قوله ( باب لله مائة اسم غير واحدة ) كذا لأبي ذر ولغيره " مائة غير واحد " بالتذكير وكذا اختلف الرواة في هذا في لفظ المتن
قوله ( حفظناه من nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي في مسنده عن سفيان " حدثنا أبو الزناد " وكذا أخرجه أبو نعيم في " المستخرج " من طريقه
قوله رواية في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ولمسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16696عمرو بن محمد الناقد عن سفيان بهذا السند عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وللمصنف في التوحيد من رواية شعيب " عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد بسنده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " غرائب مالك " من رواية عبد الملك بن يحيى بن بكير عن أبيه عن ابن وهب عن مالك بالسند المذكور " nindex.php?page=hadith&LINKID=849071عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال قال الله عز وجل لي تسعة وتسعون اسما . قلت وهذا الحديث رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج أيضا nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عند ابن ماجه من رواية زهير بن محمد عنه وسرد الأسماء ورواه عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد أيضا شعيب بن أبي حمزة كما مضى في الشروط ويأتي في التوحيد وأخرجه الترمذي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن شعيب وسرد الأسماء nindex.php?page=showalam&ids=17000ومحمد بن عجلان عند أبي عوانة nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك عند nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في " غرائب مالك " وقال صحيح عن مالك وليس في الموطأ قدر ما عند أبي نعيم في طرق الأسماء الحسنى nindex.php?page=showalam&ids=12458وعبد الرحمن بن أبي الزناد عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وأبو عوانة nindex.php?page=showalam&ids=16903ومحمد بن إسحاق عند أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة عند أبي نعيم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15731حفص بن ميسرة عنه ورواه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه عند مسلم وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين عند مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الدعاء nindex.php?page=showalam&ids=14907وجعفر الفريابي في الذكر وأبو رافع عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة بن عبد الرحمن عند أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=16572وعطاء بن يسار nindex.php?page=showalam&ids=15985وسعيد المقبري nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب وعبد الله بن شقيق ومحمد بن جبير بن مطعم والحسن البصري أخرجها أبو نعيم بأسانيد عنهم كلها ضعيفة nindex.php?page=showalam&ids=16560وعراك بن مالك عند البزار لكن شك فيه ورويناها في " جزء المعالي " وفي " أمالي الجرفي " من طريقه بغير شك ورواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة سلمان الفارسي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر وعلي وكلها عند أبي نعيم أيضا بأسانيد ضعيفة وحديث علي في " طبقات الصوفية " nindex.php?page=showalam&ids=12067لأبي عبد الرحمن السلمي ، وحديث ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر معا في الجزء الثالث عشر من " أمالي أبي القاسم بن بشران " وفي " فوائد أبي عمر بن حيويه " انتقاء nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني هذا جميع ما وقفت عليه من طرقه وقد أطلق ابن عطية في تفسيره أنه تواتر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فقال في سرد الأسماء نظر فإن بعضها ليس في القرآن ولا في الحديث الصحيح ولم يتواتر الحديث من أصله وإن خرج في الصحيح ولكنه تواتر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة كذا قال ولم يتواتر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا بل [ ص: 219 ] غاية أمره أن يكون مشهورا ولم يقع في شيء من طرقه سرد الأسماء إلا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عند الترمذي وفي رواية زهير بن محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عند ابن ماجه وهذان الطريقان يرجعان إلى رواية nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج وفيهما اختلاف شديد في سرد الأسماء والزيادة والنقص على ما سأشير إليه ووقع سرد الأسماء أيضا في طريق ثالثة أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك " nindex.php?page=showalam&ids=14907وجعفر الفريابي في الذكر من طريق عبد العزيز بن الحصين عن أيوب عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، واختلف العلماء في سرد الأسماء هل هو مرفوع أو مدرج في الخبر من بعض الرواة فمشى كثير منهم على الأول واستدلوا به على جواز تسمية الله - تعالى - بما لم يرد في القرآن بصيغة الاسم ; لأن كثيرا من هذه الأسماء كذلك وذهب آخرون إلى أن التعيين مدرج لخلو أكثر الروايات عنه ونقله عبد العزيز النخشبي عن كثير من العلماء قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم بعد تخريج الحديث من طريق صفوان بن صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بسياق الأسماء الحسنى والعلة فيه عندهما تفرد nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، قال ولا أعلم خلافا عند أهل الحديث أن الوليد أوثق وأحفظ وأجل وأعلم من بشر بن شعيب nindex.php?page=showalam&ids=16633وعلي بن عياش وغيرهما من أصحاب شعيب يشير إلى أن بشرا وعليا وأبا اليمان رووه عن شعيب بدون سياق الأسماء فرواية أبي اليمان عند المصنف ورواية علي عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ورواية بشر عند nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وليست العلة عند الشيخين تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : يحتمل أن يكون التعيين وقع من بعض الرواة في الطريقين معا ولهذا وقع الاختلاف الشديد بينهما ولهذا الاحتمال ترك الشيخان تخريج التعيين وقال الترمذي بعد أن أخرجه من طريق الوليد : هذا حديث غريب حدثنا به غير واحد عن صفوان ولا نعرفه إلا من حديث صفوان وهو ثقة وقد روي من غير وجه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ولا نعلم في شيء من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذه الطريق وقد روي بإسناد آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فيه ذكر الأسماء وليس له إسناد صحيح انتهى ولم ينفرد به صفوان فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق موسى بن أيوب النصيبي وهو ثقة عن الوليد أيضا وقد اختلف في سنده على الوليد فأخرجه عثمان الدارمي في " النقض على المريسي " عن هشام بن عمار عن الوليد فقال عن خليد بن دعلج عن قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فذكره بدون التعيين قال الوليد