باب نفخ الصور قال مجاهد الصور كهيئة البوق زجرة صيحة وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الناقور الصور الراجفة النفخة الأولى و الرادفة النفخة الثانية
" 9741 [ ص: 375 ] قوله باب نفخ الصور ) تكرر ذكره في القرآن في الأنعام والمؤمنين والنمل والزمر وق وغيرها وهو بضم المهملة وسكون الواو وثبت كذلك في القراءات المشهورة والأحاديث وذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري أنه قرأها بفتح الواو جمع صورة وتأوله على أن المراد النفخ في الأجساد لتعاد إليها الأرواح وقال أبو عبيدة في " المجاز " يقال الصور يعني بسكون الواو جمع صورة كما يقال سور المدينة جمع سورة قال الشاعر "
قوله قال مجاهد الصور كهيئة البوق ) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال في قوله - تعالى - ونفخ في الصور قال كهيئة البوق وقال صاحب الصحاح البوق الذي يزمر به وهو معروف ويقال للباطل يعني يطلق ذلك عليه مجازا لكونه من جنس الباطل .
تنبيه لا يلزم من كون الشيء مذموما أن لا يشبه به الممدوح فقد وقع تشبيه صوت الوحي بصلصلة الجرس مع النهي عن استصحاب الجرس كما تقدم تقريره في بدء الوحي والصور إنما هو قرن كما جاء في الأحاديث المرفوعة وقد وقع في قصة بدء الأذان بلفظ البوق والقرن في الآلة التي يستعملها اليهود للأذان ويقال إن الصور اسم القرن بلغة أهل اليمن وشاهده قول الشاعر
نحن نفخناهم غداة النقعين نطحا شديدا لا كنطح الصورين
( تنبيه ) اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام ونقل فيه nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي الإجماع ووقع التصريح به في حديث nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه المذكور وفي حديث أبي سعيد عند nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند ابن مردويه وكذا في حديث الصور الطويل الذي أخرجه عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري وأبو يعلى في الكبير nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الطوالات وعلي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ومداره على إسماعيل بن رافع واضطرب في سنده مع ضعفه فرواه عن nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل مبهم ومحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا في تفسيره عن محمد بن عجلان عن nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع وخفي عليه أن الشامي أضعف منه ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : إنه متروك يضع الحديث وقال الخليلي : شيخ ضعيف شحن تفسيره بما لا يتابع عليه .
قوله الراجفة النفخة الأولى والرادفة النفخة الثانية ) هو من تفسير ابن عباس أيضا وصله الطبري أيضا nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم بالسند المذكور وقد تقدم بيانه في تفسير سورة والنازعات وبه جزم الفراء وغيره في " معاني القرآن " وعن مجاهد قال الراجفة الزلزلة والرادفة الدكدكة أخرجه الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري وغيرهما عنه ونحوه في حديث الصور الطويل قال في رواية علي بن معبد : ثم ترتج الأرض وهي الراجفة فتكون الأرض كالسفينة في البحر تضربها الأمواج ويمكن الجمع بأن الزلزلة تنشأ عن نفخة الصعق
" 9742 ثم ذكر المصنف حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : " إن الناس يصعقون " وقد تقدم شرحه في قصة موسى عليه السلام من أحاديث الأنبياء وذكرت فيه ما نقل عن nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم أن النفخ في الصور يقع أربع مرات وتعقب كلامه في ذلك ثم رأيت في كلام nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي أنها ثلاث نفخة الفزع كما في النمل ونفخة الصعق كما في الزمر ونفخة البعث وهي المذكورة في الزمر أيضا قال القرطبي : والصحيح أنهما نفختان فقط لثبوت الاستثناء بقوله - تعالى - إلا من شاء الله في كل من الآيتين ولا يلزم من مغايرة الصعق للفزع أن لا يحصلا معا من النفخة الأولى ثم وجدت مستند nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي في حديث الصور الطويل فقال فيه nindex.php?page=hadith&LINKID=855795ثم ينفخ في الصور ثلاث نفخات نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالمين أخرجه الطبري هكذا مختصرا وقد ذكرت أن سنده ضعيف ومضطرب وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أنهما نفختان ولفظه في أثناء حديث مرفوع nindex.php?page=hadith&LINKID=855796ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بسند قوي عن ابن مسعود موقوفا ثم يقوم ملك الصور بين السماء والأرض فينفخ فيه والصور قرن فلا يبقى لله خلق في السماوات ولا في الأرض إلا مات إلا من شاء ربك ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون وفي حديث أوس بن أوس الثقفي رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=855797إن أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه الصعقة وفيه النفخة الحديث أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقد تقدم في تفسير سورة الزمر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بين النفختين أربعون وفي كل ذلك دلالة على أنهما نفختان فقط وقد تقدم شرحه هناك وفيه شرح قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة لما قيل له أربعون سنة " أبيت " بالموحدة ومعناه امتنعت من تبيينه لأني لا أعلمه فلا أخوض فيه بالرأي وقال القرطبي في " التذكرة " يحتمل قوله امتنعت أن يكون عنده علم منه ولكنه لم يفسره لأنه لم تدع الحاجة إلى بيانه ويحتمل أن يريد امتنعت أن أسأل عن تفسيره فعلى الثاني لا يكون عنده علم منه قال وقد جاء أن بين النفختين أربعين عاما قلت وقع كذلك في طريق ضعيف عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في تفسير ابن مردويه وأخرج ابن المبارك في " الرقائق " من مرسل الحسن بين النفختين أربعون سنة الأولى يميت الله بها كل حي والأخرى يحيي الله بها كل ميت ونحوه عند ابن مردويه من حديث ابن عباس وهو ضعيف أيضا وعنده أيضا ما يدل على أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة لم يكن عنده علم بالتعيين فأخرج عنه بسند جيد أنه لما قالوا " أربعون [ ص: 378 ] ماذا " قال " هكذا سمعت " وأخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة فذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة منقطعا ثم قال " قال أصحابه ما سألناه عن ذلك ولا زادنا عليه غير أنهم كانوا يرون من رأيهم أنها أربعون سنة " وفي هذا تعقب على قول nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي : اتفقت الروايات على أن بين النفختين أربعين سنة .
