5793 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11931أبو اليمان أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=11947أبو بكر بن عبد الرحمن أن nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم أخبره أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره أن nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب أخبره nindex.php?page=hadith&LINKID=655679أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من الشعر حكمة
[ ص: 554 ] قوله : ( باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء ) . أما الشعر فهو في الأصل اسم لما دق ومنه " ليت شعري " ثم استعمل في الكلام المقفى الموزون قصدا ، ويقال أصله بفتحتين يقال شعرت أصبت الشعر وشعرت بكذا علمت علما دقيقا كإصابة الشعر ، وقال الراغب : قال بعض الكفار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه شاعر ، فقيل لما وقع في القرآن من الكلمات الموزونة والقوافي ، وقيل : أرادوا أنه كاذب لأنه أكثر ما يأتي به الشاعر كذب ، ومن ثم سموا الأدلة الكاذبة شعرا ، وقيل في الشعر : أحسنه أكذبه ، ويؤيد ذلك قوله - تعالى - : وأنهم يقولون ما لا يفعلون ويؤيد الأول ما ذكر في حد الشعر أن شرطه القصد إليه ، وأما ما وقع موزونا اتفاقا فلا يسمى شعرا ، وأما الرجز فهو بفتح الراء والجيم بعدها زاي ، وهو نوع من الشعر عند الأكثر ، وقيل : ليس بشعر لأنه يقال راجز لا شاعر وسمي رجزا لتقارب أجزائه واضطراب اللسان به ، ويقال رجز البعير إذا تقارب خطوه واضطرب لضعف فيه ، وأما الحداء فهو بضم الحاء وتخفيف الدال المهملتين يمد ويقصر : سوق الإبل بضرب مخصوص من الغناء ، والحداء في الغالب إنما يكون بالرجز وقد يكون بغيره من الشعر ولذلك عطفه على الشعر والرجز ، وقد جرت عادة الإبل أنها تسرع السير إذا حدي بها . وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن طاوس مرسلا ، وأورده البزار موصولا عن ابن عباس دخل حديث بعضهم في بعض : إن أول من حدا الإبل عبد لمضر بن نزار بن معد بن عدنان كان في إبل لمضر فقصر ، فضربه مضر على يده فأوجعه فقال : يا يداه يا يداه ، وكان حسن الصوت فأسرعت الإبل لما سمعته في السير ، فكان ذلك مبدأ الحداء . ونقل nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر الاتفاق على إباحة الحداء ، وفي كلام بعض الحنابلة إشعار بنقل خلافه فيه ، ومانعه محجوج بالأحاديث الصحيحة ، ويلتحق بالحداء هنا الحجيج المشتمل على التشوق إلى الحج بذكر الكعبة وغيرها من المشاهد ، ونظيره ما يحرض أهل الجهاد على القتال ، ومنه غناء المرأة لتسكين الولد في المهد .
قوله : ( وقوله - تعالى - : والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ) ساق في رواية كريمة والأصيلي إلى آخر السورة ، ووقع في رواية أبي ذر بين الآيتين المذكورتين لفظة " وقوله " وهي زيادة لا يحتاج إليها ، قال المفسرون في هذه الآية : المراد بالشعراء شعراء المشركين ، يتبعهم غواة الناس ومردة الشياطين وعصاة الجن ويروون شعرهم ; لأن الغاوي لا يتبع إلا غاويا مثله ، وسمى الثعلبي منهم عبد الله بن الزبعرى وهبيرة بن أبي [ ص: 555 ] وهب ومسافع وعمرو بن أبي أمية بن أبي الصلت ، وقيل : نزلت في شاعرين تهاجيا فكان مع كل واحد منهما جماعة وهم الغواة السفهاء ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد " وأبو داود من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس في قوله - تعالى - : والشعراء يتبعهم الغاوون - إلى قوله - ما لا يفعلون قال فنسخ من ذلك واستثنى فقال : إلا الذين آمنوا إلى آخر السورة ، وأخرج ابن أبي شيبة - من طريق مرسلة - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=843213لما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون جاء عبد الله بن رواحة nindex.php?page=showalam&ids=144وحسان بن ثابت nindex.php?page=showalam&ids=331وكعب بن مالك وهم يبكون فقالوا : يا رسول الله أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء . فقال : اقرءوا ما بعدها إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنتم وانتصروا من بعد ما ظلموا أنتم . وقال السهيلي : نزلت الآية في الثلاثة ، وإنما وردت بالإبهام ليدخل معهم من اقتدى بهم ، وذكر الثعلبي مع الثلاثة كعب بن زهير بغير إسناد ، والله أعلم .
قوله : ( قال ابن عباس : في كل لغو يخوضون ) وصله ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري من طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : في كل واد قال : في كل لغو ، وفي قوله : يهيمون قال : يخوضون . وقال غيره يهيمون أي يقولون في الممدوح والمذموم ما ليس فيه ، فهم كالهائم على وجهه والهائم المخالف للقصد .
