قوله : ( أتي بالمنذر بن أسيد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ولد ) أبو أسيد بالتصغير صحابي مشهور ، وله أحاديث في الصحيح ، وتقدم ذكر ولده هذا في صلاة الجماعة في المغازي ، وتقدمت روايته عن أبيه في كتاب الطلاق ، وكان الصحابة إذا ولد لأحدهم الولد أتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - ليحنكه ويبارك عليه ، وقد تكرر ذلك في الأحاديث .
قوله : ( فوضعه على فخذه ) يعني إكراما له .
[ ص: 592 ] قوله : ( فلها النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء بين يديه ) أي اشتغل ، وكل ما شغلك عن شيء فقد ألهاك عن غيره . قال ابن التين : روي لهي بوزن علم وهي اللغة المشهورة ، وبالفتح لغة طيئ .
قوله : ( فاستفاق النبي - صلى الله عليه وسلم - ) أي انقضى ما كان مشتغلا به فأفاق من ذلك فلم ير الصبي فسأل عنه ، يقال أفاق من نومه ومن مرضه واستفاق بمعنى .
قوله : ( قلبناه ) بفتح القاف وتشديد اللام بعدها موحدة ساكنة أي صرفناه إلى منزله ، وذكر ابن التين أنه وقع في روايته أقلبناه بزيادة همزة أوله ، قال والصواب حذفها وأثبتها غيره لغة .
قوله : ( ما اسمه ؟ قال فلان ) لم أقف على تعيينه ، فكأنه كان سماه اسما ليس مستحسنا فسكت عن تعيينه . أو سماه فنسيه بعض الرواة .
قوله : ( ولكن اسمه المنذر ) أي ليس هذا الاسم الذي سميته به الذي يليق به بل هو المنذر ، قال الداودي : سماه المنذر تفاؤلا أن يكون له علم ينذر به . قلت : وتقدم في المغازي أنه سمي المنذر بالمنذر بن عمرو الساعدي الخزرجي وهو صحابي مشهور من رهط أبي أسيد .