باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا
6079 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14105الحسن بن الربيع حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11820أبو الأحوص عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب قال قال nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر nindex.php?page=hadith&LINKID=655963كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة فاستقبلنا أحد فقال يا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله قال ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار إلا شيئا أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ثم مشى فقال إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم ثم قال لي مكانك لا تبرح حتى آتيك ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى فسمعت صوتا قد ارتفع فتخوفت أن يكون قد عرض للنبي صلى الله عليه وسلم فأردت أن آتيه فذكرت قوله لي لا تبرح حتى آتيك فلم أبرح حتى أتاني قلت يا رسول الله لقد سمعت صوتا تخوفت فذكرت له فقال وهل سمعته قلت نعم قال ذاك جبريل أتاني فقال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق
قوله حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14105الحسن بن الربيع هو أبو علي البوراني بالموحدة والراء وبعد الألف نون وأبو الأحوص هو سلام بالتشديد ابن سليم .
قوله فاستقبلنا أحد في رواية عبد العزيز بن رفيع " فالتفت فرآني " كما تقدم وتقدم قصة المكثرين والمقلين وقوله " فاستقبلنا أحد " هو بفتح اللام وأحد بالرفع على الفاعلية وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث " فاستقبلنا أحدا " بسكون اللام وأحدا بالنصب على المفعولية
وقد اختلفت ألفاظ هذا الحديث وهو متحد المخرج فهو من تصرف الرواة فلا يكون حجة في اللغة ويمكن الجمع بين قوله " مثل أحد " وبين قوله " تحول لي أحد " بحمل المثلية على شيء يكون وزنه من الذهب وزن أحد والتحويل على أنه إذا انقلب ذهبا كان قدر وزنه أيضا .
قوله تمضي علي ثالثة أي ليلة ثالثة قيل وإنما قيد بالثلاثة لأنه لا يتهيأ تفريق قدر أحد من الذهب في أقل منها غالبا ويعكر عليه رواية " يوم وليلة " فالأولى أن يقال الثلاثة أقصى ما يحتاج إليه في تفرقة مثل ذلك والواحدة أقل ما يمكن
قوله إلا شيئا أرصده لدين أي أعده أو أحفظه وهذا الإرصاد أعم من أن يكون لصاحب دين غائب حتى يحضر فيأخذه أو لأجل وفاء دين مؤجل حتى يحل فيوفى ووقع في رواية حفص وأبي شهاب جميعا [ ص: 270 ] عن الأعمش " إلا دينار " بالرفع والنصب والرفع جائزان لأن المستثنى منه مطلق عام والمستثنى مقيد خاص فاتجه النصب وتوجيه الرفع أن المستثنى منه في سياق النفي وجواب لو هنا في تقدير النفي ويجوز أن يحمل النفي الصريح في أن لا يمر على حمل إلا على الصفة وقد فسر الشيء في هذه الرواية بالدينار ووقع في رواية سويد بن الحارث عن أبي ذر nindex.php?page=hadith&LINKID=856523وعندي منه دينار أو نصف دينار وفي رواية سالم ومنصور nindex.php?page=hadith&LINKID=856524أدع منه قيراطا قال قلت قنطارا ؟ قال قيراطا وفيه " nindex.php?page=hadith&LINKID=856525ثم قال يا أبا ذر إنما أقول الذي هو أقل " ووقع في رواية الأحنف nindex.php?page=hadith&LINKID=856526ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير فظاهره نفي محبة حصول المال ولو مع الإنفاق وليس مرادا وإنما المعنى نفي إنفاق البعض مقتصرا عليه فهو يحب إنفاق الكل إلا ما استثنى وسائر الطرق تدل على ذلك ويؤيده أن في رواية سليمان بن يسار عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند أحمد ما يسرني أن أحدكم هذا ذهبا أنفق منه كل يوم في سبيل الله فيمر بي ثلاثة أيام وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين ويحتمل أن يكون على ظاهره والمراد بالكراهة الإنفاق في خاصة نفسه لا في سبيل الله فهو محبوب
قوله إلا أن أقول به في عباد الله هو استثناء بعد استثناء فيفيد الإثبات فيؤخذ منه أن نفي محبة المال مقيدة بعدم الإنفاق فيلزم محبة وجوده مع الإنفاق فما دام الإنفاق مستمرا لا يكره وجود المال وإذا انتفى الإنفاق ثبتت كراهية وجود المال ولا يلزم من ذلك كراهية حصول شيء آخر ولو كان قدر أحد أو أكثر مع استمرار الإنفاق
قوله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه هكذا اقتصر على ثلاث وحمل على المبالغة لأن العطية لمن بين يديه هي الأصل والذي يظهر لي أن ذلك من تصرفات الرواة وأن أصل الحديث مشتمل على الجهات الأربع ثم وجدته في الجزء الثالث من " البشرانيات " من رواية أحمد بن ملاعب عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه بلفظ " إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا وهكذا وأرانا بيده " كذا فيه بإثبات الأربع وقد أخرجه المصنف في الاستئذان عن عمر بن حفص مثله لكن اقتصر من الأربع على ثلاث وأخرجه أبو نعيم من طريق سهل بن بحر عن عمر بن حفص فاقتصر على ثنتين
