قوله : ( إذا كان له من يخبره ) أي بالوقت ، لأن الوقت في الأصل مبني على المشاهدة ، وعلى هذا القيد يحمل ما روى ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن مسعود وابن الزبير وغيرهما أنهم كرهوا أن يكون المؤذن أعمى ، وأما ما نقله النووي عن أبي حنيفة وداود أن أذان الأعمى لا يصح فقد تعقبه السروجي بأنه غلط على أبي حنيفة ، نعم في المحيط للحنفية أنه يكره .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة ) هو القعنبي ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : تفرد القعنبي بروايته إياه في الموطأ موصولا عن مالك ، ولم يذكر غيره من رواة الموطأ فيه ابن عمر ، ووافقه على وصله عن مالك - خارج الموطأ - عبد الرحمن بن مهدي وعبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=15903وروح بن عبادة وأبو قرة nindex.php?page=showalam&ids=16838وكامل بن طلحة وآخرون ، ووصله عن الزهري جماعة من حفاظ أصحابه .
قوله : ( إن بلالا يؤذن بليل ) فيه إشعار بأن ذلك كان من عادته المستمرة ، وزعم بعضهم أن ابتداء ذلك باجتهاد منه ، وعلى تقدير صحته فقد أقره النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك فصار في حكم المأمور به ، وسيأتي الكلام على تعيين الوقت الذي كان يؤذن فيه من الليل بعد باب .
قوله : ( nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم ) ) اسمه عمرو كما سيأتي موصولا في الصيام وفضائل القرآن ، وقيل : كان اسمه [ ص: 119 ] الحصين فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله ، ولا يمتنع أنه كان له اسمان ، وهو قرشي عامري ، أسلم قديما ، والأشهر في اسم أبيه قيس بن زائدة . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرمه ويستخلفه على المدينة ، وشهد القادسية في خلافة عمر فاستشهد بها ، وقيل رجع إلى المدينة فمات ، وهو الأعمى المذكور في سورة عبس ، واسم أمه عاتكة بنت عبد الله المخزومية . وزعم بعضهم أنه ولد أعمى فكنيت أمه أم مكتوم لانكتام نور بصره ، والمعروف أنه عمي بعد بدر بسنتين .
قوله : ( وكان رجلا أعمى ) ظاهره أن فاعل قال هو ابن عمر ، وبذلك جزم الشيخ الموفق في " المغني " لكن رواه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن أبي خليفة nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي عن يزيد بن سنان كلاهما عن القعنبي فعينا أنه ابن شهاب ، وكذلك رواه إسماعيل بن إسحاق ومعاذ بن المثنى nindex.php?page=showalam&ids=15061وأبو مسلم الكجي الثلاثة عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، والخزاعي عند nindex.php?page=showalam&ids=11868أبي الشيخ ، وتمام عند أبي نعيم ، nindex.php?page=showalam&ids=14274وعثمان الدارمي عند nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، كلهم عن القعنبي . وعلى هذا ففي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إدراج . ويجاب عن ذلك بأنه لا يمنع كون ابن شهاب قاله أن يكون شيخه قاله ، وكذا شيخ شيخه ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من رواية الربيع بن سليمان عن ابن وهب عن يونس nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث جميعا عن ابن شهاب وفيه " قال سالم : وكان رجلا ضرير البصر " ففي هذا أن شيخ ابن شهاب قاله أيضا ، وسيأتي في كتاب الصيام عن المصنف من وجه آخر عن ابن عمر ما يؤدي معناه ، وسنذكر لفظه قريبا ، فثبتت صحة وصله . nindex.php?page=showalam&ids=13283ولابن شهاب فيه شيخ آخر أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب وفيه الزيادة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هو حديث آخر nindex.php?page=showalam&ids=13283لابن شهاب ، وقد وافق ابن إسحاق معمرا فيه عن ابن شهاب .