6142 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17258همام حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عن nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت nindex.php?page=hadith&LINKID=656026عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة أو بعض أزواجه إنا لنكره الموت قال ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه اختصره أبو داود وعمرو عن شعبة وقال سعيد عن قتادة عن زرارة عن سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
[ ص: 365 ] قوله باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ) هكذا ترجم بالشق الأول من الحديث الأول إشارة إلى بقيته على طريق الاكتفاء قال العلماء محبة الله لعبده إرادته الخير له وهدايته إليه وإنعامه عليه وكراهته له على الضد من ذلك
قوله حدثنا حجاج ) هو ابن المنهال البصري وهو من كبار شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وقد روى عن همام أيضا nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد المصيصي لكن لم يدركه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
قوله عن قتادة ) لهمام فيه إسناد آخر أخرجه أحمد عن عفان عن همام عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى " حدثني فلان ابن فلان أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فذكر الحديث بطوله بمعناه وسنده قوي وإبهام الصحابي لا يضر وليس ذلك اختلافا على همام فقد أخرجه أحمد عن عفان عن همام عن قتادة .
قوله عن أنس ) في رواية شعبة عن قتادة " سمعت أنسا " وسيأتي بيانه في الرواية المعلقة
قوله عن عبادة بن الصامت ) قد رواه حميد عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بغير واسطة أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار من طريقه وذكر البزار أنه تفرد به فإن أراد مطلقا وردت عليه رواية قتادة وإن أراد بقيد كونه جعله من مسند أنس سلم
قوله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه قال الكرماني : ليس الشرط سببا للجزاء بل الأمر بالعكس ولكنه على تأويل الخبر أي من أحب لقاء الله أخبره بأن الله أحب لقاءه وكذا الكراهة وقال غيره فيما نقله nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره " من " هنا خبرية وليست شرطية فليس معناه أن سبب حب الله لقاء العبد حب العبد لقاءه ولا الكراهة ولكنه صفة حال الطائفتين في أنفسهم عند ربهم والتقدير من أحب لقاء الله فهو الذي أحب الله [ ص: 366 ] لقاءه وكذا الكراهة
قلت ولا حاجة إلى دعوى نفي الشرطية فسيأتي في التوحيد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=855662قال الله عز وجل إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه الحديث فيعين أن " من " في حديث الباب شرطية وتأويلها ما سبق وفي قوله : أحب الله لقاءه " العدول عن الضمير إلى الظاهر تفخيما وتعظيما ودفعا لتوهم عود الضمير على الموصول لئلا يتحد في الصورة المبتدأ والخبر ففيه إصلاح اللفظ لتصحيح المعنى وأيضا فعود الضمير على المضاف إليه قليل وقرأت بخط ابن الصائغ في " شرح المشارق " يحتمل أن يكون لقاء الله مضافا للمفعول فأقامه مقام الفاعل ولقاءه إما مضاف للمفعول أو للفاعل الضمير أو للموصول لأن الجواب إذا كان شرطا فالأولى أن يكون فيه ضمير نعم هو موجود هنا ولكن تقديرا
قوله ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قال المازري : من قضى الله بموته لا بد أن يموت وإن كان كارها للقاء الله ولو كره الله موته لما مات فيحمل الحديث على كراهته سبحانه وتعالى الغفران له وإرادته لإبعاده من رحمته قلت ولا اختصاص لهذا البحث بهذا الشق فإنه يأتي مثله في الشق الأول كأن يقال مثلا من قضى الله بامتداد حياته لا يموت ولو كان محبا للموت إلخ
قوله قالت عائشة أو بعض أزواجه ) كذا في هذه الرواية بالشك وجزم سعد بن هشام في روايته عن عائشة بأنها هي التي قالت ذلك ولم يتردد وهذه الزيادة في هذا الحديث لا تظهر صريحا هل هي من كلام عبادة والمعنى أنه سمع الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع مراجعة عائشة أو من كلام أنس بأن يكون حضر ذلك فقد وقع في رواية حميد التي أشرت إليها بلفظ " فقلنا يا رسول الله " فيكون أسند القول إلى جماعة وإن كان المباشر له واحدا وهيعائشة وكذا وقع في رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى التي أشرت إليها وفيها nindex.php?page=hadith&LINKID=855663فأكب القوم يبكون وقالوا إنا نكره الموت قال ليس ذلك nindex.php?page=showalam&ids=12508ولابن أبي شيبة من طريق أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحو حديث الباب وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=855664قيل يا رسول الله ما منا من أحد إلا وهو يكره الموت فقال إذا كان ذلك كشف له ويحتمل أيضا أن يكون من كلام قتادة أرسله في رواية همام ووصله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة عنه عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة فيكون في رواية همام إدراج وهذا أرجح في نظري فقد أخرجه مسلم عن هداب بن خالد عن همام مقتصرا على أصل الحديث