قوله باب استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - أي وقوع الاستغفار منه أو التقدير مقدار استغفاره في كل يوم ولا يحمل على الكيفية لتقدم بيان الأفضل وهو لا يترك الأفضل
قوله قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد عن الزهري " أخبرني أبو سلمة أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا من طريق عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " nindex.php?page=hadith&LINKID=847068أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع الناس فقال يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة وله في حديث الأغر المزني رفعه مثله وهو عنده وعند مسلم بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=815562إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة قال عياض المراد بالغين فترات عن الذكر الذي شأنه أن يداوم عليه فإذا فتر عنه لأمر ما عد ذلك ذنبا فاستغفر عنه وقيل هو شيء يعتري القلب مما يقع من حديث النفس وقيل هو السكينة التي تغشى قلبه والاستغفار لإظهار العبودية لله والشكر لما أولاه وقيل هي حالة خشية وإعظام والاستغفار شكرها ومن ثم قال المحاسبي : خوف المتقربين خوف إجلال وإعظام وقال الشيخ شهاب الدين السهروردي : لا يعتقد أن الغين في حالة نقص بل هو كمال أو تتمة كمال ثم مثل ذلك بجفن العين حين يسبل ليدفع القذى عن العين [ ص: 105 ] مثلا فإنه يمنع العين من الرؤية فهو من هذه الحيثية نقص وفي الحقيقة هو كمال هذا محصل كلامه بعبارة طويلة ، قال فهكذا بصيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - متعرضة للأغيرة الثائرة من أنفاس الأغيار فدعت الحاجة إلى الستر على حدقة بصيرته صيانة لها ووقاية عن ذلك انتهى .
وقد استشكل وقوع الاستغفار من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معصوم والاستغفار يستدعي وقوع معصية وأجيب بعدة أجوبة منها ما تقدم في تفسير الغين ومنها قول nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : هفوات الطباع البشرية لا يسلم منها أحد والأنبياء وإن عصموا من الكبائر فلم يعصموا من الصغائر . كذا قال وهو مفرع على خلاف المختار والراجح عصمتهم من الصغائر أيضا ومنها قول ابن بطال : الأنبياء أشد الناس اجتهادا في العبادة لما أعطاهم الله - تعالى - من المعرفة فهم دائبون في شكره معترفون له بالتقصير ، انتهى ومحصل جوابه أنالاستغفار من التقصير في أداء الحق الذي يجب لله - تعالى - ويحتمل أن يكون لاشتغاله بالأمور المباحة من أكل أو شرب أو جماع أو نوم أو راحة أو لمخاطبة الناس والنظر في مصالحهم ومحاربة عدوهم تارة ومداراته أخرى وتأليف المؤلفة وغير ذلك مما يحجبه عن الاشتغال بذكر الله والتضرع إليه ومشاهدته ومراقبته فيرى ذلك ذنبا بالنسبة إلى المقام العلي وهو الحضور في حظيرة القدس .
ومنها أن استغفاره تشريع لأمته أو من ذنوب الأمة فهو كالشفاعة لهم وقال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي في " الإحياء كان - صلى الله عليه وسلم - دائم الترقي فإذا ارتقى إلى حال رأى ما قبلها دونها فاستغفر من الحالة السابقة وهذا مفرع على أن العدد المذكور في استغفاره كان مفرقا بحسب تعدد الأحوال وظاهر ألفاظ الحديث يخالف ذلك وقال الشيخ السهروردي : لما كان روح النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزل في الترقي إلى مقامات القرب يستتبع القلب والقلب يستتبع النفس ولا ريب أن حركة الروح والقلب أسرع من نهضة النفس فكانت خطا النفس تقصر عن مداهما في العروج فاقتضت الحكمة إبطاء حركة القلب لئلا تنقطع علاقة النفس عنه فيبقى العباد محرومين فكان - صلى الله عليه وسلم - يفزع إلى الاستغفار لقصور النفس عن شأو ترقي القلب والله أعلم . [ ص: 106 ]