" 9753 قوله في الطريق الثانية قام فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب وقع لمسلم بدل قوله : يخطب " بموعظة " أخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه nindex.php?page=showalam&ids=12166ومحمد بن المثنى قال واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر بسنده المذكور هنا وكذا أخرجه أحمد عن محمد بن جعفر .
قوله فقال إنكم زاد nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى " يا أيها الناس إنكم "
قوله تحشرون ) في رواية الكشميهني " محشورون " وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى .
قوله حفاة لم يقع فيه أيضا " مشاة "
قوله عراة ) قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وقع في حديث أبي سعيد يعني الذي أخرجه أبو داود وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها وقال " سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=855708إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها ويجمع بينهما بأن بعضهم يحشر عاريا وبعضهم كاسيا أو يحشرون كلهم عراة ثم يكسى الأنبياء فأول من يكسى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أو يخرجون من القبور بالثياب التي ماتوا فيها ثم تتناثر عنهم عند ابتداء الحشر فيحشرون عراة ثم يكون أول من يكسى إبراهيم وحمل بعضهم حديث أبي سعيد على الشهداء لأنهم الذين أمر أن يزملوا في ثيابهم ويدفنوا فيها فيحتمل أن يكون أبو سعيد سمعه في الشهيد فحمله على العموم وممن حمله على عمومه معاذ بن جبل فأخرج ابن أبي الدنيا بسند حسن عن nindex.php?page=showalam&ids=16699عمرو بن الأسود قال nindex.php?page=hadith&LINKID=855810دفنا أم معاذ بن جبل فأمر بها فكفنت في ثياب جدد وقال أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يحشرون فيها قال وحمله بعض أهل العلم على العمل وإطلاق الثياب على العمل وقع في مثل قوله - تعالى - ولباس التقوى ذلك خير وقوله - تعالى - وثيابك فطهر على أحد الأقوال وهو قول قتادة قال معناه وعملك فأخلصه ويؤكد ذلك حديث جابر رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=848109يبعث كل عبد على ما مات عليه أخرجه مسلم وحديث فضالة بن عبيد من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة الحديث أخرجه أحمد ورجح القرطبي الحمل على ظاهر الخبر ويتأيد بقوله - تعالى - ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وقوله - تعالى - كما بدأكم تعودون وإلى ذلك الإشارة في حديث الباب بذكر قوله - تعالى - كما بدأنا أول خلق نعيده عقب قوله : حفاة عراة " قال فيحمل ما دل عليه حديث أبي سعيد على الشهداء لأنهم يدفنون بثيابهم فيبعثون فيها تمييزا لهم عن غيرهم وقد نقله nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن أكثر العلماء ومن حيث النظر إن الملابس في الدنيا أموال ولا مال في الآخرة مما كان في الدنيا ولأن الذي يقي النفس مما تكره في الآخرة ثواب بحسن عملها أو رحمة مبتدأة من الله وأما ملابس الدنيا فلا تغني عنها شيئا قاله nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي . وذهب الغزالي إلى ظاهر حديث أبي سعيد وأورده بزيادة لم أجد لها أصلا وهي nindex.php?page=hadith&LINKID=855811فإن أمتي تحشر في أكفانها وسائر الأمم عراة قال القرطبي : إن ثبت حمل على الشهداء من أمته حتى لا تتناقض الأخبار
قوله ( غرلا ) بضم المعجمة وسكون الراء جمع أغرل وهو الأقلف وزنه ومعناه وهو من بقيت غرلته وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذكر قال أبو هلال العسكري : لا تلتقي اللام مع الراء في كلمة إلا في أربع أرل اسم جبل وورل اسم حيوان معروف وحرل ضرب من الحجارة والغرلة واستدرك عليه كلمتان هرل ولد الزوجة وبرل الديك الذي يستدير بعنقه والستة حوشية إلا الغرلة قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : يحشر الآدمي عاريا ولكل من الأعضاء ما كان له يوم ولد فمن قطع منه شيء يرد حتى الأقلف وقال أبو الوفاء بن عقيل : حشفة الأقلف [ ص: 392 ] موقاة بالقلفة فتكون أرق فلما أزالوا تلك القطعة في الدنيا أعادها الله - تعالى - ليذيقها من حلاوة فضله
قوله وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل ) تقدم بعض الكلام عليه في أحاديث الأنبياء قال القرطبي في " شرح مسلم : يجوز أن يراد بالخلائق من عدا نبينا - صلى الله عليه وسلم - فلم يدخل هو في عموم خطاب نفسه وتعقبه تلميذه القرطبي أيضا في " التذكرة " فقال هذا حسن لولا ما جاء من حديث علي يعني الذي أخرجه ابن المبارك في الزهد من طريق عبد الله بن الحارث عن علي قال " أول من يكسى يوم القيامة خليل الله عليه السلام قبطيتين ثم يكسى محمد - صلى الله عليه وسلم - حلة حبرة عن يمين العرش .