دون قوله : فقالت عائشة إلخ " ثم أخرجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة موصولا تاما وكذا أخرجه هو وأحمد من رواية شعبة nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية سليمان التيمي كلاهما عن قتادة وكذا جاء عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وغير واحد من الصحابة بدون المراجعة وقد أخرجه الحسن بن سفيان وأبو يعلى جميعا عن هدبة بن خالد عن همام تاما كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن حجاج عن همام وهدبة هو هداب شي مسلم فكأن مسلما حذف الزيادة عمدا لكونها مرسلة من هذا الوجه واكتفى بإيرادها موصولة من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة وقد رمز nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلى ذلك حيث علق رواية شعبة بقوله اختصره إلخ وكذا أشار إلى رواية سعيد تعليقا وهذا من العلل الخفية جدا
وقول عائشة والموت دون لقاء الله يبين أن الموت غير اللقاء ولكنه معترض دون الغرض المطلوب فيجب أن يصبر عليه ويحتمل مشاقه حتى يصل إلى الفوز باللقاء قال الطيبي : يريد أن قول عائشة إنا لنكره الموت يوهم أن المراد بلقاء الله في الحديث الموت وليس كذلك لأن لقاء الله غير الموت بدليل قوله في الرواية الأخرى " والموت دون لقاء الله " لكن لما كان الموت وسيلة إلى لقاء الله عبر عنه بلقاء الله وقد سبق nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير إلى تأويل لقاء الله بغير الموت nindex.php?page=showalam&ids=12074الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام فقال ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته لأن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة
قال ومما يبين ذلك أن الله - تعالى - عاب قوما بحب الحياة فقال إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معنى محبة العبد للقاء الله إيثاره الآخرة على الدنيا فلا يحب استمرار الإقامة فيها بل يستعد للارتحال عنها والكراهة بضد ذلك وقال النووي : معنى الحديث أن المحبة والكراهة التي تعتبر شرعا هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة حيث يكشف الحال للمحتضر ويظهر له ما هو صائر إليه
قوله بشر بعذاب الله وعقوبته ) في رواية سعد بن هشام بشر بعذاب الله وسخطه وفي رواية حميد عن أنس وإن الكافر أو الفاجر إذا جاءه ما هو صائر إليه من السوء أو ما يلقى من الشر إلخ " وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى نحو ما مضى
قوله اختصره أبو داود وعمرو عن شعبة ) يعني عن قتادة عن أنس عن عبادة ومعنى اختصاره أنه [ ص: 368 ] اقتصر على أصل الحديث دون قوله : فقالت عائشة إلخ " فأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود وهو الطيالسي فوصلها الترمذي عن محمود بن غيلان عن أبي داود وكذا وقع لنا بعلو في مسند nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي وأما رواية عمرو وهو ابن مرزوق فوصلها nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في " المعجم الكبير " عن nindex.php?page=showalam&ids=15061أبي مسلم الكجي ويوسف بن يعقوب القاضي كلاهما عن عمرو بن مرزوق وكذا أخرجه أحمد عن محمد بن جعفر عن شعبة وهو عند مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16769محمد بن جعفر وهو غندر .
قوله وقال سعيد عن قتادة إلخ وصله مسلم من طريق خالد بن الحارث ومحمد بن بكر كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة كما تقدم بيانه وكذا أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ووقع لنا بعلو في " كتاب البعث " لابن أبي داود وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم البداءة بأهل الخير في الذكر لشرفهم وإن كان أهل الشر أكثر وفيه أن المجازاة من جنس العمل فإنه قابل المحبة بالمحبة والكراهة بالكراهة وفيه أن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة وفيه نظر فإن اللقاء أعم من الرؤية ويحتمل على بعد أن يكون في قوله " لقاء الله " حذف تقديره لقاء ثواب الله ونحو ذلك ووجه البعد فيه الإتيان بمقابله لأن أحدا من العقلاء لا يكره لقاء ثواب الله بل كل من يكره الموت إنما يكرهه خشية أن لا يلقى ثواب الله إما لإبطائه عن دخول الجنة بالشغل بالتبعات وإما لعدم دخولها أصلا كالكافر .
وفيه أن المحتضر إذا ظهرت عليه علامات السرور كان ذلك دليلا على أنه بشر بالخير وكذا بالعكس وفيه أن محبة لقاء الله لا تدخل في النهي عن تمني الموت لأنها ممكنة مع عدم تمني الموت كأن تكون المحبة حاصلة لا يفترق حاله فيها بحصول الموت ولا بتأخره وأن النهي عن تمني الموت محمول على حالة الحياة المستمرة وأما عند الاحتضار والمعاينة فلا تدخل تحت النهي بل هي مستحبة وفيه أن في كراهة الموت في حال الصحة تفصيلا فمن كرهه إيثارا للحياة على ما بعد الموت من نعيم الآخرة كان مذموما ومن كرهه خشية أن يفضي إلى المؤاخذة كأن يكون مقصرا في العمل لم يستعد له بالأهبة بأن يتخلص من التبعات ويقوم بأمر الله كما يجب فهو معذور لكن ينبغي لمن وجد ذلك أن يبادر إلى أخذ الأهبة حتى إذا حضره الموت لا يكرهه بل يحبه لما يرجو بعده من لقاء الله - تعالى - .