[ ص: 15 ] قوله باب السلام اسم من أسماء الله تعالى ) : هذه الترجمة لفظ بعض حديث مرفوع له طرق ليس منها شيء على شرط المصنف في الصحيح فاستعمله في الترجمة وأورد ما يؤدي معناه على شرطه وهو حديث التشهد لقوله فيه " فإن الله هو السلام " وكذا ثبت في القرآن في أسماء الله السلام المؤمن المهيمن ؛ ومعنى السلام السالم من النقائص وقيل المسلم لعباده وقيل المسلم على أوليائه وأما لفظ الترجمة فأخرجه في " الأدب المفرد " من حديث أنس بسند حسن وزاد " وضعه الله في الأرض فأفشوه بينكم " .
وأخرجه البزار nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث ابن مسعود موقوفا ومرفوعا وطريق الموقوف أقوى وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الشعب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا بسند ضعيف وألفاظهم سواء وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الشعب عن ابن عباس موقوفا السلام اسم الله وهو تحية أهل الجنة ، وشاهده حديث المهاجر بن قنفذ nindex.php?page=hadith&LINKID=847879أنه سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد عليه حتى توضأ ، وقال إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر " ، أخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة وغيره ويحتمل أن يكون أراد ما في رد السلام من ذكر اسم الله صريحا في قوله ورحمة الله .
وقد اختلف في معنى السلام فنقل عياض أن معناه اسم الله ؛ أي كلاءة الله عليك وحفظه كما يقال الله معك ومصاحبك وقيل معناه إن الله مطلع عليك فيما تفعل وقيل معناه إن اسم الله يذكر على الأعمال توقعا لاجتماع معاني الخيرات فيها وانتفاء عوارض الفساد عنها وقيل معناه : السلامة كما قال - تعالى - : فسلام لك من أصحاب اليمين ؛ وكما قال الشاعر
تحيي بالسلامة أم عمرو وهل لي بعد قومي من سلام
فكأن المسلم أعلم من سلم عليه أنه سالم منه وأن لا خوف عليه منه .
وقال ابن دقيق العيد في " شرح الإلمام " السلام يطلق بإزاء معان منها السلامة ومنها التحية ومنها أنه اسم من أسماء الله قال وقد يأتي بمعنى التحية محضا وقد يأتي بمعنى السلامة محضا وقد يأتي مترددا بين المعنيين كقوله - تعالى - : ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ؛ فإنه يحتمل التحية والسلامة وقوله - تعالى - : ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم .
وتعقب بأن المراد بالرد رد المثل لا رد العين وذلك سائغ كثير ونقل القرطبي [ ص: 16 ] أيضا عن ابن القاسم nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب عن مالك أن المراد بالتحية في الآية تشميت العاطس والرد على المشمت ، قال وليس في السياق دلالة على ذلك ولكن حكم التشميت والرد مأخوذ من حكم السلام والرد عند الجمهور ولعل هذا هو الذي نحا إليه مالك .
9304 ثم ذكر حديث ابن مسعود في التشهد وقد تقدم شرحه مستوفى في كتاب الصلاة والغرض منه قوله فيه " إن الله هو السلام " وهو مطابق لما ترجم له واتفقوا على أن من سلم لم يجزئ في جوابه إلا السلام ولا يجزئ في جوابه صبحت بالخير أو بالسعادة ونحو ذلك .
والنهي عن السلام بالإشارة مخصوص بمن قدر على اللفظ حسا وشرعا وإلا فهي مشروعة لمن يكون في شغل يمنعه من التلفظ بجواب السلام كالمصلي والبعيد والأخرس وكذا السلام على الأصم ولو أتى بالسلام بغير اللفظ العربي هل يستحق الجواب فيه ثلاثة أقوال للعلماء ثالثها يجب لمن يحسن بالعربية .
وقال ابن دقيق العيد : الذي يظهر أن التحية بغير لفظ السلام من باب ترك المستحب وليس بمكروه إلا إن قصد به العدول عن السلام إلى ما هو أظهر في التعظيم من أجل أكابر أهل الدنيا ويجب الرد على الفور فلو أخر ثم استدرك فرد لم يعد جوابا قاله القاضي حسين وجماعة وكأن محله إذا لم يكن عذر ويجب رد جواب السلام في الكتاب ومع الرسول ولو سلم الصبي على بالغ وجب عليه الرد ولو سلم على جماعة فيهم صبي فأجاب أجزأ عنهم في وجه