قوله : ( باب ما يستحب من العطاس ، وما يكره من التثاؤب ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معنى المحبة والكراهة فيهما منصرف إلى سببهما ، وذلك أن العطاس يكون من خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع وهو بخلاف التثاؤب فإنه يكون من علة امتلاء البدن وثقله مما يكون ناشئا عن كثرة الأكل والتخليط فيه ، والأول يستدعي النشاط للعبادة والثاني على عكسه .
قوله : ( سعيد المقبري عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) هكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب ، وتابعه عاصم بن علي كما سيأتي بعد باب ، والحجاج بن محمد عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود الطيالسي nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=12523وابن أبي فديك عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي nindex.php?page=showalam&ids=14797وأبو عامر العقدي عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم كلهم عن ابن أبي ذئب ، وخالفهم القاسم بن يزيد عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فلم يقل فيه " عن أبيه " وكذا ذكره أبو نعيم من طريق الطيالسي . وكذلك أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من رواية محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ولم يقل " عن أبيه " ورجح الترمذي رواية من قال عن أبيه وهو المعتمد .
[ ص: 623 ] قوله : ( إن الله يحب العطاس ) يعني الذي لا ينشأ عن زكام ، لأنه المأمور فيه بالتحميد والتشميت ، ويحتمل التعميم في نوعي العطاس والتفصيل في التشميت خاصة ، وقد ورد ما يخص بعض أحوال العاطسين ، فأخرج الترمذي من طريق أبي اليقظان عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده رفعه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=3504024العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة من الشيطان وسنده ضعيف ، وله شاهد عن ابن مسعود في الطبراني لكن لم يذكر النعاس ، وهو موقوف وسنده ضعيف أيضا . قال شيخنا في " شرح الترمذي " لا يعارض هذا حديث الباب في محبة العطاس وكراهة التثاؤب لكونه بحال الصلاة فقد يتسبب الشيطان في حصول العطاس للمصلي ليشغله عن صلاته ، وقد يقال إن العطاس إنما لم يوصف بكونه مكروها في الصلاة لأنه لا يمكن رده بخلاف التثاؤب ، ولذلك جاء في التثاؤب كما سيأتي بعد " فليرده ما استطاع " ولم يأت ذلك في العطاس . وأخرج ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=3504025إن الله يكره التثاؤب ويحب العطاس في الصلاة وهذا يعارض حديث جد عدي وفي سنده ضعف أيضا وهو موقوف والله أعلم . ومما يستحب للعاطس أن لا يبالغ في إخراج العطسة فقد ذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال " سبع من الشيطان " فذكر منها شدة العطاس .
قوله : ( فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته ) استدل به على استحباب مبادرة العاطس بالتحميد ، ونقل ابن دقيق العيد عن بعض العلماء أنه ينبغي أن يتأنى في حقه حتى يسكن ولا يعاجله بالتشميت ، قال : وهذا فيه غفلة عن شرط التشميت وهو توقفه على حمد العاطس . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد " عن مكحول الأزدي " كنت إلى جنب ابن عمر فعطس رجل من ناحية المسجد فقال ابن عمر يرحمك الله إن كنت حمدت الله " واستدل به على أن التشميت إنما يشرع لمن سمع العاطس وسمع حمده ، فلو سمع من يشمت غيره ولم يسمع هو عطاسه ولا حمده هل يشرع له تشميته ؟ سيأتي قريبا .