قلت وقد أخرج ابن منده من حديث حيدة بفتح المهملة وسكون التحتانية رفعه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=855814أول من يكسى إبراهيم يقول الله اكسوا خليلي ليعلم الناس اليوم فضله عليهم . قلت وقد تقدم شيء من هذا في ترجمة إبراهيم من بدء الخلق وإنه لا يلزم من تخصيص إبراهيم عليه السلام بأنه أول من يكسى أن يكون أفضل من نبينا عليه الصلاة والسلام مطلقا وقد ظهر لي الآن أنه يحتمل أن يكون نبينا عليه الصلاة والسلام خرج من قبره في ثيابه التي مات فيها والحلة التي يكساها حينئذ من حلل الجنة خلعة الكرامة بقرينة إجلاسه على الكرسي عند ساق العرش فتكون أولية إبراهيم في الكسوة بالنسبة لبقية الخلق وأجاب nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي بأنه يكسى أولا ثم يكسى نبينا - صلى الله عليه وسلم - على ظاهر الخبر لكن حلة نبينا - صلى الله عليه وسلم - أعلى وأكمل فتجبر نفاستها ما فات من الأولية والله أعلم
قوله فأقول يا رب أصحابي ) في رواية أحمد " فلأقولن " وفي رواية أحاديث الأنبياء " أصيحابي " بالتصغير وكذا هو في حديث أنس وهو خبر مبتدأ محذوف تقديره هؤلاء
قوله فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا - إلى قوله - الحكيم ) كذا لأبي ذر وفي رواية غيره زيادة ما دمت فيهم والباقي سواء
قوله قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم ) وقع في رواية الكشميهني " لن يزالوا " ووقع في ترجمة مريم من أحاديث الأنبياء قال الفربري ذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=12070أبي عبد الله البخاري عن قبيصة قال هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من وجه آخر عن قبيصة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين ويدل قوله " أصيحابي " بالتصغير على قلة عددهم وقال غيره قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة ورجح بقوله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " فأقول بعدا لهم وسحقا " ويؤيده كونهم خفي عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه وهذا يرده قوله في حديث أنس " حتى إذا عرفتهم " وكذا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وقال ابن التين يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر وقيل هم قوم من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة وقال الداودي : لا يمتنع دخول أصحاب الكبائر والبدع في ذلك وقال النووي قيل هم المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة فيناديهم من أجل السيما التي عليهم فيقال إنهم بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه .
قال عياض وغيره وعلى هذا فيذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ نورهم وقيل لا يلزم أن تكون عليهم السيما بل يناديهم لما كان يعرف من إسلامهم وقيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام وعلى هذا فلا يقطع بدخول هؤلاء النار لجواز أن يذادوا عن الحوض أولا عقوبة لهم ثم يرحموا ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل فعرفهم بالسيما سواء كانوا في زمنه أو بعده ورجح عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر إنهم من ارتد بعده - صلى الله عليه وسلم - ولا يلزم من معرفته لهم أن يكون عليهم السيما لأنها كرامة يظهر بها عمل المسلم والمرتد قد حبط عمله فقد يكون عرفهم بأعيانهم لا بصفتهم باعتبار ما كانوا عليه قبل ارتدادهم ولا يبعد أن يدخل في ذلك أيضا من كان في زمنه من المنافقين وسيأتي في حديث الشفاعة " وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها " فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين فيعرف أعيانهم ولو لم يكن لهم تلك السيما فمن عرف صورته ناداه مستصحبا لحاله التي فارقه عليها في الدنيا وأما دخول أصحاب البدع في ذلك فاستبعد لتعبيره في الخبر بقوله : أصحابي " وأصحاب البدع إنما حدثوا بعده وأجيب بحمل الصحبة على المعنى الأعم واستبعد أيضا أنه لا يقال للمسلم ولو كان مبتدعا سحقا وأجيب بأنه لا يمتنع أن يقال ذلك لمن علم أنه قضي عليه بالتعذيب على معصية ثم ينجو بالشفاعة فيكون قوله سحقا تسليما لأمر الله مع بقاء الرجاء وكذا القول في أصحاب الكبائر .