إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
قوله : وإذا قام قال الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا قال : أبو إسحاق الزجاج النفس التي تفارق الإنسان عند النوم هي التي للتمييز والتي تفارقه عند الموت هي التي للحياة وهي التي يزول معها التنفس وسمي النوم موتا لأنه يزول معه العقل والحركة تمثيلا وتشبيها قاله في النهاية ويحتمل أن يكون المراد بالموت هنا السكون كما قالوا ماتت الريح أي سكنت فيحتمل أن يكون أطلق الموت على النائم بمعنى إرادة سكون حركته لقوله - تعالى - وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه قاله الطيبي : قال وقد يستعار الموت للأحوال الشاقة كالفقر [ ص: 118 ] والذل والسؤال والهرم والمعصية والجهل وقال القرطبي في " المفهم " " النوم والموت يجمعهما انقطاع تعلق الروح بالبدن " وذلك قد يكون ظاهرا وهو النوم ولذا قيل النوم أخو الموت وباطنا وهو الموت فإطلاق الموت على النوم يكون مجازا لاشتراكهما في انقطاع تعلق الروح بالبدن وقال الطيبي : الحكمة في إطلاق الموت على النوم أن انتفاع الإنسان بالحياة إنما هو لتحري رضا الله عنه وقصد طاعته واجتناب سخطه وعقابه فمن نام زال عنه هذا الانتفاع فكان كالميت فحمد الله - تعالى - على هذه النعمة وزوال ذلك المانع .