[ ص: 137 ] قوله باب الدعاء بعد الصلاة أي المكتوبة وفي هذه الترجمة رد على من زعم أن الدعاء بعد الصلاة لا يشرع متمسكا بالحديث الذي أخرجه مسلم من رواية عبد الله بن الحارث عن عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=855220كان النبي - صلى الله عليه وسلم - " إذا سلم لا يثبت إلا قدر ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام . والجواب أن المراد بالنفي المذكور نفي استمراره جالسا على هيئته قبل السلام إلا بقدر أن يقول ما ذكر فقد ثبت أنه " كان إذا صلى أقبل على أصحابه " فيحمل ما ورد من الدعاء بعد الصلاة على أنه كان يقوله بعد أن يقبل بوجهه على أصحابه قال ابن القيم في " الهدي النبوي : وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة سواء الإمام والمنفرد والمأموم فلم يكن ذلك من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أصلا ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن وخص بعضهم ذلك بصلاتي الفجر والعصر ولم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا الخلفاء بعده ولا أرشد إليه أمته وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضا من السنة بعدهما قال وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها وأمر بها فيها قال وهذا اللائق بحال المصلي فإنه مقبل على ربه مناجيه فإذا سلم منها انقطعت المناجاة وانتهى موقفه وقربه فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه وهو مقبل عليه ثم يسأل إذا انصرف عنه ؟ ثم قال لكن الأذكار الواردة بعد المكتوبة يستحب لمن أتى بها أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن يفرغ منها ويدعو بما شاء ويكون دعاؤه عقب هذه العبادة الثانية وهي الذكر لا لكونه دبر المكتوبة .
وقوله في الحديث الأول " حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق " هو ابن راهويه أو ابن منصور nindex.php?page=showalam&ids=17375ويزيد هو ابن هارون وورقاء هو ابن عمر اليشكري وسمي هو مولى أبي صالح .
قوله تابعه nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر هو العمري عن سمي ) يعني في إسناده وفي أصل الحديث لا في العدد المذكور وقد بينت هناك عند شرحه أن ورقاء خالف غيره في قوله عشرا وأن الكل قالوا " ثلاثا وثلاثين " وأن منهم من قال المجموع هذا القدر قلت قد ورد بالذكر العشر في حديث عبد الله بن عمرو وجماعة وحديث عبيد الله بن عمر تقدم موصولا هناك وأغرب الكرماني فقال لما جاء هناك بلفظ الدرجات فقيدها بالعلا وقيد أيضا زيادة في الأعمال من الصوم والحج والعمرة زاد في عدة الأذكار يعني ولما خلت هذه الرواية من ذلك نقص العدد ثم قال على أن مفهوم العدد لا اعتبار به انتهى وكلا الجوابين متعقب أما الأول فمخرج الحديثين واحد وهو من رواية سمي عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وإنما اختلف الرواة عنه في العدد المذكور في الزيادة والنقص فإن أمكن الجمع وإلا فيؤخذ بالراجح فإن استووا فالذي حفظ الزيادة مقدم وأظن سبب الوهم أنه وقع في رواية ابن عجلان nindex.php?page=hadith&LINKID=847173يسبحون ويكبرون ويحمدون في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة فحمله بعضهم على أن العدد المذكور مقسوم على الأذكار الثلاثة فروى الحديث بلفظ إحدى عشرة وألغى بعضهم الكسر فقال عشر والله أعلم وأما الثاني فمرتب على الأول وهو لائق بما إذا اختلف مخارج الحديث أما إذا اتحد المخرج فهو من تصرف الرواة فإذا أمكن الجمع وإلا فالترجيح
قوله ورواه ابن عجلان عن سمي nindex.php?page=showalam&ids=15889ورجاء بن حيوة ) وصله مسلم قال " حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن عجلان " فذكره مقرونا برواية عبيد الله بن عمر كلاهما عن سمي عن أبي صالح به وفي آخره " قال ابن عجلان : فحدثت به رجاء بن حيوة فحدثني بمثله عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " ووصله nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق حيوة بن شريح عن محمد بن عجلان عن nindex.php?page=showalam&ids=15889رجاء بن حيوة وسمي كلاهما عن أبي صالح به وفيه تسبحون الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمدونه ثلاثا وثلاثين وتكبرونه أربعا وثلاثين " وقال في " الأوسط " لم يروه عن رجاء إلا ابن عجلان .
قوله ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير يعني ابن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ) [ ص: 139 ] وصله أبو يعلى في مسنده nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=11997أبي خيثمة عن جرير ووصله nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث جرير بهذا وفيه مثل ما في رواية ابن عجلان من تربيع التكبير وفي سماع أبي صالح من nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء نظر وقد بين nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي الاختلاف فيه على عبد العزيز بن رفيع فأخرجه من رواية الثوري عنه عن أبي عمر الضبي عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء وكذا رواه شريك عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي عمر لكن زاد nindex.php?page=showalam&ids=12328أم الدرداء بين nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء وبين أبي عمر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا ولم يوافق شريك على هذه الزيادة فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا من رواية شعبة عن الحكم عن أبي عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=15941زيد بن أبي أنيسة عن الحكم لكن قال " عن عمر الضبي " فإن كان اسم أبي عمر عمر اتفقت الروايتان لكن جزم nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني بأنه لا يعرف اسمه فكأنه تحرف على الراوي والله أعلم
قوله ورواه سهيل عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) وصله مسلم من رواية روح بن القاسم عن سهيل فساق الحديث بطوله لكن قال فيه تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، قال سهيل : إحدى عشرة وإحدى عشرة وإحدى عشرة فذلك كله ثلاث وثلاثون " وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من رواية الليث عن ابن عجلان عن سهيل بهذا السند بغير قصة ولفظ آخر قال فيه nindex.php?page=hadith&LINKID=847174من قال خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين تكبيرة وثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعني تمام المائة غفرت له خطاياه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وأخرجه أيضا من وجه آخر عن الليث عن ابن عجلان عن سهيل عن عطاء بن يزيد عن بعض الصحابة ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=15941زيد بن أبي أنيسة عن سهيل عن أبي عبيد عن عطاء بن يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وهذا اختلاف شديد على سهيل والمعتمد في ذلك رواية سمي عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة والله أعلم ورواية أبي عبيد عن عطاء بن يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجها مالك في الموطأ لكن لم يرفعه وأوردها مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15800خالد بن عبد الله وإسماعيل بن زكريا كلاهما عن سهيل عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك .