قوله : ( وقال ابن مسعود : خالط الناس ودينك لا تكلمنه ) بفتح أوله وسكون الكاف وكسر اللام وفتح الميم من الكلم بفتح الكاف وسكون اللام وهو الجرح وزنا ومعنى ، وروي بالمثلثة بدل الكاف والنون مشددة للتأكيد . وقوله : " ودينك " يجوز فيه النصب والرفع . وهذا الأثر وصله nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير من طريق عبد الله بن باباه بموحدتين عن ابن مسعود قال : خالطوا الناس وصافوهم بما يشتهون ، ودينكم لا تكلمنه وهذه بضم الميم للجميع . وأخرجه ابن المبارك في كتاب البر والصلة من وجه آخر عن ابن مسعود بلفظ خالطوا الناس وزايلوهم في الأعمال وعن عمر مثله لكن قال : وانظروا ألا تكلموا دينكم .
قوله : ( والدعابة مع الأهل ) هو بقية الترجمة معطوف على الانبساط بالجر ، ويجوز أن يعطف على " باب " فيقرأ بالرفع ، والدعابة بضم الدال وتخفيف العين المهملتين وبعد ألف موحدة هي الملاطفة في القول بالمزاح وغيره ، وقد أخرج الترمذي وحسنه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=843190قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا ، قال : إني لا أقول إلا حقا وأخرج من حديث ابن عباس رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=3503896لا تمار أخاك وتمازحه الحديث ، والجمع بينهما أن المنهي عنه ما فيه إفراط أو مداومة عليه لما فيه من الشغل عن ذكر الله والتفكر في مهمات الدين ويئول كثيرا إلى قسوة القلب والإيذاء والحقد وسقوط المهابة والوقار ، والذي يسلم من ذلك هو المباح ، فإن صادف مصلحة مثل تطيب نفس المخاطب ومؤانسته فهو مستحب ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي : من الغلط أن يتخذ المزاح حرفة ، ويتمسك بأنه - صلى الله عليه وسلم - مزح فهو كمن يدور مع الريح حيث دار ، وينظر رقصهم ، ويتمسك بأنه - صلى الله عليه وسلم - أذن nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة أن تنظر إليهم .
حديث أنس في قصة النغير سيأتي شرحه مستوفى في " باب ما يجوز من الشعر " قريبا إن شاء الله - تعالى - .