قوله باب السلام للمعرفة وغير المعرفة أي من يعرفه المسلم ومن لا يعرفه ؛ أي لا يخص بالسلام من يعرفه دون من لا يعرفه . وصدر الترجمة لفظ حديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد بسند صحيح عن ابن مسعود أنه مر برجل ، فقال السلام عليك يا أبا عبد الرحمن ، فرد عليه ثم قال إنه سيأتي على الناس زمان يكون السلام فيه للمعرفة " .
9315 ثم ذكر فيه حديثين ؛ أحدهما حديث عبد الله بن عمر .
قوله حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد ) هو ابن أبي حبيب كما ذكر في رواية قتيبة عن الليث في كتاب الإيمان
قوله عن أبي الخير ) هو مرثد بفتح الميم والمثلثة بينهما راء ساكنة وآخره دال مهملة والإسناد كله بصريون وقد تقدم شرح الحديث في أوائل كتاب الإيمان قال النووي : معنى قوله على من عرفت ومن لم تعرف تسلم على من لقيته ولا تخص ذلك بمن تعرف وفي ذلك إخلاص العمل لله واستعمال التواضع وإفشاء السلام الذي هو شعار هذه الأمة .
قلت وفيه من الفوائد أنه لو ترك السلام على من لم يعرف احتمل أن يظهر أنه من معارفه فقد يوقعه في الاستيحاش منه قال وهذا العموم مخصوص بالمسلم فلا يبتدئ السلام على كافر . قلت قد تمسك به من أجاز ابتداء الكافر بالسلام ، ولا حجة فيه لأن الأصل مشروعية السلام للمسلم فيحمل قوله من عرفت عليه وأما من لم تعرف فلا دلالة فيه بل إن عرف أنه مسلم فذاك وإلا فلو سلم احتياطا لم يمتنع حتى يعرف أنه كافر وقال ابن بطال في مشروعية السلام على غير المعرفة استفتاح للمخاطبة للتأنيس ليكون المؤمنون كلهم إخوة فلا يستوحش أحد من أحد وفي التخصيص ما قد يوقع في الاستيحاش ويشبه صدود المتهاجرين المنهي عنه .
ويؤيده ما أخرجه مسلم ، وقد تقدم nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري أيضا في المبعث من وجه آخر عن أبي ذر في قصة إسلامه أنه قام يلتمس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرفه ويكره أن يسأل عنه فرآه علي فعرفه أنه غريب فاستتبعه حتى دخل به على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم