مرفوعا وقال : الصحيح موقوف . وأخرج البزار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رفعه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=843147يطبع المؤمن على كل شيء ، إلا الخيانة والكذب وسنده قوي ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " العلل " أن الأشبه أنه موقوف ، وشاهد المرفوع من مرسل صفوان بن سليم في الموطأ قال ابن التين : ظاهره يعارض حديث ابن مسعود ، والجمع بينهما حمل حديث صفوان على المؤمن الكامل .
قوله : ( nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير ) هو ابن عبد الحميد ، nindex.php?page=showalam&ids=17152ومنصور هو ابن المعتمر ، وأما جرير المذكور في ثالث أحاديث الباب فهو ابن حازم .
قوله : ( إلى البر ) بكسر الموحدة أصله التوسع في فعل الخير ، وهو اسم جامع للخيرات كلها ، ويطلق على العمل الخالص الدائم .
قوله : ( وإن البر يهدي إلى الجنة ) قال ابن بطال : مصداقه في كتاب الله - تعالى - : إن الأبرار لفي نعيم . قوله : ( وإن الرجل ليصدق ) زاد في رواية الأعمش ويتحرى الصدق وكذا زادها في الشق الثاني .
قوله : ( حتى يكون صديقا ) في رواية الأعمش حتى يكتب عند الله صديقا قال ابن بطال : المراد أنه يتكرر منه الصدق حتى يستحق اسم المبالغة في الصدق .
قوله : ( وإن الكذب يهدي إلى الفجور ) قال الراغب : أصل الفجر الشق ، فالفجور شق ستر الديانة ، ويطلق على الميل إلى الفساد وعلى الانبعاث في المعاصي ، وهو اسم جامع للشر .