الأول أنهم الموتى كلهم لكونهم لا إحساس لهم فلا يصعقون وإلى هذا جنح القرطبي في " المفهم " وفيه ما فيه ومستنده أنه لم يرد في تعيينهم خبر صحيح وتعقبه صاحبه القرطبي في " التذكرة " >[1] فقال قد صح فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ; وفي الزهد nindex.php?page=showalam&ids=17259لهناد بن السري عن سعيد بن جبير موقوفا هم الشهداء وسنده إلى سعيد صحيح وسأذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الذي بعده وهذا هو القول الثاني
الثالث الأنبياء وإلى ذلك جنح nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في تأويل الحديث في تجويزه أن يكون موسى ممن استثنى الله قال ووجهه عندي أنهم أحياء عند ربهم كالشهداء فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى صعقوا ثم لا يكون ذلك موتا في جميع معانيه إلا في ذهاب الاستشعار وقد جوز النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون موسى ممن استثنى الله فإن كان منهم فإنه لا يذهب استشعاره في تلك الحالة بسبب ما وقع له في صعقة الطور ثم ذكر أثر سعيد بن جبير في الشهداء وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=855690عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سأل جبريل عن هذه الآية من الذين لم يشأ الله أن يصعقوا ؟ قال هم شهداء الله عز وجل صححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ورواته ثقات ورجحه الطبري .
الرابع قال يحيى بن سلام في تفسيره بلغني أن آخر من يبقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ثم يموت الثلاثة ثم يقول الله لملك الموت مت فيموت قلت : وجاء نحو هذا مسندا في حديث أنس أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وابن مردويه بلفظ فكان ممن استثنى الله ثلاثة جبريل وميكائيل وملك الموت الحديث وسنده ضعيف وله طريق أخرى عن أنس ضعيفة أيضا عند الطبري وابن مردويه وسياقه أتم وأخرج الطبري بسند صحيح عن إسماعيل السدي ووصله إسماعيل بن أبي زياد الشامي في تفسيره عن ابن عباس مثل يحيى بن سلام ونحوه عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أخرجه الطبري وزاد " ليس فيهم حملة العرش لأنهم فوق السماوات "
الخامس يمكن أن يؤخذ مما في الرابع
السادس الأربعة المذكورون وحملة العرش وقع ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الطويل المعروف بحديث الصور وقد تقدمت الإشارة إليه وأن سنده ضعيف مضطرب وعن كعب الأحبار نحوه وقال هم اثنا عشر أخرجه ابن أبي حاتم وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم مقطوعا [ ص: 379 ] ورجاله ثقات وجمع في حديث الصور بين هذا القول وبين القول إنهم الشهداء ففيه " nindex.php?page=hadith&LINKID=855691فقال أبو هريرة يا رسول الله فمن استثني حين الفزع ؟ قال الشهداء " ثم ذكر نفخة الصعق على ما تقدم .
السابع موسى وحده أخرجه الطبري بسند ضعيف عن أنس وعن قتادة وذكره الثعلبي عن جابر .
الثامن الولدان الذين في الجنة والحور العين .
التاسع هم وخزان الجنة والنار وما فيها من الحيات والعقارب حكاهما الثعلبي عن الضحاك بن مزاحم .
العاشر الملائكة كلهم جزم به أبو محمد بن حزم في " الملل والنحل " فقال الملائكة أرواح لا أرواح فيها فلا يموتون أصلا وأما ما وقع عند الطبري بسند صحيح عن قتادة قال قال الحسن يستثني الله وما يدع أحدا إلا أذاقه الموت فيمكن أن يعد قولا آخر قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي استضعف بعض أهل النظر أكثر هذه الأقوال لأن الاستثناء وقع من سكان السماوات والأرض وهؤلاء ليسوا من سكانها لأن العرش فوق السماوات فحملته ليسوا من سكانها وجبريل وميكائيل من الصافين حول العرش ولأن الجنة فوق السماوات والجنة والنار عالمان بانفرادهما خلقتا للبقاء ويدل على أن المستثنى غير الملائكة ما أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث لقيط بن عامر مطولا وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=855692يلبثون ما لبثهم ثم تبعث الصائحة فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من أحد إلا مات حتى الملائكة الذين مع ربك .