9608 قوله باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر لقوله - تعالى - نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير كذا للأكثر وسقط قوله " لقوله - تعالى - " وفي رواية النسفي " يعني الشيب " وثبت قوله يعني الشيب في رواية أبي ذر وحده وقد اختلف أهل التفسير فيه فالأكثر على أن المراد به الشيب لأنه يأتي في سن الكهولة فما بعدها وهو علامة لمفارقة سن الصبى الذي هو مظنة اللهو وقال علي : المراد به النبي - صلى الله عليه وسلم - واختلفوا أيضا في المراد بالتعمير في الآية على أقوال أحدها أنه أربعون سنة نقله الطبري عن مسروق وغيره وكأنه أخذه من قوله " بلغ أشده وبلغ أربعين سنة . والثاني ست وأربعون سنة أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد عن ابن عباس وتلا الآية ورواته رجال الصحيح إلا ابن خثيم فهو صدوق وفيه ضعف والثالث سبعون سنة أخرجه ابن مردويه من طريق عطاء عن ابن عباس أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فقال نزلت تعييرا لأبناء السبعين وفي إسناده يحيى بن ميمون وهو ضعيف الرابع ستون وتمسك قائله بحديث الباب وورد في بعض طرقه التصريح بالمراد فأخرجه أبو نعيم في " المستخرج " من طريق سعيد بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سعيد بن أبي سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ العمر الذي أعذر الله فيه لابن آدم ستون سنة أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وأخرجه ابن مردويه من طريق حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعد مثله الخامس التردد بين الستين والسبعين أخرجه ابن مردويه من طريق أبي معشر عن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ من عمر ستين أو سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر وأخرجه أيضا من طريق معتمر بن سليمان عن معمر عن رجل من غفار يقال له محمد عن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ " من بلغ الستين والسبعين " ومحمد الغفاري هو ابن معن الذي أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من طريقه اختلف عليه في لفظه كما اختلف على سعيد المقبري في لفظه وأصح الأقوال في ذلك ما ثبت في حديث الباب ويدخله في هذا حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=849103معترك المنايا ما بين ستين وسبعين أخرجه أبو يعلى من طريق إبراهيم بن الفضل عن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وإبراهيم ضعيف
قوله حدثنا عبد السلام بن مطهر ) بضم أوله وفتح المهملة وتشديد الهاء المفتوحة وشيخه nindex.php?page=showalam&ids=16681عمر بن علي هو المقدمي وقد تقدم بهذا الإسناد إلى nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة حديث آخر وذكرت أن عمر مدلس وأنه أورده بالعنعنة وبينت [ ص: 244 ] عذر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في ذلك أنه وجد من وجه آخر مصرح فيه بالسماع وأما هذا الحديث فقد أخرجه أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن رجل من بني غفار عن سعيد المقبري بنحوه وهذا الرجل المبهم هو معن بن محمد الغفاري فهي متابعة قوية لعمر بن علي أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من وجه آخر عن معمر ووقع لشيخه فيه وهم ليس هذا موضع بيانه
قوله أعذر الله الإعذار إزالة العذر والمعنى أنه لم يبق له اعتذار كأن يقول لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به يقال أعذر إليه إذا بلغه أقصى الغاية في العذر ومكنه منه وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر الذي حصل له فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية ونسبة الإعذار إلى الله مجازية والمعنى أن الله لم يترك للعبد سببا في الاعتذار يتمسك به والحاصل أنه لا يعاقب إلا بعد حجة
قوله تابعه أبو حازم وابن عجلان عن المقبري ) أما متابعة nindex.php?page=showalam&ids=11974أبي حازم وهو سلمة بن دينار فأخرجها nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق عبد العزيز بن أبي حازم " حدثني أبي عن سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " كذا أخرجه الحفاظ عن عبد العزيز بن أبي حازم وخالفهم هارون بن معروف فرواه عن ابن أبي حازم عن أبيه عن سعيد المقبري عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وإدخاله بين سعيد nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة فيه رجلا من المزيد في متصل الأسانيد وقد أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بغير واسطة وأما طريق محمد بن عجلان فأخرجه أحمد من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15986سعيد بن أبي أيوب عن محمد بن عجلان عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=849105من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر قال ابن بطال : إنما كانت الستون حدا لهذا لأنها قريبة من المعترك وهي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية فهذا إعذار بعد إعذار لطفا من الله بعباده حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم ثم أعذر إليهم فلم يعاقبهم إلا بعد الحجج الواضحة وإن كانوا فطروا على حب الدنيا وطول الأمل لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك ليتمثلوا ما أمروا به من الطاعة وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية وفي الحديث إشارة إلى أن استكمال الستين مظنة لانقضاء الأجل وأصرح من ذلك ما أخرجه الترمذي بسند حسن إلى nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=849106أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك . قال بعض الحكماء الأسنان أربعة سن الطفولية ثم الشباب ثم الكهولة ثم الشيخوخة وهي آخر الأسنان وغالب ما يكون ما بين الستين والسبعين فحينئذ يظهر ضعف القوة بالنقص والانحطاط فينبغي له الإقبال على الآخرة بالكلية لاستحالة أن يرجع إلى الحالة الأولى من النشاط والقوة وقد استنبط منه بعض الشافعية أن من استكمل ستين فلم يحج مع القدرة فإنه يكون مقصرا ويأثم إن مات قبل أن يحج بخلاف ما دون ذلك