9605 قوله باب في الأمل وطوله الأمل بفتحتين رجاء ما تحبه النفس من طول عمر وزيادة غنى وهو قريب المعنى من التمني وقيل الفرق بينهما أن الأمل ما تقدم له سبب والتمني بخلافه وقيل : لا ينفك الإنسان من أمل فإن فاته ما أمله عول على التمني ويقال الأمل إرادة الشخص تحصيل شيء يمكن حصوله فإذا فاته تمناه
قوله وقوله - تعالى - فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز الآية كذا للنسفي وساق في رواية كريمة وغيرها إلى الغرور وقع في رواية أبي ذر إلى قوله : فقد فاز والمطلوب هنا ما سقط من روايته وهو الإشارة إلى أن متعلق الأمل ليس بشيء لأنه متاع الغرور شبه الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغره حتى يشتريه ثم يتبين له فساده ورداءته والشيطان هو المدلس وهو الغرور بالفتح الناشئ عنه الغرور بالضم وقد قرئ في الشاذ هنا بفتح الغين أي متاع الشيطان ويجوز أن يكون بمعنى المفعول وهو المخدوع فتتفق القراءتان
قوله بمزحزحه بمباعده ) وقع هذا في رواية النسفي وكذا لأبي ذر عن المستملي nindex.php?page=showalam&ids=15086والكشميهني والمراد أن معنى قوله ( زحزح ) في هذه الآية فمن زحزح بوعد وأصل الزحزحة الإزالة ومن أزيل عن الشيء فقد بوعد منه وقال الكرماني : مناسبة هذه الآية للترجمة أن في أول الآية كل نفس ذائقة الموت وفي آخرها وما الحياة الدنيا أو أن قوله فمن زحزح مناسب لقوله وما هو بمزحزحه وفي تلك الآية يود أحدهم لو يعمر ألف سنة .
قوله وقوله ذرهم يأكلوا ويتمتعوا الآية كذا لأبي ذر ، وساق في رواية كريمة وغيرها إلى يعلمون وسقط قوله : وقوله " للنسفي ، قال الجمهور هي عامة وقال جماعة هي في الكفار خاصة والأمر فيه للتهديد وفيه زجر عن الانهماك في ملاذ الدنيا
قوله وقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ارتحلت الدنيا مدبرة إلخ هذه قطعة من أثر لعلي جاء عنه موقوفا ومرفوعا وفي أوله شيء مطابق للترجمة صريحا فعند ابن أبي شيبة في " المصنف " nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك في " الزهد " من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد nindex.php?page=showalam&ids=15914وزبيد الأيامي عن رجل من بني عامر وسمي في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12508لابن أبي شيبة مهاجر العامري وكذا في " الحلية " من طريق أبي مريم عن زبيد عن مهاجر بن عمير قال قال علي " إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ألا وإن الدنيا ارتحلت مدبرة " الحديث كالذي في الأصل سواء ومهاجر المذكور هو العامري المبهم قبله وما عرفت حاله وقد جاء مرفوعا أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب قصر الأمل " من رواية اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي حفصة مولى علي " عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال nindex.php?page=hadith&LINKID=849097إن أشد ما أتخوف عليكم خصلتين فذكر معناه واليمان وشيخه لا يعرفان وجاء من حديث جابر أخرجه أبو عبد الله بن منده من طريق المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر مرفوعا والمنكدر ضعيف وتابعه علي بن أبي علي اللهبي عن ابن المنكدر بتمامه وهو ضعيف أيضا وفي بعض طرق هذا الحديث nindex.php?page=hadith&LINKID=849098فاتباع الهوى يصرف بقلوبكم عن الحق وطول الأمل يصرف هممكم إلى الدنيا . ومن كلام علي أخذ بعض الحكماء قوله " الدنيا مدبرة والآخرة مقبلة فعجب لمن يقبل على المدبرة ويدبر على المقبلة " وورد في ذم الاسترسال مع الأمل حديث أنس رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=849099أربعة من الشقاء جمود العين [ ص: 241 ] وقسوة القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا " أخرجه البزار : وعن عبد الله بن عمرو