[ ص: 545 ] قوله : ( باب المداراة مع الناس ) هو بغير همز ، وأصله الهمز لأنه من المدافعة ، والمراد به الدفع برفق . وأشار المصنف بالترجمة إلى ما ورد فيه على غير شرطه واقتصر على إيراد ما يؤدي معناه ، فمما ورد فيه صريحا لجابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=843192مداراة الناس صدقة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط ، وفي سنده يوسف بن محمد بن المنكدر ضعفوه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، وأخرجه ابن أبي عاصم في " آداب الحكماء " بسند أحسن منه ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=843193رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس أخرجه البزار بسند ضعيف .
قوله : ( في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم ) كذا للأكثر بالعين المهملة واللام الساكنة والنون ، nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني بالقاف الساكنة قيل اللام المكسورة ثم تحتانية ساكنة من القلا بكسر القاف مقصور وهو البغض ، وبهذه الرواية جزم ابن التين ، ومثله في تفسير المزمل من " الكشاف " . وهذا الأثر وصله ابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=12352وإبراهيم الحربي في " غريب الحديث " والدينوري في " المجالسة " من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11861أبي الزاهرية عن nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء فذكر مثله وزاد " ونضحك إليهم " وذكره بلفظ اللعن ولم يذكر الدينوري في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير ، ورويناه في " فوائد أبي بكر بن المقري " من طريق كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : " إنا لنكشر أقواما " فذكر مثله وهو منقطع ، وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " من طريق خلف بن حوشب قال : قال أبو الدرداء فذكر اللفظ المعلق سواء ، وهو منقطع أيضا والكشر بالشين المعجمة وفتح أوله ظهور الأسنان ، وأكثر ما يطلق عند الضحك ، والاسم الكشرة كالعشرة قال ابن بطال : المداراة من أخلاق المؤمنين ، وهي خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول وذلك من أقوى أسباب الألفة . وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط ; لأن المدارة مندوب إليها والمداهنة محرمة ، والفرق أن المداهنة من الدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه ، وفسرها العلماء بأنه معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه ، والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهي عن فعله ، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه ، والإنكار عليه بلطف القول والفعل ، ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك .