9675 [ ص: 312 ] قوله باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه استعمل لفظ الآية ترجمة لتضمنها الترغيب في التوكل وكأنه أشار إلى تقييد ما أطلق في حديث الباب قبله وأن كلا من الاستغناء والتصبر والتعفف إذا كان مقرونا بالتوكل على الله فهو الذي ينفع وينجع وأصل التوكل الوكول يقال وكلت أمري إلى فلان أي ألجأته إليه واعتمدت فيه عليه ووكل فلان فلانا استكفاه أمره ثقة بكفايته والمراد بالتوكل اعتقاد ما دلت عليه هذه الآية وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها وليس المراد به ترك التسبب والاعتماد على ما يأتي من المخلوقين لأن ذلك قد يجر إلى ضد ما يراه من التوكل وقد سئل أحمد عن رجل جلس في بيته أو في المسجد وقال لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي فقال هذا رجل جهل العلم فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=856639إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي وقال لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا فذكر أنها تغدو وتروح في طلب الرزق قال وكان الصحابة يتجرون ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم . انتهى والحديث الأول سبق الكلام عليه في الجهاد والثاني أخرجه الترمذي والحاكم وصححاه
قوله وقال الربيع بن خثيم ) بمعجمة ومثلثة مصغر
قوله من كل ما ضاق على الناس ) وصله nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن منذر الثوري عن أبيه عن الربيع بن خثيم قال في قوله - تعالى - ومن يتق الله يجعل له مخرجا الآية قال من كل شيء ضاق على الناس والربيع المذكور من كبار التابعين صحب ابن مسعود وكان يقول له لو رآك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأحبك أورد ذلك أحمد في " الزهد " بسند جيد وحديثه مخرج في الصحيحين وغيرهما والربيع بن منذر لم يخرجوا عنه لكن ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات وأبوه متفق على توثيقه والتخريج عنه
قوله حدثني إسحاق هو ابن منصور كما أوضحته في المقدمة وغلط من قال إنه ابن إبراهيم وسيأتي شرح الحديث مستوفى في " باب يدخل الجنة سبعون ألفا " بعد ثمانية وعشرين بابا - إن شاء الله تعالى