باب الاستهام في الأذان ويذكر أن أقواما اختلفوا في الأذان فأقرع بينهم سعد ويذكر أن أقواما اختلفوا في الأذان فأقرع بينهم nindex.php?page=showalam&ids=37سعد
قوله : ( باب الاستهام في الأذان ) ) أي الاقتراع ، ومنه قوله تعالى فساهم فكان من المدحضين قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره : قيل له الاستهام لأنهم كانوا يكتبون أسماءهم على سهام إذا اختلفوا في الشيء فمن خرج سهمه غلب .
قوله : ( ويذكر أن قوما اختلفوا ) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من طريق أبي عبيد كلاهما عن هشيم عن nindex.php?page=showalam&ids=16438عبد الله بن شبرمة قال " تشاح الناس في الأذان بالقادسية فاختصموا إلى nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، فأقرع بينهم . وهذا منقطع . وقد وصله سيف بن عمر في الفتوح nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري من طريقه عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=16438عبد الله بن شبرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=16115شقيق - وهو أبو وائل - قال " افتتحنا القادسية صدر النهار ، فتراجعنا وقد أصيب المؤذن " فذكره وزاد " فخرجت القرعة لرجل منهم فأذن " .
( فائدة : القادسية مكان بالعراق معروف ، نسب إلى قادس رجل نزل به ، وحكى الجوهري أن إبراهيم - عليه السلام - قدس على ذلك المكان فلذلك صار منزلا للحاج ، وكانت به وقعة للمسلمين مشهورة مع [ ص: 115 ] الفرس وذلك في خلافة عمر سنة خمس عشرة ، وكان سعد يومئذ الأمير على الناس .
قوله : ( عن سمي ) بضم أوله بلفظ التصغير .
قوله : ( مولى nindex.php?page=showalam&ids=11947أبي بكر ) أي ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام .
قوله : ( لو يعلم الناس ) قال الطيبي : وضع المضارع موضع الماضي ليفيد استمرار العلم .
قوله : ( ما في النداء ) أي الأذان ، وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15538بشر بن عمر عن مالك عند السراج .
قوله : ( والصف الأول ) زاد أبو الشيخ في رواية له من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " من الخير والبركة " وقال الطيبي : أطلق مفعول يعلم وهو ما ولم يبين الفضيلة ما هي ليفيد ضربا من المبالغة وأنه مما لا يدخل تحت الوصف ، والإطلاق إنما هو في قدر الفضيلة وإلا فقد بينت في الرواية الأخرى بالخير والبركة .
قوله : ( ثم لم يجدوا ) في رواية المستملي والحموي " ثم لا يجدون " وحكى الكرماني أن في بعض الروايات " ثم لا يجدوا " ووجهه بجواز حذف النون تخفيفا ، ولم أقف على هذه الرواية .
قوله : ( إلا أن يستهموا ) أي لم يجدوا شيئا من وجوه الأولوية ، أما في الأذان فبأن يستووا في معرفة الوقت وحسن الصوت ونحو ذلك من شرائط المؤذن وتكملاته ، وأما في الصف الأول فبأن يصلوا دفعة واحدة ، ويستووا في الفضل فيقرع بينهم ، إذا لم يتراضوا فيما بينهم في الحالين . واستدل به بعضهم لمن قال بالاقتصار على مؤذن واحد ، وليس بظاهر لصحة استهام أكثر من واحد في مقابلة أكثر من واحد ، ولأن الاستهام على الأذان يتوجه من جهة التولية من الإمام لما فيه من المزية ، وزعم بعضهم أن المراد بالاستهام هنا الترامي بالسهام ، وأنه أخرج مخرج المبالغة . واستأنس بحديث لفظه nindex.php?page=hadith&LINKID=843623لتجالدوا عليه بالسيوف لكن الذي فهمه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري منه أولى ، ولذلك استشهد له بقصة سعد ، ويدل عليه رواية لمسلم " لكانت قرعة " .
قوله : ( عليه ) أي على ما ذكر ليشمل الأمرين الأذان والصف الأول ، وبذلك يصح تبويب المصنف . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : الهاء عائدة على الصف الأول لا على النداء ، وهو حق الكلام ، لأن الضمير يعود لأقرب مذكور . ونازعه القرطبي وقال : إنه يلزم منه أن يبقى النداء ضائعا لا فائدة له ، قال : والضمير يعود على معنى الكلام المتقدم ، ومثله قوله تعالى ومن يفعل ذلك يلق أثاما أي جميع ذلك .
قوله : ( التهجير ) أي التبكير إلى الصلاة ، قال الهروي : وحمله الخليل وغيره على ظاهره فقالوا : المراد الإتيان إلى صلاة الظهر في أول الوقت ، لأن التهجير مشتق من الهاجرة وهي شدة الحر نصف النهار وهو أول وقت الظهر ، وإلى ذلك مال المصنف كما سيأتي ، ولا يرد على ذلك مشروعية الإبراد لأنه أريد به الرفق ، وأما من ترك قائلته وقصد إلى المسجد لينتظر الصلاة فلا يخفى ما له من الفضل .
قوله : ( لاستبقوا إليه ) قال ابن أبي جمرة المراد بالاستباق معنى لا حسا ، لأن المسابقة على الأقدام حسا تقتضي السرعة في المشي وهو ممنوع منه . انتهى . وسيأتي الكلام على بقية الحديث في " باب فضل صلاة العشاء في الجماعة " قريبا ، ويأتي الكلام على المراد بالصف الأول في أواخر أبواب الإمامة إن شاء الله تعالى .