رفعه صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين وهلاك آخرها بالبخل والأمل أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا وقيل إن قصر الأمل حقيقة الزهد وليس كذلك بل هو سبب ; لأن من قصر أمله زهد ويتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة والتسويف بالتوبة والرغبة في الدنيا والنسيان للآخرة والقسوة في القلب ; لأن رقته وصفاءه إنما يقع بتذكير الموت والقبر والثواب والعقاب وأهوال القيامة كما قال - تعالى - فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وقيل من قصر أمله قل همه وتنور قلبه ; لأنه إذا استحضر الموت اجتهد في الطاعة وقل همه ورضي بالقليل وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : الأمل مذموم للناس إلا للعلماء فلولا أملهم لما صنفوا ولا ألفوا وقال غيره : الأمل مطبوع في جميع بني آدم كما سيأتي في الحديث الذي في الباب بعده لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين حب الدنيا وطول الأمل ، وفي الأمل سر لطيف ؛ لأنه لولا الأمل ما تهنى أحد بعيش ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدنيا وإنما المذموم منه الاسترسال فيه وعدم الاستعداد لأمر الآخرة فمن سلم من ذلك لم يكلف بإزالته له في أثر علي " فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل " جعل اليوم نفس العمل ، والمحاسبة مبالغة ، وهو كقولهم نهاره صائم والتقدير في الموضعين ولا حساب فيه ولا عمل فيه ، وقوله " ولا حساب " بالفتح بغير تنوين ويجوز الرفع منونا وكذا قوله ولا عمل
9606 قوله ( nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد هو القطان ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان هو الثوري ، وأبوه سعيد بن مسروق ومنذر هو ابن يعلى الثوري ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " أبو يعلى " فقط nindex.php?page=showalam&ids=14355والربيع بن خثيم بمعجمة ومثلثة مصغر nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله هو ابن مسعود ومن الثوري فصاعدا كوفيون .
قوله خط النبي - صلى الله عليه وسلم - خطا مربعا الخط الرسم والشكل والمربع المستوي الزوايا .
قوله وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط قيل هذه صفة الخط [ ص: 242 ] والأول المعتمد وسياق الحديث يتنزل عليه فالإشارة بقوله " هذا الإنسان " إلى النقطة الداخلة ، وبقوله " وهذا أجله محيط به " إلى المربع ، وبقوله " وهذا الذي هو خارج أمله " إلى الخط المستطيل المنفرد وبقوله : وهذه إلى الخطوط " وهي مذكورة على سبيل المثال لا أن المراد انحصارها في عدد معين ويؤيده قوله في حديث أنس بعده " إذ جاءه الخط الأقرب " فإنه أشار به إلى الخط المحيط به ولا شك أن الذي يحيط به أقرب إليه من الخارج عنه وقوله " خططا " بضم المعجمة والطاء الأولى للأكثر ويجوز فتح الطاء ، وقوله " هذا إنسان " مبتدأ وخبر أي هذا الخط هو الإنسان على التمثيل
قوله وهذه الخطط بالضم فيهما أيضا وفي رواية المستملي والسرخسي " وهذه الخطوط "
قوله : الأعراض جمع عرض بفتحتين وهو ما ينتفع به في الدنيا في الخير وفي الشر والعرض بالسكون ضد الطويل ويطلق على ما يقابل النقدين والمراد هنا الأول
قوله : نهشه بالنون والشين المعجمة أي أصابه واستشكلت هذه الإشارات الأربع مع أن الخطوط ثلاثة فقط وأجاب الكرماني بأن للخط الداخل اعتبارين فالمقدار الداخل منه هو الإنسان والخارج أمله والمراد بالأعراض الآفات العارضة له فإن سلم من هذا لم يسلم من هذا وإن سلم من الجميع ولم تصبه آفة من مرض أو فقد مال أو غير ذلك بغته الأجل والحاصل أن من لم يمت بالسيف مات بالأجل وفي الحديث إشارة إلى الحض على قصر الأمل والاستعداد لبغتة الأجل . وعبر بالنهش وهو لدغ ذات السم مبالغة في الإصابة والإهلاك