وحدثنا سعيد بن عبد العزيز مثل ذلك وقال كلها في القرآن هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وسرد الأسماء وأخرجه أبو الشيخ ابن حبان من رواية أبي عامر القرشي عن nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم بسند آخر فقال حدثنا زهير بن محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال زهير : فبلغنا أن غير واحد من أهل العلم قال إن أولها أن تفتتح بلا إله إلا الله وسرد الأسماء وهذه الطريق أخرجها ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=12510وابن أبي عاصم nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد لكن سرد الأسماء أولا فقال بعد قوله من حفظها دخل الجنة الله الواحد الصمد إلخ ثم قال بعد أن انتهى العد : قال زهير فبلغنا عن غير واحد من أهل العلم أن أولها يفتتح بلا إله إلا الله له الأسماء الحسنى قلت nindex.php?page=showalam&ids=15500والوليد بن مسلم أوثق من عبد الملك بن محمد الصنعاني ورواية الوليد تشعر بأن التعيين مدرج ، وقد تكرر في رواية الوليد عن زهير ثلاثة أسماء وهي " الأحد الصمد الهادي " ووقع بدلها في رواية عبد الملك " المقسط القادر الوالي " وعند الوليد أيضا " الوالي الرشيد " وعند عبد الملك " الوالي الراشد " وعند الوليد " العادل المنير " وعند عبد الملك " الفاطر القاهر " واتفقا في البقية وأما رواية الوليد عن شعيب وهي أقرب الطرق إلى الصحة وعليها عول غالب من شرح الأسماء الحسنى فسياقها عند الترمذي هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم [ ص: 220 ] الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرءوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور " وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=12011أبي زرعة الدمشقي عن صفوان بن صالح فخالف في عدة أسماء فقال " القائم الدائم " بدل " القابض الباسط " و " الشديد " بدل " الرشيد " و " الأعلى المحيط مالك يوم الدين " بدل " الودود المجيد الحكيم " ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن الحسن بن سفيان عن صفوان " الرافع " بدل المانع ووقع في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في رواية صفوان أيضا مخالفة في بعض الأسماء قال " الحاكم " بدل " الحكيم " و " القريب " بدل " الرقيب " و " المولى " بدل " الوالي " و " الأحد " بدل " المغني " ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وابن منده من طريق موسى بن أيوب عن الوليد " المغيث " بالمعجمة والمثلثة بدل " المقيت " بالقاف والمثناة ووقع بين رواية زهير وصفوان المخالفة في ثلاثة وعشرين اسما فليس في رواية زهير " الفتاح القهار الحكم العدل الحسيب الجليل المحصي المقتدر المقدم المؤخر البر المنتقم المغني النافع الصبور البديع الغفار الحفيظ الكبير الواسع الأحد مالك الملك ذو الجلال والإكرام " وذكر بدلها " الرب الفرد الكافي القاهر المبين بالموحدة الصادق الجميل البادي بالدال القديم البار بتشديد الراء الوفي البرهان الشديد الواقي بالقاف القدير الحافظ العادل المعطي العالم الأحد الأبد الوتر ذو القوة " ووقع في رواية عبد العزيز بن الحصين اختلاف آخر فسقط فيها مما في رواية صفوان من " القهار " إلى تمام خمسة عشر اسما على الولاء وسقط منها أيضا " القوي الحليم الماجد القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل المقسط الجامع الضار النافع الوالي الرب " فوقع فيها مما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة المذكورة آنفا ثمانية عشر اسما على الولاء وفيها أيضا " الحنان المنان الجليل الكفيل المحيط القادر الرفيع الشاكر الأكرم الفاطر الخلاق الفاتح المثيب بالمثلثة ثم الموحدة العلام المولى النصير ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الإله المدبر بتشديد الموحدة " قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : إنما أخرجت رواية عبد العزيز بن الحصين شاهدا لرواية الوليد عن شعبة لأن الأسماء التي زادها على الوليد كلها في القرآن كذا قال وليس كذلك وإنما تؤخذ من القرآن بضرب من التكلف لا أن جميعها ورد فيه بصورة الأسماء وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي في " شرح الأسماء " له لا أعرف أحدا من العلماء عني بطلب أسماء وجمعها سوى رجل من حفاظ المغرب يقال له علي بن حزم فإنه قال صح عندي قريب من ثمانين اسما يشتمل عليها كتاب الله والصحاح من الأخبار فلتطلب البقية من الأخبار الصحيحة قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي : وأظنه لم يبلغه الحديث يعني الذي أخرجه الترمذي أو بلغه فاستضعف إسناده قلت الثاني هو مراده فإنه ذكر نحو ذلك في " المحلى " ثم قال والأحاديث الواردة في سرد الأسماء ضعيفة لا يصح شيء منها أصلا وجميع ما تتبعته من القرآن ثمانية وستون اسما فإنه اقتصر على ما ورد فيه بصورة الاسم لا ما يؤخذ من الاشتقاق كالباقي من قوله - تعالى - ويبقى وجه ربك ولا ما ورد مضافا كالبديع من قوله - تعالى - بديع السماوات والأرض وسأبين الأسماء التي اقتصر عليها قريبا وقد استضعف الحديث أيضا جماعة فقال الداودي : لم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عين الأسماء المذكورة وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي يحتمل أن تكون الأسماء تكملة الحديث المرفوع ويحتمل أن تكون من جمع بعض الرواة وهو الأظهر عندي وقال أبو الحسن القابسي : أسماء الله وصفاته لا تعلم إلا بالتوقيف من الكتاب أو السنة أو الإجماع ولا يدخل فيها القياس ولم يقع في الكتاب ذكر عدد معين وثبت في السنة أنها تسعة وتسعون فأخرج بعض الناس من الكتاب تسعة وتسعين اسما والله أعلم بما أخرج من ذلك ; لأن بعضها [ ص: 221 ] ليست أسماء يعني صريحة ونقل الفخر الرازي عن أبي زيد البلخي أنه طعن في حديث الباب فقال أما الرواية التي لم يسرد فيها الأسماء وهي التي اتفقوا على أنها أقوى من الرواية التي سردت فيها الأسماء فضعيفة من جهة أن الشارع ذكر هذا العدد الخاص ويقول إن من أحصاه دخل الجنة ثم لا يسأله السامعون عن تفصيلها وقد علمت شدة رغبة الخلق في تحصيل هذا المقصود فيمتنع أن لا يطالبوه بذلك ولو طالبوه لبينها لهم ولو بينها لما أغفلوه ولنقل ذلك عنهم وأما الرواية التي سردت فيها الأسماء فيدل على ضعفها عدم تناسبها في السياق ولا في التوقيف ولا في الاشتقاق ; لأنه إن كان المراد الأسماء فقط فغالبها صفات وإن كان المراد الصفات فالصفات غير متناهية وأجاب الفخر الرازي عن الأول بجواز أن يكون المراد من عدم تفسيرها أن يستمروا على المواظبة بالدعاء بجميع ما ورد من الأسماء رجاء أن يقعوا على تلك الأسماء المخصوصة كما أبهمت ساعة الجمعة وليلة القدر والصلاة الوسطى وعن الثاني بأن سردها إنما وقع بحسب التتبع والاستقراء على الراجح فلم يحصل الاعتناء بالتناسب وبأن المراد من أحصى هذه الأسماء دخل الجنة بحسب ما وقع الاختلاف في تفسير المراد بالإحصاء فلم يكن القصد حصر الأسماء انتهى وإذا تقرر رجحان أن سرد الأسماء ليس مرفوعا فقد اعتنى جماعة بتتبعها من القرآن من غير تقييد بعدد فروينا في " كتاب المائتين " nindex.php?page=showalam&ids=14618لأبي عثمان الصابوني بسنده إلى محمد بن يحيى الذهلي أنه استخرج الأسماء من القرآن وكذا أخرج أبو نعيم عن nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن أحمد بن عمرو الخلال عن ابن أبي عمرو " حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين سألت أبا جعفر بن محمد الصادق عن الأسماء الحسنى فقال هي في القرآن وروينا في " فوائد تمام " من طريق أبي الطاهر بن السرح عن حبان بن نافع عن سفيان بن عيينة الحديث يعني حديث إن لله تسعة وتسعين اسما قال فوعدنا سفيان أن يخرجها لنا من القرآن فأبطأ فأتينا أبا زيد فأخرجها لنا فعرضناها على سفيان فنظر فيها أربع مرات وقال نعم هي هذه وهذا سياق ما ذكره جعفر . وأبو زيد قالا ففي الفاتحة خمسة " الله رب الرحمن الرحيم مالك " وفي البقرة " محيط قدير عليم حكيم علي عظيم تواب بصير ولي واسع كاف رءوف بديع شاكر واحد سميع قابض باسط حي قيوم غني حميد غفور حليم " وزاد جعفر " إله قريب مجيب عزيز نصير قوي شديد سريع خبير " قالا : وفي آل عمران " وهاب قائم " زاد جعفر الصادق " باعث منعم متفضل " وفي النساء " رقيب حسيب شهيد مقيت وكيل " زاد جعفر " علي كبير " وزاد سفيان " عفو " وفي الأنعام " فاطر قاهر " وزاد جعفر " مميت غفور برهان " وزاد سفيان " لطيف خبير قادر " وفي الأعراف " محيي مميت " وفي الأنفال " نعم المولى ونعم النصير " وفي هود " حفيظ مجيد ودود فعال لما يريد " زاد سفيان " قريب مجيب " وفي الرعد " كبير متعال " وفي إبراهيم " منان " زاد جعفر " صادق وارث " وفي الحجر " خلاق " وفي مريم " صادق وارث " زاد جعفر " فرد " وفي طه عند جعفر وحده " غفار " وفي المؤمنين " كريم " وفي النور " حق مبين " زاد سفيان " نور " وفي الفرقان " هاد " وفي سبأ " فتاح " وفي الزمر " عالم " عند جعفر وحده وفي المؤمن " غافر قابل ذو الطول " زاد سفيان " شديد " وزاد جعفر " رفيع " وفي الذاريات " رزاق ذو القوة المتين " بالتاء وفي الطور " بر " وفي اقتربت " مقتدر " زاد جعفر " مليك " وفي الرحمن " ذو الجلال والإكرام " زاد جعفر " رب المشرقين ورب المغربين باق معين " وفي الحديد " أول آخر ظاهر باطن " وفي الحشر " قدوس سلام مؤمن مهيمن عزيز جبار متكبر خالق بارئ مصور " زاد جعفر " ملك " وفي البروج " مبدئ معيد " وفي الفجر " وتر " عند جعفر وحده وفي الإخلاص " أحد صمد " هذا آخر ما رويناه عن جعفر وأبي زيد وتقرير سفيان من تتبع الأسماء من القرآن وفيها اختلاف شديد وتكرار وعدة أسماء لم ترد بلفظ الاسم وهي " صادق منعم [ ص: 222 ] متفضل منان مبدئ معيد باعث قابض باسط برهان معين مميت باقي " ووقفت في كتاب " المقصد الأسنى " لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الزاهد أنه تتبع الأسماء من القرآن فتأملته فوجدته كرر أسماء وذكر مما لم أره فيه بصيغة الاسم " الصادق والكاشف والعلام " وذكر من المضاف " الفالق " من قوله فالق الحب والنوى وكان يلزمه أن يذكر القابل من قوله قابل التوب وقد تتبعت ما بقي من الأسماء مما ورد في القرآن بصيغة الاسم مما لم يذكر في رواية الترمذي وهي " الرب الإله المحيط القدير الكافي الشاكر الشديد القائم الحاكم الفاطر الغافر القاهر المولى النصير الغالب الخالق الرفيع المليك الكفيل الخلاق الأكرم الأعلى المبين بالموحدة الحفي بالحاء المهملة والفاء القريب الأحد الحافظ " فهذه سبعة وعشرون اسما إذا انضمت إلى الأسماء التي وقعت في رواية الترمذي مما وقعت في القرآن بصيغة الاسم تكمل بها التسعة والتسعون وكلها في القرآن لكن بعضها بإضافة كالشديد من شديد العقاب والرفيع من رفيع الدرجات والقائم من قوله قائم على كل نفس بما كسبت والفاطر من فاطر السماوات والقاهر من وهو القاهر فوق عباده والمولى والنصير من نعم المولى ونعم النصير والعالم من عالم الغيب والخالق من قوله خالق كل شيء والغافر من غافر الذنب والغالب من والله غالب على أمره والرفيع من رفيع الدرجات والحافظ من قوله فالله خير حافظا ومن قوله وإنا له لحافظون وقد وقع نحو ذلك من الأسماء التي في رواية الترمذي وهي المحيي من قوله لمحيي الموتى والمالك من قوله مالك الملك والنور من قوله نور السماوات والأرض والبديع من قوله بديع السماوات والأرض والجامع من قوله جامع الناس والحكم من قوله : أفغير الله أبتغي حكما والوارث من قوله ونحن الوارثون والأسماء التي تقابل هذه مما وقع في رواية الترمذي مما لم تقع في القرآن بصيغة الاسم وهي سبعة وعشرون اسما " القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل العدل الجليل الباعث المحصي المبدئ المعيد المميت الواجد الماجد المقدم المؤخر الوالي ذو الجلال والإكرام المقسط المغني المانع الضار النافع الباقي الرشيد الصبور " فإذا اقتصر من رواية الترمذي على ما عدا هذه الأسماء وأبدلت بالسبعة والعشرين التي ذكرتها خرج من ذلك تسعة وتسعون اسما كلها في القرآن واردة بصيغة الاسم ومواضعها كلها ظاهرة من القرآن إلا قوله الحفي فإنه في سورة مريم في قول إبراهيم سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا وقل من نبه على ذلك ولا يبقى بعد ذلك إلا النظر في الأسماء المشتقة من صفة واحدة مثل " القدير والمقتدر والقادر والغفور والغفار والغافر والعلي والأعلى والمتعال والملك والمليك والمالك والكريم والأكرم والقاهر والقهار والخالق والخلاق والشاكر والشكور والعالم والعليم " فأما أن يقال لا يمنع ذلك من عدها فإن فيها التغاير في الجملة فإن بعضها يزيد بخصوصية على الآخر ليست فيه وقد وقع الاتفاق على أن الرحمن الرحيم اسمان مع كونهما مشتقين من صفة واحدة ولو منع من عد ذلك للزم أن لا يعد ما يشترك الاسمان فيه مثلا من حيث المعنى مثل الخالق البارئ المصور لكنها عدت لأنها ولو اشتركت في معنى الإيجاد والاختراع فهي مغايرة من جهة أخرى وهي أن الخالق يفيد القدرة على الإيجاد والبارئ يفيد الموجد لجوهر المخلوق والمصور يفيد خالق الصورة في تلك الذات المخلوقة وإذا كان ذلك لا يمنع المغايرة لم يمتنع عدها أسماء مع ورودها والعلم عند الله - تعالى - . وهذا سردها لتحفظ ولو كان في ذلك إعادة لكنه يغتفر لهذا القصد " الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار التواب الوهاب الخلاق الرزاق الفتاح العليم الحليم العظيم الواسع الحكيم الحي القيوم السميع البصير اللطيف الخبير العلي الكبير المحيط القدير المولى النصير الكريم الرقيب القريب المجيب الوكيل الحسيب الحفيظ المقيت الودود المجيد الوارث الشهيد الولي الحميد الحق المبين القوي المتين الغني المالك الشديد القادر المقتدر القاهر الكافي الشاكر المستعان الفاطر البديع الغافر الأول [ ص: 223 ] الآخر الظاهر الباطن الكفيل الغالب الحكم العالم الرفيع الحافظ المنتقم القائم المحيي الجامع المليك المتعالي النور الهادي الغفور الشكور العفو الرءوف الأكرم الأعلى البر الحفي الرب الإله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد "
قوله لله تسعة وتسعون في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي إن لله تسعة وتسعين وكذا في رواية شعيب .
قوله اسما كذا في معظم الروايات بالنصب على التمييز وحكى السهيلي أنه روي بالجر وخرجه على لغة من يجعل الإعراب في النون ويلزم الجمع الياء فيقول كم سنينك برفع النون وعددت سنينك بالنصب وكم مر من سنينك بكسر النون ومنه قول الشاعر "
وقد جاوزت حد الأربعين
" بكسر النون فعلامة النصب في الرواية فتح النون وحذف التنوين لأجل الإضافة وقوله ( مائة بالرفع والنصب على البدل في الروايتين
قوله ( إلا واحدة ) قال ابن بطال كذا وقع هنا ولا يجوز في العربية ، قال ووقع في رواية شعيب في الاعتصام " إلا واحدا " بالتذكير وهو الصواب كذا قال وليست الرواية المذكورة في الاعتصام بل في التوحيد وليست الرواية التي هنا خطأ بل وجهوها وقد وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي هنا " مائة غير واحد " بالتذكير أيضا وخرج التأنيث على إرادة التسمية وقال السهيلي بل أنث الاسم لأنه كلمة واحتج بقول nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : الكلمة اسم أو فعل أو حرف فسمى الاسم كلمة وقال ابن مالك : أنث باعتبار معنى التسمية أو الصفة أو الكلمة وقال جماعة من العلماء الحكمة في قوله " مائة غير واحد " بعد قوله " تسعة وتسعون " أن يتقرر ذلك في نفس السامع جمعا بين جهتي الإجمال والتفصيل أو دفعا للتصحيف الخطي والسمعي واستدل به على صحة استثناء القليل من الكثير وهو متفق عليه وأبعد من استدل به على جواز الاستثناء مطلقا حتى يدخل استثناء الكثير حتى لا يبقى إلا القليل وأغرب الداودي فيما حكاه عنه ابن التين فنقل الاتفاق على الجواز وأن من أقر ثم استثنى عمل باستثنائه حتى لو قال له علي ألف إلا تسعمائة وتسعة وتسعين أنه لا يلزمه إلا واحد وتعقبه ابن التين فقال ذهب إلى هذا في الإقرار جماعة وأما نقل الاتفاق فمردود فالخلاف ثابت حتى في مذهب مالك وقد قال أبو الحسن اللخمي منهم لو قال أنت طالق ثلاثا إلا ثنتين وقع عليه ثلاث ونقل عبد الوهاب وغيره عن عبد الملك وغيره أنه لا يصح استثناء الكثير من القليل ومن لطيف أدلتهم أن من قال صمت الشهر إلا تسعا وعشرين يوما يستهجن لأنه لم يصم إلا يوما واليوم لا يسمى شهرا وكذا من قال لقيت القوم جميعا إلا بعضهم ويكون ما لقي إلا واحدا قلت والمسألة مشهورة فلا يحتاج إلى الإطالة فيها . وقد اختلف في هذا العدد هل المراد به حصر الأسماء الحسنى في هذه العدة أو أنها أكثر من ذلك ولكن اختصت هذه بأن من أحصاها دخل الجنة ؟ فذهب الجمهور إلى الثاني ونقل النووي اتفاق العلماء عليه فقال ليس في الحديث حصر أسماء الله - تعالى - ، وليس معناه أنه ليس له اسم غير هذه التسعة والتسعين وإنما مقصود الحديث أن هذه الأسماء من أحصاها دخل الجنة فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء ويؤيده قوله : - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن مسعود الذي أخرجه أحمد وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=hadith&LINKID=849072أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك وعند مالك عن كعب الأحبار في دعاء nindex.php?page=hadith&LINKID=3504129وأسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم وأورد الطبري عن قتادة نحوه ومن حديث عائشة أنها دعت بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو ذلك وسيأتي في الكلام على الاسم الأعظم وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : في هذا الحديث إثبات هذه الأسماء المخصوصة بهذا العدد وليس فيه منع ما عداها من [ ص: 224 ] الزيادة وإنما للتخصيص لكونها أكثر الأسماء وأبينها معاني وخبر المبتدأ في الحديث هو قوله : من أحصاها " لا قوله " لله " وهو كقولك لزيد ألف درهم أعدها للصدقة أو لعمرو مائة ثوب من زاره ألبسه إياها وقال القرطبي في " المفهم " نحو ذلك ونقل ابن بطال عن القاضي أبي بكر بن الطيب قال ليس في الحديث دليل على أنه ليس لله من الأسماء إلا هذه العدة وإنما معنى الحديث أن من أحصاها دخل الجنة ويدل على عدم الحصر أن أكثرها صفات وصفات الله لا تتناهى وقيل إن المراد الدعاء بهذه الأسماء لأن الحديث مبني على قوله ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها فذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها تسعة وتسعون فيدعى بها ولا يدعى بغيرها حكاه ابن بطال عن المهلب وفيه نظر لأنه ثبت في أخبار صحيحة الدعاء بكثير من الأسماء التي لم ترد في القرآن كما في حديث ابن عباس في قيام الليل " أنت المقدم وأنت المؤخر " وغير ذلك وقال الفخر الرازي : لما كانت الأسماء من الصفات وهي إما ثبوتية حقيقية كالحي أو إضافية كالعظيم وإما سلبية كالقدوس وإما من حقيقية وإضافية كالقدير أو من سلبية إضافية كالأول والآخر وإما من حقيقية وإضافية سلبية كالملك والسلوب غير متناهية لأنه عالم بلا نهاية قادر على ما لا نهاية له فلا يمتنع أن يكون له من ذلك اسم فيلزم أن لا نهاية لأسمائه وحكى nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي عن بعضهم أن لله ألف اسم قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي وهذا قليل فيها ونقل الفخر الرازي عن بعضهم أن لله أربعة آلاف اسم استأثر بعلم ألف منها وأعلم الملائكة بالبقية والأنبياء بألفين منها وسائر الناس بألف وهذه دعوى تحتاج إلى دليل واستدل بعضهم لهذا القول بأنه ثبت في نفس حديث الباب أنه وتر يحب الوتر والرواية التي سردت فيها الأسماء لم يعد فيها الوتر فدل على أن له اسما آخر غير التسعة والتسعين وتعقبه من ذهب إلى الحصر في التسعة والتسعين nindex.php?page=showalam&ids=13064كابن حزم بأن الخبر الوارد لم يثبت رفعه وإنما هو مدرج كما تقدمت الإشارة إليه واستدل أيضا على عدم الحصر بأنه مفهوم عدد وهو ضعيف وابن حزم ممن ذهب إلى الحصر في العدد المذكور ، وهو لا يقول بالمفهوم أصلا ولكنه احتج بالتأكيد في قوله - صلى الله عليه وسلم - " مائة إلا واحدا " قال لأنه لو جاز أن يكون له اسم زائد على العدد المذكور لزم أن يكون له مائة اسم فيبطل قوله مائة إلا واحدا وهذا الذي قاله ليس بحجة على ما تقدم ; لأن الحصر المذكور عندهم باعتبار الوعد الحاصل لمن أحصاها فمن ادعى على أن الوعد وقع لمن أحصى زائدا على ذلك أخطأ ولا يلزم من ذلك أن لا يكون هناك اسم زائد واحتج بقوله - تعالى - ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه وقد قال أهل التفسير من الإلحاد في أسمائه تسميته بما لم يرد في الكتاب أو السنة الصحيحة وقد ذكر منها في آخر سورة الحشر عدة وختم ذلك بأن قال له الأسماء الحسنى قال وما يتخيل من الزيادة في العدة المذكورة لعله مكرر معنى وإن تغاير لفظا كالغافر والغفار والغفور مثلا فيكون المعدود من ذلك واحدا فقط فإذا اعتبر ذلك وجمعت الأسماء الواردة نصا في القرآن وفي الصحيح من الحديث لم تزد على العدد المذكور وقال غيره المراد بالأسماء الحسنى في قوله - تعالى - ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ما جاء في الحديث إن لله تسعة وتسعين اسما فإن ثبت الخبر الوارد في تعيينها وجب المصير إليه وإلا فليتتبع من الكتاب العزيز والسنة الصحيحة فإن التعريف في الأسماء للعهد فلا بد من المعهود فإنه أمر بالدعاء بها ونهى عن الدعاء بغيرها فلا بد من وجود المأمور به قلت والحوالة على الكتاب العزيز أقرب ، وقد حصل بحمد الله تتبعها كما قدمته وبقي أن يعمد إلى ما تكرر لفظا ومعنى من القرآن فيقتصر عليه ويتتبع من الأحاديث الصحيحة تكملة العدة المذكورة فهو نمط آخر من التتبع عسى الله أن يعين عليه بحوله وقوته آمين
[ ص: 225 ] ( فصل ) وأما الحكمة في القصر على العدد المخصوص فذكر الفخر الرازي عن الأكثر أنه تعبد لا يعقل معناه كما قيل في عدد الصلوات وغيرها ونقل عن أبي خلف محمد بن عبد الملك الطبري السلمي قال إنما خص هذا العدد إشارة إلى أن الأسماء لا تؤخذ قياسا وقيل الحكمة فيه أن معاني الأسماء ولو كانت كثيرة جدا موجودة في التسعة والتسعين المذكورة وقيل الحكمة فيه أن العدد زوج وفرد والفرد أفضل من الزوج ومنتهى الأفراد من غير تكرار تسعة وتسعون لأن مائة وواحدا يتكرر فيه الواحد وإنما كان الفرد أفضل من الزوج لأن الوتر أفضل من الشفع لأن الوتر من صفة الخالق والشفع من صفة المخلوق والشفع يحتاج للوتر من غير عكس وقيل الكمال في العدد حاصل في المائة لأن الأعداد ثلاثة أجناس آحاد وعشرات ومئات والألف مبتدأ لآحاد أخر فأسماء الله مائة استأثر الله منها بواحد وهو الاسم الأعظم فلم يطلع عليه أحد فكأنه قيل مائة لكن واحد منها عند الله وقال غيره ليس الاسم الذي يكمل المائة مخفيا بل هو الجلالة وممن جزم بذلك السهيلي فقال الأسماء الحسنى مائة على عدد درجات الجنة والذي يكمل المائة الله ويؤيده قوله - تعالى - : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها فالتسعة والتسعون لله فهي زائدة عليه وبه تكمل المائة واستدل بهذا الحديث على أن الاسم هو المسمى حكاه أبو القاسم القشيري في " شرح أسماء الله الحسنى " فقال في هذا الحديث دليل على أن الاسم هو المسمى إذ لو كان غيره كانت الأسماء غيره لقوله - تعالى - ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ثم قال والمخلص من ذلك أن المراد بالاسم هنا التسمية وقال الفخر الرازي : المشهور من قول أصحابنا أن الاسم نفس المسمى وغير التسمية وعند المعتزلة الاسم نفس التسمية وغير المسمى واختار nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي أن الثلاثة أمور متباينة وهو الحق عندي ; لأن الاسم إن كان عبارة عن اللفظ الدال على الشيء بالوضع وكان المسمى عبارة عن نفس ذلك الشيء المسمى فالعلم الضروري حاصل بأن الاسم غير المسمى وهذا مما لا يمكن وقوع النزاع فيه وقال أبو العباس القرطبي في " المفهم : الاسم في العرف العام هو الكلمة الدالة على شيء مفرد وبهذا الاعتبار لا فرق بين الاسم والفعل والحرف إذ كل واحد منها يصدق عليه ذلك وإنما التفرقة بينها باصطلاح النحاة وليس ذلك من غرض المبحث هنا وإذا تقرر هذا عرف غلط من قال إن الاسم هو المسمى حقيقة كما زعم بعض الجهلة فألزم أن من قال نار احترق فلم يقدر على التخلص من ذلك وأما النحاة فمرادهم بأن الاسم هو المسمى أنه من حيث إنه لا يدل إلا عليه ولا يقصد إلا هو فإن كان ذلك الاسم من الأسماء الدالة على ذات المسمى دل عليها من غير مزيد أمر آخر وإن كان من الأسماء الدالة على معنى زائد دل على أن تلك الذات منسوبة إلى ذلك الزائد خاصة دون غيره وبيان ذلك أنك إذا قلت زيد مثلا فهو يدل على ذات متشخصة في الوجود من غير زيادة ولا نقصان فإن قلت العالم دل على أن تلك الذات منسوبة للعلم ومن هذا صح عقلا أن تتكثر الأسماء المختلفة على ذات واحدة ولا توجب تعددا فيها ولا تكثيرا قال وقد خفي هذا على بعضهم ففر منه هربا من لزوم تعدد في ذات الله - تعالى - فقال إن المراد بالاسم التسمية ورأى أن هذا يخلصه من التكثر وهذا فرار من غير مفر إلى مفر وذلك أن التسمية إنما هي وضع الاسم وذكر الاسم فهي نسبة الاسم إلى مسماه فإذا قلنا لفلان تسميتان اقتضى أن له اسمين ننسبهما إليه فبقي الإلزام على حاله من ارتكاب التعسف ثم قالالقرطبي : وقد يقال الاسم هو المسمى على إرادة أن هذه الكلمة التي هي الاسم تطلق ويراد بها المسمى كما قيل ذلك في قوله - تعالى - : سبح اسم ربك الأعلى أي سبح ربك فأريد بالاسم المسمى وقال غيره التحقيق في ذلك أنك إذا سميت شيئا باسم فالنظر في ثلاثة أشياء ذلك الاسم وهو اللفظ ومعناه قبل التسمية ، ومعناه بعدها وهو الذات التي أطلق عليها اللفظ والذات واللفظ متغايران قطعا والنحاة إنما يطلقونه على اللفظ لأنهم إنما يتكلمون في الألفاظ وهو غير [ ص: 226 ] مسمى قطعا والذات هي المسمى قطعا وليست هي الاسم قطعا والخلاف في الأمر الثالث وهو معنى اللفظ قبل التلقيب فالمتكلمون يطلقون الاسم عليه ثم يختلفون في أنه الثالث أو لا فالخلاف حينئذ إنما هو في الاسم المعنوي هل هو المسمى أو لا لا في الاسم اللفظي والنحوي لا يطلق الاسم على غير اللفظ لأنه محط صناعته والمتكلم لا ينازعه في ذلك ولا يمنع إطلاق اسم المدلول على الدال وإنما يزيد عليه شيئا آخر دعاه إلى تحقيقه ذكر الأسماء والصفات وإطلاقها على الله - تعالى - قال ومثال ذلك أنك إذا قلت جعفر لقبه أنف الناقة فالنحوي يريد باللقب لفظ أنف الناقة والمتكلم يريد معناه وهو ما يفهم منه من مدح أو ذم ولا يمنع ذلك قول النحوي اللقب لفظ يشعر بضعة أو رفعة ; لأن اللفظ يشعر بذلك لدلالته على المعنى والمعنى في الحقيقة هو المقتضي للضعة والرفعة وذات جعفر هي الملقبة عند الفريقين وبهذا يظهر أن الخلاف في أن الاسم هو المسمى أو غير المسمى خاص بأسماء الأعلام المشتقة ثم قال القرطبي : فأسماء الله وإن تعددت فلا تعدد في ذاته ولا تركيب لا محسوسا كالجسميات ولا عقليا كالمحدودات وإنما تعددت الأسماء بحسب الاعتبارات الزائدة على الذات ثم هي من جهة دلالتها على أربعة أضرب الأول ما يدل على الذات مجردة كالجلالة فإنه يدل عليه دلالة مطلقة غير مقيدة وبه يعرف جميع أسمائه فيقال الرحمن مثلا من أسماء الله ولا يقال الله من أسماء الرحمن ولهذا كان الأصح أنه اسم علم غير مشتق وليس بصفة الثاني ما يدل على الصفات الثابتة للذات كالعليم والقدير والسميع والبصير الثالث ما يدل على إضافة أمر ما إليه كالخالق والرازق الرابع ما يدل على سلب شيء عنه كالعلي والقدوس وهذه الأقسام الأربعة منحصرة في النفي والإثبات واختلف في الأسماء الحسنى هل هي توقيفية بمعنى أنه لا يجوز لأحد أن يشتق من الأفعال الثابتة لله