قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ) هو الثوري وسليمان هو التيمي .
قوله : ( عن أنس ) في رواية شعبة عن سليمان التيمي سمعت أنسا .
قوله : ( عطس ) بفتح الطاء في الماضي وبكسرها وضمها في المضارع .
قوله : ( رجلان ) في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند المصنف في " الأدب المفرد " وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان أحدهما أشرف من الآخر وأن الشريف لم يحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني من حديث سهل بن سعد أنهما عامر بن الطفيل وابن أخيه .
[ ص: 617 ] قوله : ( فشمت ) بالمعجمة وللسرخسي بالمهملة ، ووقع في رواية أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان عن سليمان التيمي " فشمت أو سمت " بالشك في المعجمة أو المهملة وهو من التشميت ، قال الخليل وأبو عبيد وغيرهما : يقال بالمعجمة وبالمهملة ، وقال ابن الأنباري كل داع بالخير مشمت بالمعجمة وبالمهملة ، والعرب تجعل الشين والسين في اللفظ الواحد بمعنى ا ه . وهذا ليس مطردا بل هو في مواضع معدودة وقد جمعها شيخنا شمس الدين الشيرازي صاحب القاموس في جزء لطيف . قال أبو عبيد : التشميت بالمعجمة أعلى وأكثر ، وقال عياض : هو كذلك للأكثر من أهل العربية وفي الرواية . وقال ثعلب : الاختيار بالمهملة لأنه مأخوذ من السمت وهو القصد والطريق القويم . وأشار ابن دقيق العيد في " شرح الإلمام " إلى ترجيحه ، وقال القزاز : التشميت التبريك والعرب تقول شمته إذا دعا له بالبركة ، وشمت عليه إذا برك عليه . وفي الحديث في قصة تزويج علي بفاطمة " شمت عليهما " إذا دعا لهما بالبركة . ونقل ابن التين عن أبي عبد الملك قال : التسميت بالمهملة أفصح وهو من سمت الإبل في المرعى إذا جمعت ، فمعناه على هذا جمع الله شملك . وتعقبه بأن سمت الإبل إنما هو بالمعجمة وكذا نقله غير واحد أنه بالمعجمة فيكون معنى سمته دعا له بأن يجمع شمله ، وقيل هو بالمعجمة من الشماتة وهو فرح الشخص بما يسوء عدوه فكأنه دعا له أن يكون في حال من يشمت به ، أو أنه إذا حمد الله أدخل على الشيطان ما يسوؤه فشمت هو بالشيطان ، وقيل هو من الشوامت جمع شامتة وهي القائمة ، يقال لا ترك الله له شامتة أي قائمة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي في " شرح الترمذي " تكلم أهل اللغة على اشتقاق اللفظين ولم يبينوا المعنى فيه وهو بديع ، وذلك أن العاطس ينحل كل عضو في رأسه وما يتصل به من العنق ونحوه ، فكأنه إذا قيل رحمك الله كان معناه أعطاه الله رحمة يرجع بها بذلك إلى حاله قبل العطاس ويقيم على حاله من غير تغيير ، فإن كان التسميت بالمهملة فمعناه رجع كل عضو إلى سمته الذي كان عليه ، وإن كان بالمعجمة فمعناه صان الله شوامته أي قوائمه التي بها قوام بدنه عن خروجها عن الاعتدال ، قال : وشوامت كل شيء قوائمه التي بها قوامه ; فقوام الدابة بسلامة قوائمها التي ينتفع بها إذا سلمت ، وقوام الآدمي بسلامة قوائمه التي بها قوامه وهي رأسه وما يتصل به من عنق وصدر ا ه . ملخصا .
