قوله باب ما يكره من قيل وقال ) ذكر فيه حديث المغيرة بن شعبة في ذلك قال أبو عبيد : جعل [ ص: 313 ] القال مصدرا كأنه قال نهى عن قيل وقول تقول قلت قولا وقيلا وقالا والمراد أنه نهى عن الإكثار بما لا فائدة فيه من الكلام وهذا على أن الرواية فيه بالتنوين وقال غيره اسمان يقال كثير القيل والقال وفي حرف ابن مسعود " ذلك عيسى ابن مريم قال الحق " بضم اللام وقال ابن دقيق العيد : الأشهر منه فتح اللام فيهما على سبيل الحكاية وهو الذي يقتضيه المعنى ; لأن القيل والقال إذا كانا اسمين كانا بمعنى واحد كالقول فلا يكون في عطف أحدهما على الآخر كبير فائدة بخلاف ما إذا كانا فعلين وقال المحب الطبري : إذا كانا اسمين يكون الثاني تأكيدا والحكمة في النهي عن ذلك أن الكثرة من ذلك لا يؤمن معها وقوع الخطأ ، قلت وفي الترجمة إشارة إلى أن جميع ذلك لا يكره لأن من عمومه ما يكون في الخبر المحض فلا يكره والله أعلم وذهب بعضهم إلى أن المراد حكاية أقاويل الناس والبحث عنها كما يقال قال فلان كذا وقيل عنه كذا مما يكره حكايته عنه وقيل هو أن يذكر للحادثة عن العلماء أقوالا كثيرة ثم يعمل بأحدها بغير مرجح أو يطلقها من غير تثبت ولا احتياط لبيان الراجح والنهي عن كثرة السؤال يتناول الإلحاف في الطلب والسؤال عما لا يعني السائل وقيل المراد بالنهي المسائل التي نزل فيها لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وقيل يتناول الإكثار من تفريع المسائل ونقل عن مالك أنه قال والله إني لأخشى أن يكون هذا الذي أنتم فيه من تفريع المسائل ومن ثم كره جماعة من السلف السؤال عما لم يقع لما يتضمن من التكلف في الدين والتنطع والرجم بالظن من غير ضرورة .
وقد تقدم كثير من هذه المباحث عند شرح الحديث في كتاب الصلاة وأن المراد بالنهي عن كثرة السؤال في المال ورجحه بعضهم لمناسبته لقوله " وإضاعة المال " وتقدم شيء من هذا في كتاب الزكاة وأما من فسره بكثرة سؤال الناس عن أحوالهم وما في أيديهم أو عن أحداث الزمان وما لا يعني السائل فإنه بعيد ; لأنه داخل في قوله : نهى عن قيل وقال " والله أعلم
قوله حدثنا علي بن مسلم ) كذا للأكثر ووقع للكشميهني وحده " وقال علي بن مسلم " جزم أبو نعيم في " المستخرج " بما عليه الجمهور
قوله أنبأنا غير واحد منهم nindex.php?page=showalam&ids=17127مغيرة هو ابن مقسم الضبي وفلان ورجل ثالث المراد بفلان nindex.php?page=showalam&ids=16878مجالد بن سعيد فقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه عن زياد بن أيوب nindex.php?page=showalam&ids=14302ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قالا " حدثنا هشيم أنبأنا غير واحد منهم مغيرة nindex.php?page=showalam&ids=16878ومجالد " وكذا أخرجه أبو نعيم في " المستخرج " من طريق أبي خثيمة عن هشيم وكذا أخرجه أحمد عن هشيم ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن nindex.php?page=showalam&ids=14302يعقوب الدورقي لكن قال في روايته " عن غير واحد منهم مغيرة " ولم يسم nindex.php?page=showalam&ids=16878مجالدا . وأخرجه أيضا عن الحسن بن إسماعيل عن هشيم أنبأنا مغيرة وذكر آخر ولم يسمه وكأنه مجالد وأخرجه أبو يعلى عن زكريا بن يحيى عن هشيم عن مغيرة عن الشعبي ولم يذكر مع مغيرة أحدا وأما الرجل الثالث فيحتمل أنه nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17296يحيى بن أبي بكير الكرماني عن هشيم قال أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند وغيره عن الشعبي به ويحتمل أن يكون زكريا بن أبي زائدة أو إسماعيل بن أبي خالد فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق الحسن بن علي بن راشد الواسطي عن هشيم عن مغيرة nindex.php?page=showalam&ids=15926وزكريا بن أبي زائدة nindex.php?page=showalam&ids=16878ومجالد nindex.php?page=showalam&ids=12428وإسماعيل بن أبي خالد كلهم عن الشعبي والحسن المذكور ثقة من شيوخ أبي داود تكلم فيه عبدان بما لا يقدح فيه وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : لم أر له حديثا منكرا
قوله فكتب إليه المغيرة ) ظاهره أن المغيرة باشر الكتابة وليس كذلك فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من طريق عاصم الأحول عن الشعبي " أن معاوية كتب إلى المغيرة اكتب إلي بحديث سمعته فدعا غلامه ورادا فقال [ ص: 314 ] اكتب " فذكره . وقوله لا إله إلا الله - إلى قوله - وهو على كل شيء قدير زاد في نسخة الصغاني هنا " ثلاث مرات " وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير عن وراد " كتب معاوية إلى المغيرة : اكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال فكتبت إليه بخطي " ولم أقف على تسمية من كتب لمعاوية صريحا إلا أن المغيرة كان معاوية أمره على الكوفة في سنة إحدى وأربعين إلى أن مات سنة خمسين أو في التي بعدها وكان كاتب معاوية إذ ذاك عبيد بن أوس الغساني . وفي الحديث حجة على من لم يعمل في الرواية بالمكاتبة .
واعتل بعضهم بأن العمدة حينئذ على الذي بلغ الكتاب كأن يكون الذي أرسله أمره أن يوصل الكتاب وأن يبلغ ما فيه مشافهة وتعقب بأن هذا يحتاج إلى نقل وعلى تقدير وجوده فتكون الرواية عن مجهول ولو فرض أنه ثقة عند من أرسله ومن أرسل إليه فتجيء فيه مسألة التعديل على الإبهام والمرجح عدم الاعتداد به
قوله وعن هشيم أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ) هو موصول بالطريق التي قبله وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=14302يعقوب الدورقي nindex.php?page=showalam&ids=15936وزياد بن أيوب قالا " حدثنا هشيم عن عبد الملك به "
قوله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا أطلق وظاهره أن الرواية كالتي قبلها وهو كذلك عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، وأخرجه أبو نعيم من طريق أبي الربيع الزهراني عن هشيم فقال في سياقه " كتب معاوية إلى المغيرة أن اكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فذكره