أسماء إلا إذا ورد نص إما في الكتاب أو السنة فقال الفخر : المشهور عن أصحابنا أنها توقيفية وقالت المعتزلة والكرامية : إذا دل العقل على أن معنى اللفظ ثابت في حق الله جاز إطلاقه على الله وقال القاضي أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=14847والغزالي : الأسماء توقيفية دون الصفات قال وهذا هو المختار واحتج nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي بالاتفاق على أنه لا يجوز لنا أن نسمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه وكذا كل كبير من الخلق قال فإذا امتنع ذلك في حق المخلوقين فامتناعه في حق الله أولى واتفقوا على أنه لا يجوز أن يطلق عليه اسم ولا صفة توهم نقصا ولو ورد ذلك نصا فلا يقال ماهد ولا زارع ولا فالق ولا نحو ذلك وإن ثبت في قوله : فنعم الماهدون ، أم نحن الزارعون ، فالق الحب والنوى ونحوها ولا يقال له ماكر ولا بناء وإن ورد ومكر الله ، والسماء بنيناها وقال أبو القاسم القشيري : الأسماء تؤخذ توقيفا من الكتاب والسنة والإجماع فكل اسم ورد فيها وجب إطلاقه في وصفه وما لم يرد لا يجوز ولو صح معناه وقال nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق الزجاج : لا يجوز لأحد أن يدعو الله بما لم يصف به نفسه والضابط أن كل ما أذن الشرع أن يدعى به سواء كان مشتقا أو غير مشتق فهو من أسمائه وكل ما جاز أن ينسب إليه سواء كان مما يدخله التأويل أو لا فهو من صفاته ويطلق عليه اسما أيضا قال nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي : الأسماء الحسنى تنقسم إلى العقائد الخمس الأولى إثبات الباري ردا على المعطلين وهي الحي والباقي والوارث وما في معناها والثانية توحيده ردا على المشركين وهي الكافي والعلي والقادر ونحوها والثالثة تنزيهه ردا على المشبهة وهي القدوس والمجيد والمحيط وغيرها والرابعة اعتقاد أن كل موجود من اختراعه ردا على القول بالعلة والمعلول وهي الخالق والبارئ والمصور والقوي وما يلحق بها والخامسة أنه مدبر لما اخترع ومصرفه على ما شاء وهو القيوم والعليم والحكيم وشبهها وقال أبو العباس بن معد : من الأسماء ما يدل على الذات عينا وهو الله وعلى الذات مع سلب كالقدوس والسلام ومع إضافة كالعلي العظيم ومع سلب وإضافة كالملك والعزيز ومنها ما يرجع إلى صفة كالعليم والقدير ومع إضافة كالحليم والخبير أو إلى [ ص: 227 ] القدرة مع إضافة كالقهار وإلى الإرادة مع فعل وإضافة كالرحمن الرحيم وما يرجع إلى صفة فعل كالخالق والبارئ ومع دلالة على الفعل كالكريم واللطيف . قال فالأسماء كلها لا تخرج عن هذه العشرة وليس فيها شيء مترادف إذ لكل اسم خصوصية ما وإن اتفق بعضها مع بعض في أصل المعنى انتهى كلامه ثم وقفت عليه منتزعا من كلام الفخر الرازي في شرح الأسماء الحسنى وقال الفخر أيضا الألفاظ الدالة على الصفات ثلاثة ثابتة في حق الله قطعا وممتنعة قطعا وثابتة لكن مقرونة بكيفية فالقسم الأول منه ما يجوز ذكره مفردا ومضافا وهو كثير جدا كالقادر والقاهر ومنه ما يجوز مفردا ولا يجوز مضافا إلا بشرط كالخالق فيجوز خالق ويجوز خالق كل شيء مثلا ولا يجوز خالق القردة ومنه عكسه يجوز مضافا ولا يجوز مفردا كالمنشئ يجوز منشئ الخلق ولا يجوز منشئ فقط والقسم الثاني إن ورد السمع بشيء منه أطلق وحمل على ما يليق به . والقسم الثالث إن ورد السمع بشيء منه أطلق ما ورد منه ولا يقاس عليه ولا يتصرف فيه بالاشتقاق كقوله - تعالى - ومكر الله - ويستهزئ بهم فلا يجوز ماكر ومستهزئ
( تكميل ) : وإذ قد جرى ذكر الاسم الأعظم في هذه المباحث فليقع الإلمام بشيء من الكلام عليه وقد أنكره قوم كأبي جعفر الطبري nindex.php?page=showalam&ids=13711وأبي الحسن الأشعري وجماعة بعدهما nindex.php?page=showalam&ids=13053كأبي حاتم بن حبان nindex.php?page=showalam&ids=12604والقاضي أبي بكر الباقلاني فقالوا لا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض ونسب ذلك بعضهم لمالك لكراهيته أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها من السور لئلا يظن أن بعض القرآن أفضل من بعض فيؤذن ذلك باعتقاد نقصان المفضول عن الأفضل وحملوا ما ورد من ذلك على أن المراد بالأعظم العظيم وأن أسماء الله كلها عظيمة وعبارة أبي جعفر الطبري : اختلفت الآثار في تعيين الاسم الأعظم والذي عندي أن الأقوال كلها صحيحة إذ لم يرد في خبر منها أنه الاسم الأعظم ولا شيء أعظم منه فكأنه يقول كل اسم من أسمائه - تعالى - يجوز وصفه بكونه أعظم فيرجع إلى معنى عظيم كما تقدم وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان الأعظمية الواردة في الأخبار إنما يراد بها مزيد ثواب الداعي بذلك كما أطلق ذلك في القرآن والمراد به مزيد ثواب القارئ وقيل المراد بالاسم الأعظم كل اسم من أسماء الله - تعالى - دعا العبد به مستغرقا بحيث لا يكون في فكره حالتئذ غير الله - تعالى - فإن من تأتى له ذلك استجيب له ونقل معنى هذا عن جعفر الصادق وعن الجنيد وعن غيرهما وقال آخرون استأثر الله - تعالى - بعلم الاسم الأعظم ولم يطلع عليه أحدا من خلقه وأثبته آخرون معينا واضطربوا في ذلك وجملة ما وقفت عليه من ذلك أربعة عشر قولا الأول الاسم الأعظم " هو " نقله الفخر الرازي عن بعض أهل الكشف واحتج له بأن من أراد أن يعبر عن كلام معظم حضرته لم يقل له أنت قلت كذا وإنما يقول هو يقول تأدبا معه الثاني " الله " لأنه اسم لم يطلق على غيره ولأنه الأصل في الأسماء الحسنى ومن ثم أضيفت إليه الثالث " الله الرحمن الرحيم " ولعل مستنده ما أخرجه ابن ماجه nindex.php?page=hadith&LINKID=849073عن عائشة أنها " سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعلمها الاسم الأعظم فلم يفعل فصلت ودعت اللهم إني أدعوك الله وأدعوك الرحمن وأدعوك الرحيم وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم " الحديث وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=849074أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لها " إنه لفي الأسماء التي دعوت بها " قلت وسنده ضعيف وفي الاستدلال به نظر لا يخفى الرابع " الرحمن الرحيم الحي القيوم " لما أخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=849075اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وفاتحة سورة آل عمران الله لا إله إلا هو الحي القيوم أخرجه أصحاب السنن إلا nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وحسنه الترمذي وفي نسخة صحيحة وفيه نظر لأنه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب . الخامس " الحي القيوم " أخرج ابن ماجه من حديث أبي أمامة " nindex.php?page=hadith&LINKID=849076الاسم الأعظم في ثلاث سور البقرة وآل عمران وطه " قال [ ص: 228 ] القاسم