قوله : ( وما يكره منه ) هو قسيم قوله : " ما يجوز " ، والذي يتحصل من كلام العلماء في حد الشعر الجائز أنه إذا لم يكثر منه في المسجد ، وخلا عن هجو ، وعن الإغراق في المدح والكذب المحض ، والتغزل بمعين لا يحل . وقد نقل nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر الإجماع على جوازه إذا كان كذلك ، واستدل بأحاديث الباب وغيرها وقال : ما أنشد بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - أو استنشده ولم ينكره . قلت : وقد جمع ابن سيد الناس شيخ شيوخنا مجلدا في أسماء من نقل عنه من الصحابة شيء من شعر متعلق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة ، وقد ذكر في الباب خمسة أحاديث دالة على الجواز ، وبعضها مفصل لما يكره مما لا يكره ، وترجم في " الأدب المفرد " ما يكره من الشعر وأورد فيه حديث عائشة مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=843214إن أعظم الناس فرية الشاعر يهجو القبيلة بأسرها وسنده حسن ، وأخرجه ابن ماجه من هذا الوجه بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843215أعظم الناس فرية رجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد " عن عائشة أنها كانت تقول : الشعر منه حسن ومنه قبيح ، خذ الحسن ودع القبيح ولقد رويت من شعر nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك أشعارا منها القصيدة فيها أربعون بيتا ، وسنده حسن . وأخرج أبو يعلى أوله من حديثها من وجه آخر مرفوعا ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد " أيضا من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843216الشعر بمنزلة الكلام ، فحسنه كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيح الكلام وسنده ضعيف . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط وقال : لا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد . وقد اشتهر هذا الكلام عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . واقتصر ابن بطال على نسبته إليه فقصر ، وعاب القرطبي المفسر على جماعة من الشافعية الاقتصار على نسبة ذلك nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي وقد شاركهم في ذلك ابن بطال وهو مالكي ، وأخرج الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : سألت عطاء عن الحداء والشعر والغناء فقال : لا بأس به ما لم يكن فحشا .
قوله : ( عن الزهري أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن ) يعني ابن الحارث بن هشام المخزومي ، وفي هذا الإسناد أربعة من التابعين قرشيون مدنيون في نسق ، nindex.php?page=showalam&ids=12300فالزهري من صغار التابعين وأبو بكر ومن فوقه من كبارهم ; ولمروان وعبد الرحمن مزية إدراك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنهما من حيث الرواية معدودان في [ ص: 556 ] التابعين ، وقد تقدم قريبا أن لعبد الرحمن رؤية وأنه عد لذلك في الصحابة ، وكذا ذكر بعضهم مروان في الصحابة لإدراكه ، وقد تقدم ذلك في الشروط . وقد اختلف على الزهري في سنده : فالأكثر على ما قال شعيب . وقال معمر في المشهور عنه : " عن الزهري عن عروة " بدل أبي بكر موصولا ، وأخرجه ابن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة " عن الزهري عن عروة " مرسلا ، ووافق رباح بن أبي زيد عن معمر الجماعة ، وكذا قال هشام بن يوسف عن معمر ، لكن قال عبد الله بن الأسود وكذا قال إبراهيم بن سعيد : عن الزهري ، وحذف nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد مروان من السند والصواب إثباته .
وأما قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=3503898 : إن من القول عيا فعرضك كلامك على من لا يريده . وقال ابن التين : مفهومه أن بعض الشعر ليس كذلك ; لأن " من " تبعيضية . ووقع في حديث ابن عباس عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد " وأبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843220إن من الشعر حكما وكذا أخرجه ابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود ، وأخرجه أيضا من حديث بريدة مثله ، وأخرج ابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن عبيد بن عمير قال : قال أبو بكر : ربما قال الشاعر الكلمة الحكيمة . وقال ابن بطال : ما كان في الشعر والرجز ذكر الله - تعالى - وتعظيم له ووحدانيته وإيثار طاعته والاستسلام له فهو حسن مرغب فيه ، وهو المراد في الحديث بأنه حكمة ، وما كان كذبا وفحشا فهو مذموم . قال الطبري : في هذا الحديث رد على من كره الشعر مطلقا واحتج بقول ابن مسعود " الشعر مزامير الشيطان " وعن مسروق أنه تمثل بأول بيت شعر ثم سكت ، فقيل له فقال : أخاف أن أجد في صحيفتي شعرا ، وعن أبي أمامة رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=843221أن إبليس لما أهبط إلى الأرض قال : رب اجعل لي قرآنا ، قال قرآنك الشعر ثم أجاب عن ذلك بأنها أخبار واهية ، وهو كذلك ، فحديث أبي أمامة فيه علي بن يزيد الهاني وهو ضعيف ، وعلى تقدير قوتها فهو محمول على الإفراط فيه والإكثار منه كما سيأتي تقريره بعد باب ، ويدل على الجواز سائر أحاديث الباب . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد " عن عمر بن الشريد عن أبيه قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=843222استنشدني النبي - صلى الله عليه وسلم - من شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته حتى أنشدته مائة قافية " . وعن مطرف قال : صحبت عمران بن حصين من الكوفة إلى البصرة فقل منزل نزله إلا وهو ينشدني شعرا . وأسند الطبري عن جماعة من كبار الصحابة ومن كبار التابعين أنهم قالوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد " عن خالد بن كيسان قال : كنت عند ابن عمر فوقف عليه إياس بن خيثمة فقال : ألا أنشدك من شعري ؟ قال : بلى ولكن لا تنشدني إلا حسنا . وأخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : " لم يكن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منحرفين ولا متماوتين ، وكانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ويذكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم على شيء من دينه دارت حماليق عينيه " ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : " كنت أجالس أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبي في المسجد [ ص: 557 ] فيتناشدون الأشعار ويذكرون حديث الجاهلية " وأخرج أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=843223كان أصحاب رسول - صلى الله عليه وسلم - يتذاكرون الشعر وحديث الجاهلية عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا ينهاهم . وربما يتبسم " .