قوله إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ) في رواية أبي شهاب إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وأشار أبو شهاب بين يديه وعن يمينه وعن شماله وفي رواية أبي معاوية عن الأعمش عند أحمد إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا فحثا عن يمينه ومن بين يديه وعن يساره فاشتملت هذه الروايات على الجهات الأربع وإن كان كل منها اقتصر على ثلاث وقد جمعها عبد العزيز بن رفيع في روايته ولفظه " إلا من أعطاه الله خيرا - أي مالا - فنفح بنون وفاء ومهملة أي أعطى كثيرا بغير تكلف يمينا وشمالا وبين يديه ووراءه " وبقي من الجهات فوق وأسفل والإعطاء من قبل كل منهما ممكن لكن حذف لندوره وقد فسر بعضهم الإنفاق من وراء بالوصية وليس قيدا فيه بل قد يقصد الصحيح الإخفاء فيدفع لمن وراءه مالا يعطي به من هو أمامه وقوله " هكذا " صفة لمصدر محذوف أي أشار إشارة مثل هذه الإشارة وقوله : من خلفه " بيان [ ص: 271 ] للإشارة وخص عن اليمين والشمال لأن الغالب في الإعطاء صدوره باليدين وزاد في رواية عبد العزيز بن رفيع " وعمل فيه خيرا " أي حسنة وفي سياقه جناس تام في قوله أعطاه الله خيرا وفي قوله وعمل فيه خيرا فمعنى الخير الأول المال والثاني الحسنة
قوله وقليل ما هم ما زائدة مؤكدة للقلة ويحتمل أن تكون موصوفة ولفظ قليل هو الخبر وهم هو المبتدأ والتقدير وهم قليل وقدم الخبر للمبالغة في الاختصاص
قوله ثم انطلق في سواد الليل فيه إشعار بأن القمر كان قد غاب
قوله حتى توارى أي غاب شخصه زاد أبو معاوية " عني " وفي رواية حفص " حتى غاب عني " وفي رواية عبد العزيز " فأطلق في الحرة - أي دخل فيها - حتى لا أراه " وفي رواية أبي شهاب " فتقدم غير بعيد " زاد في رواية عبد العزيز " فأطال اللبث "
قوله فسمعت صوتا قد ارتفع ) في رواية أبي معاوية " فسمعت لغطا وصوتا "
قوله فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي تعرض له بسوء ووقع في رواية عبد العزيز " فتخوفت أن يكون عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وهو بضم أول عرض على البناء للمجهول
قوله فأردت أن آتيه أي أتوجه إليه ووقع في رواية عبد العزيز " فأردت أن أذهب " أي إليه ولم يرد أن يتوجه إلى حال سبيله بدليل رواية الأعمش في الباب
قوله فذكرت قوله لا تبرح فلم أبرح حتى أتاني في رواية أبي معاوية عن الأعمش " فانتظرته حتى جاء "
قوله فقال وهل سمعته ؟ قلت نعم قال ذلك جبريل ) أي الذي كنت أخاطبه أو ذلك صوت جبريل .
قوله أتاني زاد في رواية حفص " فأخبرني . ووقع في رواية عبد العزيز " عرض لي - أي ظهر - فقال بشر أمتك " ولم أر لفظ التبشير في رواية الأعمش .
قوله ( nindex.php?page=hadith&LINKID=856532من مات لا يشرك بالله شيئا ) زاد الأعمش " من أمتك " [ ص: 272 ] قوله دخل الجنة هو جواب الشرط رتب دخول الجنة على الموت بغير إشراك بالله وقد ثبت الوعيد بدخول النار لمن عمل بعض الكبائر وبعدم دخول الجنة لمن عملها فلذلك وقع الاستفهام
قوله قلت وإن زنى وإن سرق قال ابن مالك : حرف الاستفهام في أول هذا الكلام مقدر ولا بد من تقديره وقال غيره التقدير أو إن زنى أو إن سرق دخل الجنة وقال الطيبي : أدخل الجنة وإن زنى وإن سرق والشرط حال ولا يذكر الجواب مبالغة وتتميما لمعنى الإنكار قال وإن زنى وإن سرق .
ووقع في رواية عبد العزيز بن رفيع قلت يا جبريل وإن سرق وإن زنى ؟ قال نعم . وكررها مرتين للأكثر وثلاثا للمستملي وزاد في آخر الثالثة " وإن شرب الخمر " وكذا وقع التكرار ثلاثا في رواية أبي الأسود عن أبي ذر في اللباس لكن بتقديم الزنا على السرقة كما في رواية الأعمش ولم يقل " وإن شرب الخمر " ولا وقعت في رواية الأعمش وزاد أبو الأسود " على رغم أنف أبي ذر " قال وكان أبو ذر إذا حدث بهذا الحديث يقول " وإن رغم أنف أبي ذر " وزاد nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث في روايته عن الأعمش : قال الأعمش قلت nindex.php?page=showalam&ids=15950لزيد بن وهب إنه بلغني أنه أبو الدرداء قال أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة .
قال الأعمش : وحدثني أبو صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء نحوه وأخرجه أحمد عن أبي نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء بلفظ إنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة نحوه وفيه " وإن رغم أنف nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في بعض النسخ عقب رواية حفص : حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء مرسل لا يصح إنما أردنا للمعرفة أي إنما أردنا أن نذكره للمعرفة بحاله قال والصحيح حديث أبي ذر قيل له فحديث nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ؟ فقال مرسل أيضا لا يصح ثم قال اضربوا على حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء . قلت فلهذا هو ساقط من معظم النسخ وثبت في نسخة الصغاني ، وأوله قال أبو عبد الله حديث أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء مرسل فساقه إلخ ورواية nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار التي أشار إليها أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من رواية محمد بن أبي حرملة عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار nindex.php?page=hadith&LINKID=856533عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - هو يقص على المنبر يقول ولمن خاف مقام ربه جنتان فقلت وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟ قال وإن زنى وإن سرق فأعدت فأعاد فقال في الثالثة قال نعم وإن رغم أنف nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء وقد وقع التصريح بسماع nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار له من nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء في رواية ابن أبي حاتم في " التفسير " nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في " المعجم " nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في " الشعب قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء هذا غير حديث أبي ذر وإن كان فيه بعض معناه .