قوله : ( فقيل له ) السائل عن ذلك هو العاطس الذي لم يحمد ، وقع كذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المشار إليه بلفظ " فسأله الشريف " وكذا في رواية شعبة الآتية بعد بابين بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504002فقال الرجل : يا رسول الله شمت هذا ولم تشمتني " وهذا قد يعكر على ما في حديث سهل بن سعد أن الشريف المذكور هو عامر بن الطفيل فإنه كان كافرا ومات على كفره ، فيبعد أن يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله يا رسول الله ، ويحتمل أن يكون قالها غير معتقد بل باعتبار ما يخاطبه المسلمون ، ويحتمل أن تكون القصة لعامر بن الطفيل المذكور ، ففي الصحابة عامر بن الطفيل الأسلمي له ذكر في الصحابة وحديث رواه عنه nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة الأسلمي " حدثني عمي عامر بن الطفيل " ، وفي الصحابة أيضا عامر بن الطفيل الأزدي ذكره وثيمة في " كتاب الردة " وورد له مرثية في النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإن لم يكن في سياق حديثسهل بن سعد ما يدل على أنه عامر المشهور احتمل أن يكون أحد هذين . ثم راجعت " معجم nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني " فوجدت في سياق حديث سهل بن سعد الدلالة الظاهرة على أنه عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب الفارس المشهور ، وكان قدم المدينة وجرى بينه وبين nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كلام " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504003ثم عطس ابن أخيه فحمد فشمته النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم عطس عامر فلم يحمد فلم يشمته ، فسأله " الحديث ، وفيه قصة غزوة بئر معونة وكان هو السبب فيها ، ومات [ ص: 618 ] عامر بن الطفيل بعد ذلك كافرا في قصة له مشهورة في موته ذكرها ابن إسحاق وغيره .
قوله : ( هذا حمد الله وهذا لم يحمد ) في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=3504004إن هذا ذكر الله فذكرته ، وأنت نسيت الله فنسيتك وقد يقدم أن النسيان يطلق ويراد به الترك . قال nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي : الحكمة في مشروعية الحمد للعاطس أن العطاس يدفع الأذى من الدماغ الذي فيه قوة الفكر ، ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس وبسلامته تسلم الأعضاء ، فيظهر بهذا أنها نعمة جليلة فناسب أن تقابل بالحمد لله لما فيه من الإقرار بالله بالخلق والقدرة وإضافة الخلق إليه لا إلى الطبائع ا ه . وهذا بعض ما ادعى nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي أنه انفرد به فيحتمل أنه لم يطلع عليه ، وفي الحديث أن التشميت إنما يشرع لمن حمد الله ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : وهو مجمع عليه ، وسيأتي تقريره في الباب الذي بعده ، وفيه جواز السؤال عن علة الحكم وبيانها للسائل ولا سيما إذا كان له في ذلك منفعة ، وفيه أن العاطس إذا لم يحمد الله لا يلقن الحمد ليحمد فيشمت ، كذا استدل به بعضهم وفيه نظر ، وسيأتي البحث فيه بعد ثالث باب . ومن آداب العاطس أن يخفض بالعطس صوته ويرفعه بالحمد ، وأن يغطي وجهه لئلا يبدو من فيه أو أنفه ما يؤذي جليسه ، ولا يلوي عنقه يمينا ولا شمالا لئلا يتضرر بذلك . قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : الحكمة في خفض الصوت بالعطاس أن في رفعه إزعاجا للأعضاء ، وفي تغطية الوجه أنه لو بدر منه شيء آذى جليسه ، ولو لوى عنقه صيانة لجليسه لم يأمن من الالتواء ، وقد شاهدنا من وقع له ذلك . وقد أخرج أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي بسند جيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504005كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس وضع يده على فيه وخفض صوته " وله شاهد من حديث ابن عمر بنحوه عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، قال ابن دقيق العيد : ومن فوائد التشميت تحصيل المودة والتأليف بين المسلمين ، وتأديب العاطس بكسر النفس عن الكبر ، والحمل على التواضع ، لما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب الذي لا يعرى عنه أكثر المكلفين .