وقالت طائفة يجوز ابتداؤهم بالسلام فأخرج الطبري من طريق ابن عيينة قال يجوز ابتداء الكافر بالسلام لقوله - تعالى - : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين وقول إبراهيم لأبيه سلام عليك . وأخرج ابن أبي شيبة من طريق عون بن عبد الله عن محمد بن كعب أنه سأل عمر بن عبد العزيز عن ابتداء أهل الذمة بالسلام فقال نرد عليهم ولا نبدؤهم . قال عون فقلت له فكيف تقول أنت ؟ قال ما أرى بأسا أن نبدأهم . قلت لم ؟ قال لقوله - تعالى - : فاصفح عنهم وقل سلام .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بعد أن ساق حديث أبي أمامة إنه كان يسلم على كل من لقيه فسئل عن ذلك فقال : إن الله جعل السلام تحية لأمتنا وأمانا لأهل ذمتنا . هذا رأي أبي أمامة ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في النهي عن ابتدائهم أولى .
وأجاب عياض عن الآية وكذا عن قول إبراهيم عليه السلام لأبيه بأن القصد بذلك المتاركة والمباعدة وليس القصد فيهما التحية وقد صرح بعض السلف بأن قوله - تعالى - : وقل سلام فسوف يعلمون نسخت بآية القتال وقال الطبري : لا مخالفة بين حديث أسامة في سلام النبي - صلى الله عليه وسلم - على الكفار حيث كانوا مع المسلمين وبين حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في النهي عن السلام على الكفار ; لأن حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عام وحديث أسامة خاص فيختص من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ما إذا كان الابتداء لغير سبب ولا حاجة من حق صحبة أو مجاورة أو مكافأة أو نحو ذلك والمراد منع ابتدائهم بالسلام المشروع فأما لو سلم عليهم بلفظ يقتضي خروجهم عنه كأن يقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فهو جائز كما كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل وغيره : سلام على من اتبع الهدى .
وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال السلام على أهل الكتاب إذا دخلت عليهم بيوتهم السلام على من اتبع الهدى وأخرج ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين مثله ومن طريق أبي مالك : إذا سلمت على المشركين فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فيحسبون أنك سلمت عليهم وقد صرفت السلام عنهم قال القرطبي في قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=3504076وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه معناه لا تتنحوا لهم عن الطريق الضيق إكراما لهم واحتراما وعلى هذا فتكون هذه الجملة مناسبة للجملة الأولى في المعنى وليس المعنى إذا لقيتموهم في طريق واسع فألجئوهم إلى حرفه حتى يضيق عليهم لأن ذلك أذى لهم وقد نهينا عن أذاهم بغير سبب