الراوي عن أبي أمامة : التمسته منها فعرفت أنه الحي القيوم وقواه الفخر الرازي واحتج بأنهما يدلان من صفات العظمة بالربوبية ما لا يدل على ذلك غيرهما كدلالتهما السادس " nindex.php?page=hadith&LINKID=849077الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم " ورد ذلك مجموعا في حديث أنس عند أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وأصله عند أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . السابع " nindex.php?page=hadith&LINKID=849078بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام " أخرجه أبو يعلى من طريق السدي بن يحيى عن رجل من طيئ وأثنى عليه قال " كنت أسأل الله أن يريني الاسم الأعظم فأريته مكتوبا في الكواكب في السماء " . الثامن " ذو الجلال والإكرام " أخرج الترمذي من حديث معاذ بن جبل قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=849079سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقول يا ذا الجلال والإكرام ، فقال قد استجيب لك فسل " واحتج له الفخر بأنه يشمل جميع الصفات المعتبرة في الإلهية ; لأن في الجلال إشارة إلى جميع السلوب وفي الإكرام إشارة إلى جميع الإضافات التاسع " nindex.php?page=hadith&LINKID=849080الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " أخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من حديث بريدة وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك العاشر " رب رب " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=849081اسم الله الأكبر رب رب " وأخرج ابن أبي الدنيا عن عائشة " nindex.php?page=hadith&LINKID=849082إذا قال العبد يا رب يا رب قال الله - تعالى - : لبيك عبدي سل تعط " رواه مرفوعا وموقوفا الحادي عشر " دعوة ذي النون " أخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم عن فضالة بن عبيد رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=849083دعوة ذي النون في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع بها رجل مسلم قط إلا استجاب الله له " الثاني عشر نقل الفخر الرازي عن زين العابدين أنه سأل الله أن يعلمه الاسم الأعظم فرأى في النوم " هو الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم " الثالث عشر هو مخفي في الأسماء الحسنى ويؤيده حديث عائشة المتقدم " لما دعت ببعض الأسماء وبالأسماء الحسنى nindex.php?page=hadith&LINKID=849084فقال لها - صلى الله عليه وسلم - إنه لفي الأسماء التي دعوت بها . الرابع عشر " كلمة التوحيد " نقله عياض تقدم قبل هذا واستدل بحديث الباب على انعقاد اليمين بكل اسم ورد في القرآن أو الحديث الثابت وهو وجه غريب حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13459ابن كج من الشافعية ومنع الأكثر لقوله - صلى الله عليه وسلم - " nindex.php?page=hadith&LINKID=849085من كان حالفا فليحلف بالله " وأجيب بأن المراد الذات لا خصوص هذا اللفظ وإلى هذا الإطلاق ذهب الحنفية والمالكية وابن حزم وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=13459ابن كج أيضا والمعروف عند الشافعية والحنابلة وغيرهم من العلماء أن الأسماء ثلاثة أقسام أحدها ما يختص بالله كالجلالة والرحمن ورب العالمين فهذا ينعقد به اليمين إذا أطلق ولو نوى به غير الله ثانيها ما يطلق عليه وعلى غيره لكن الغالب إطلاقه عليه وأنه يقيد في حق غيره بضرب من التقييد كالجبار والحق والرب ونحوها فالحلف به يمين فإن نوى به غير الله فليس بيمين ثالثها ما يطلق في حق الله وفي حق غيره على حد سواء كالحي والمؤمن فإن نوى به غير الله أو أطلق فليس بيمين وإن نوى الله - تعالى - فوجهان صحح النووي أنه يمين وكذا في المحرر وخالف في الشرحين فصحح أنه ليس بيمين واختلف الحنابلة فقال القاضي أبو يعلى ليس بيمين وقال المجد ابن تيمية في المحرر إنها يمين
قوله من حفظها هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ووافقه nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي وكذا nindex.php?page=showalam&ids=16696عمرو الناقد عند مسلم وقال nindex.php?page=showalam&ids=14771ابن أبي عمر عن سفيان " من أحصاها " أخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي من طريقه وكذا قال شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد كما تقدم في الشروط ويأتي في التوحيد قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الإحصاء في مثل هذا يحتمل وجوها أحدها أن يعدها حتى يستوفيها يريد أنه لا يقتصر على بعضها لكن يدعو الله بها كلها ويثني عليه بجميعها فيستوجب الموعود عليها من الثواب ثانيها المراد بالإحصاء الإطاقة كقوله - تعالى - علم أن لن تحصوه ومنه حديث استقيموا ولن تحصوا أي لن [ ص: 229 ] تبلغوا كنه الاستقامة والمعنى من أطاق القيام بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها وهو أن يعتبر معانيها فيلزم نفسه بواجبها فإذا قال " الرزاق " وثق بالرزق وكذا سائر الأسماء ثالثها المراد بالإحصاء الإحاطة بمعانيها من قول العرب فلان ذو حصاة أي ذو عقل ومعرفة انتهى ملخصا وقال القرطبي : المرجو من كرم الله - تعالى - أن من حصل له إحصاء هذه الأسماء على إحدى هذه المراتب مع صحة النية أن يدخله الله الجنة وهذه المراتب الثلاثة للسابقين والصديقين وأصحاب اليمين وقال غيره معنى أحصاها عرفها ; لأن العارف بها لا يكون إلا مؤمنا والمؤمن يدخل الجنة وقيل معناه عدها معتقدا ; لأن الدهري لا يعترف بالخالق والفلسفي لا يعترف بالقادر وقيل أحصاها يريد بها وجه الله وإعظامه وقيل معنى أحصاها عمل بها فإذا قال " الحكيم " مثلا سلم جميع أوامره لأن جميعها على مقتضى الحكمة وإذا قال " القدوس " استحضر كونه منزها عن جميع النقائص ، وهذا اختيار nindex.php?page=showalam&ids=13372أبي الوفا بن عقيل . وقال ابن بطال : طريق العمل بها أن الذي يسوغ الاقتداء به فيها كالرحيم والكريم فإن الله يحب أن يرى حلاها على عبده فليمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها وما كان يختص بالله - تعالى - كالجبار والعظيم فيجب على العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها وما كان فيه معنى الوعد نقف منه عند الطمع والرغبة وما كان فيه معنى الوعيد نقف منه عند الخشية والرهبة فهذا معنى أحصاها وحفظها ويؤيده أن من حفظها عدا وأحصاها سردا ولم يعمل بها يكون كمن حفظ القرآن ولم يعمل بما فيه وقد ثبت الخبر في الخوارج أنهم يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم قلت والذي ذكره مقام الكمال ولا يلزم من ذلك أن لا يرد الثواب لمن حفظها وتعبد بتلاوتها والدعاء بها وإن كان متلبسا بالمعاصي كما يقع مثل ذلك في قارئ القرآن سواء فإن القارئ ولو كان متلبسا بمعصية غير ما يتعلق بالقراءة يثاب على تلاوته عند أهل السنة فليس ما بحثه ابن بطال بدافع لقول من قال إن المراد حفظها سردا والله أعلم وقال النووي قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره من المحققين معناه حفظها وهذا هو الأظهر لثبوته نصا في الخبر وقال في " الأذكار " هو قول الأكثرين وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : لما ثبت في بعض طرق الحديث " من حفظها " بدل " أحصاها " اخترنا أن المراد العد أي من عدها ليستوفيها حفظا قلت وفيه نظر لأنه لا يلزم من مجيئه بلفظ حفظها تعين السرد عن ظهر قلب بل يحتمل الحفظ المعنوي وقيل المراد بالحفظ حفظ القرآن لكونه مستوفيا لها فمن تلاه ودعا بما فيه من الأسماء حصل المقصود قال النووي : وهذا ضعيف وقيل المراد من تتبعها من القرآن وقال ابن عطية : معنى أحصاها عدها وحفظها ويتضمن ذلك الإيمان بها والتعظيم لها والرغبة فيها والاعتبار بمعانيها وقال الأصيلي : ليس المراد بالإحصاء عدها فقط لأنه قد يعدها الفاجر وإنما المراد العمل بها وقال أبو نعيم الأصبهاني : الإحصاء المذكور في الحديث ليس هو التعداد وإنما هو العمل والتعقل بمعاني الأسماء والإيمان بها وقالأبو عمر الطلمنكي : من تمام المعرفة بأسماء الله - تعالى - وصفاته التي يستحق بها الداعي والحافظ ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المعرفة بالأسماء والصفات وما تتضمن من الفوائد وتدل عليه من الحقائق ومن لم يعلم ذلك لم يكن عالما لمعاني الأسماء ولا مستفيدا بذكرها ما تدل عليه من المعاني وقال أبو العباس بن معد : يحتمل الإحصاء معنيين أحدهما أن المراد تتبعها من الكتاب والسنة حتى يحصل عليها والثاني أن المراد أن يحفظها بعد أن يجدها محصاة . قال ويؤيده أنه ورد في بعض طرقه " من حفظها " قال ويحتمل أن يكون - صلى الله عليه وسلم - أطلق أولا قوله : من أحصاها دخل الجنة ووكل العلماء إلى البحث عنها ثم يسر على الأمة الأمر فألقاها إليهم محصاة وقال من حفظها دخل الجنة قلت وهذا الاحتمال بعيد جدا لأنه يتوقف على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حدث بهذا الحديث مرتين إحداهما قبل الأخرى ومن أين يثبت ذاك ومخرج اللفظين واحد ؟ وهو عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة والاختلاف عن [ ص: 230 ] بعض الرواة عنه في أي اللفظين قاله قال وللإحصاء معان أخرى منها الإحصاء الفقهي وهو العلم بمعانيها من اللغة وتنزيهها على الوجوه التي تحملها الشريعة ومنها الإحصاء النظري وهو أن يعلم معنى كل اسم بالنظر في الصيغة ويستدل عليه بأثره الساري في الوجود فلا تمر على موجود إلا ويظهر لك فيه معنى من معاني الأسماء وتعرف خواص بعضها وموقع القيد ومقتضى كل اسم قال وهذا أرفع مراتب الإحصاء ، قال وتمام ذلك أن يتوجه إلى الله - تعالى - من العمل الظاهر والباطن بما يقتضيه كل اسم من الأسماء فيعبد الله بما يستحقه من الصفات المقدسة التي وجبت لذاته قال فمن حصلت له جميع مراتب الإحصاء حصل على الغاية ومن منح منحى من مناحيها فثوابه بقدر ما نال والله أعلم
( تنبيه ) : وقع في تفسير ابن مردويه وعند أبي نعيم من طريق ابن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بدل قوله من أحصاها دخل الجنة من دعا بها دخل الجنة " وفي سنده حصين بن مخارق وهو ضعيف وزاد خليد بن دعلج في روايته التي تقدمت الإشارة إليها " وكلها في القرآن " وكذا وقع من قول سعيد بن عبد العزيز وكذا وقع في حديث ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر معا بلفظ من أحصاها دخل الجنة وهي في القرآن وسيأتي في كتاب التوحيد شرح معاني كثير من الأسماء حيث ذكرها المصنف في تراجمه إن شاء الله - تعالى - وقوله " دخل الجنة " عبر بالماضي تحقيقا لوقوعه وتنبيها على أنه وإن لم يقع فهو في حكم الواقع لأنه كائن لا محالة
قوله وهو وتر يحب الوتر في رواية مسلم والله وتر يحب الوتر وفي رواية شعيب بن أبي حمزة " nindex.php?page=hadith&LINKID=849086أنه وتر يحب الوتر " ويجوز فتح الواو وكسرها والوتر الفرد ومعناه في حق الله أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام ، وقوله " يحب الوتر " قال عياض معناه أن الوتر في العدد فضلا على الشفع في أسمائه لكونه دالا على الوحدانية في صفاته وتعقب بأنه لو كان المراد به الدلالة على الوحدانية لما تعددت الأسماء بل المراد أن الله يحب الوتر من كل شيء وإن تعدد ما فيه الوتر وقيل هو منصرف إلى من يعبد الله بالوحدانية والتفرد على سبيل الإخلاص وقيل لأنه أمر بالوتر في كثير من الأعمال والطاعات كما في الصلوات الخمس ووتر الليل وأعداد الطهارة وتكفين الميت وفي كثير من المخلوقات كالسماوات والأرض انتهى ملخصا وقال القرطبي : الظاهر أن الوتر هنا للجنس إذ لا معهود جرى ذكره حتى يحمل عليه فيكون معناه أنه وتر يحب كل وتر شرعه ومعنى محبته له أنه أمر به وأثاب عليه ويصلح ذلك العموم ما خلقه وترا من مخلوقاته أو معنى محبته له أنه خصصه بذلك لحكمة يعلمها ويحتمل أن يريد بذلك وترا بعينه وإن لم يجر له ذكر ثم اختلف هؤلاء فقيل المراد صلاة الوتر وقيل صلاة الجمعة وقيل يوم الجمعة وقيل يوم عرفة وقيل آدم وقيل غير ذلك . قال والأشبه ما تقدم من حمله على العموم . قال ويظهر لي وجه آخر وهو أن الوتر يراد به التوحيد فيكون المعنى أن الله في ذاته وكماله وأفعاله واحد ويحب التوحيد أي أن يوحد ويعتقد انفراده بالألوهية دون خلقه فيلتئم أول الحديث وآخره والله أعلم . قلت لعل من حمله على صلاة الوتر استند إلى حديث علي " nindex.php?page=hadith&LINKID=849087أن الوتر ليس بحتم كالمكتوبة ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوتر ثم قال أوتروا يا أهل القرآن فإن الله وتر يحب الوتر أخرجوه في السنن الأربعة وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة واللفظ له فعلى هذا التأويل تكون اللام في هذا الخبر للعهد لتقدم ذكر الوتر المأمور به لكن لا يلزم أن يحمل الحديث الأخر على هذا بل العموم فيه أظهر كما أن العموم في حديث علي محتمل أيضا وقد طعن أبو زيد البلخي في صحة الخبر بأن دخول الجنة ثبت في القرآن مشروطا ببذل النفس والمال فكيف يحصل بمجرد حفظ ألفاظ تعد في أيسر مدة ؟ وتعقب بأن الشرط المذكور ليس مطردا ولا حصر فيه بل قد تحصل الجنة بغير ذلك كما ورد في كثير من الأعمال غير الجهاد أن فاعله يدخله الجنة وأما دعوى أن حفظها يحصل في أيسر مدة [ ص: 231 ] فإنما يرد على من حمل الحفظ والإحصاء على معنى أن يسردها عن ظهر قلب فأما من أوله على بعض الوجوه المتقدمة فإنه يكون في غاية المشقة ويمكن الجواب عن الأول بأن الفضل واسع