" 9757 قوله باب إن زلزلة الساعة شيء عظيم ) أشار بهذه الترجمة إلى ما وقع في بعض طرق الحديث الأول أنه - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية عند ذكر الحديث والزلزلة الاضطراب وأصله من الزلل وفي تكرير الزاي فيه تنبيه على ذلك والساعة في الأصل جزء من الزمان واستعيرت ليوم القيامة كما تقدم في " باب سكرات الموت " وقال الزجاج : معنى الساعة الوقت الذي تقوم فيه القيامة إشارة إلى أنها ساعة خفيفة يقع فيها أمر عظيم وقيل سميت ساعة لوقوعها بغتة أو لطولها أو لسرعة الحساب فيها أو لأنها عند الله خفيفة مع طولها على الناس
قوله ( أزفت الآزفة : اقتربت الساعة ) هو من الأزف بفتح الزاي وهو القرب يقال أزف كذا أي قرب وسميت الساعة آزفة لقربها أو لضيق وقتها واتفق المفسرون على أن معنى أزفت اقتربت أو دنت
" 9758 قوله : nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير هو ابن عبد الحميد .
قوله عن الأعمش عن أبي صالح ) في رواية أبي أسامة في بدء الخلق nindex.php?page=showalam&ids=15730وحفص بن غياث في تفسير سورة الحج كلاهما " عن الأعمش حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح " وهو ذكوان nindex.php?page=showalam&ids=44وأبو سعيد هو الخدري .
قوله يقول الله كذا وقع للأكثر غير مرفوع وبه جزم أبو نعيم في " المستخرج " وفي رواية كريمة بإثبات قوله " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وكذا وقع لمسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة عن جرير بسند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري [ ص: 397 ] فيه ونحوه في رواية أبي أسامة وحفص وقد ظهر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي قبله أن خطاب آدم بذلك أول شيء يقع يوم القيامة ولفظه أول من يدعى يوم القيامة آدم عليه السلام فتراءى ذريته بمثناة واحدة ومد ثم همزة مفتوحة ممالة وأصله فتتراءى فحذفت إحدى التاءين وتراءى الشخصان تقابلا بحيث صار كل منهما يتمكن من رؤية الآخر ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق الدراوردي عن ثور " فتتراءى له ذريته " على الأصل وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " فيقال هذا أبوكم " وفي رواية الدراوردي " فيقولون هذا أبوكم "
قوله فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك في الاقتصار على الخير نوع تعطيف ورعاية للأدب وإلا فالشر أيضا بتقدير الله كالخير
قوله قال وما بعث النار الواو عاطفة على شيء محذوف تقديره سمعت وأطعت وما بعث النار أي وما مقدار مبعوث النار وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " فيقول يا رب كم أخرج "
قوله من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ) في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " من كل مائة تسعة وتسعين " قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : في حديث أبي سعيد " من كل ألف واحد " وكذا في حديث غيره ويشبه أن يكون حديث ثور يعني راويه عن أبي الغيث عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وهما .
قلت ولعله يريد بقوله غيره ما أخرجه الترمذي من وجهين عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري عن عمران بن حصين نحوه وفي أوله زيادة قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=855834كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فرفع صوته بهاتين الآيتين ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم - إلى شديد فحث أصحابه المطي فقال هل تدرون أي يوم ذاك ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال : ذاك يوم ينادي الله آدم فذكر نحو حديث أبي سعيد وصححه وكذا nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وهذا سياق قتادة عن الحسن من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي عنه ورواه معمر عن قتادة فقال عن أنس أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أيضا ونقل عن الذهلي أن الرواية الأولى هي المحفوظة وأخرجه البزار nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم أيضا من طريق هلال بن خباب بمعجمة وموحدتين الأولى ثقيلة عن عكرمة عن ابن عباس قال " تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية ثم قال هل تدرون فذكر نحوه وكذا وقع في حديث عبد الله بن عمر وعند مسلم رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=855835يخرج الدجال - إلى أن قال - ثم ينفخ في الصور أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال أخرجوا بعث النار وفيه " فيقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فذاك يوم يجعل الولدان شيبا وكذا رأيت هذا الحديث في مسند nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء بمثل العدد المذكور رويناه في " فوائد طلحة بن الصقر " وأخرجه ابن مردويه من حديث أبي موسى نحوه فاتفق هؤلاء على هذا العدد ولم يستحضر nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي لحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة متابعا وقد ظفرت به في مسند أحمد فإنه أخرج من طريق أبي إسحاق الهجري وفيه مقال عن أبي الأحوص عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود نحوه .
وأجاب الكرماني بأن مفهوم العدد لا اعتبار له فالتخصيص بعدد لا يدل على نفي الزائد والمقصود من العددين واحد وهو تقليل عدد المؤمنين وتكثير عدد الكافرين . قلت ومقتضى كلامه الأول [ ص: 398 ] تقديم حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة على حديث أبي سعيد فإنه يشتمل على زيادة فإن حديث أبي سعيد يدل على أن نصيب أهل الجنة من كل ألف واحد وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة يدل على عشرة فالحكم للزائد ومقتضى كلامه الأخير أن لا ينظر إلى العدد أصلا بل القدر المشترك بينهما ما ذكره من تقليل العدد وقد فتح الله - تعالى - في ذلك بأجوبة أخر وهو حمل حديث أبي سعيد ومن وافقه على جميع ذرية آدم فيكون من كل ألف واحد وحمل حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ومن وافقه على من عدا يأجوج ومأجوج فيكون من كل ألف عشرة ويقرب ذلك أن يأجوج ومأجوج ذكروا في حديثأبي سعيد دون حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ويحتمل أن يكون الأول يتعلق بالخلق أجمعين والثاني بخصوص هذه الأمة ويقربه قوله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " إذا أخذ منا " لكن في حديث ابن عباس وإنما أمتي جزء من ألف جزء ويحتمل أن تقع القسمة مرتين مرة من جميع الأمم قبل هذه الأمة فيكون من كل ألف واحد ومرة من هذه الأمة فقط فيكون من كل ألف عشرة ويحتمل أن يكون المراد ببعث النار الكفار ومن يدخلها من العصاة فيكون من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون كافرا ومن كل مائة تسعة وتسعون عاصيا والعلم عند الله - تعالى -
قوله فذاك حين يشيب الصغير وتضع وساق إلى قوله شديد ) ظاهره أن ذلك يقع في الموقف وقد استشكل بأن ذلك الوقت لا حمل فيه ولا وضع ولا شيب ومن ثم قال بعض المفسرين إن ذلك قبل يوم القيامة لكن الحديث يرد عليه وأجاب الكرماني بأن ذلك وقع على سبيل التمثيل والتهويل وسبق إلى ذلك النووي فقال فيه وجهان للعلماء فذكرهما وقال التقدير أن الحال ينتهي أنه لو كانت النساء حينئذ حوامل لوضعت كما تقول العرب " أصابنا أمر يشيب منه الوليد وأقول يحتمل أن يحمل على حقيقته فإن كل أحد يبعث على ما مات عليه فتبعث الحامل حاملا والمرضع مرضعة والطفل طفلا فإذا وقعت زلزلة الساعة وقيل ذلك لآدم ورأى الناس آدم وسمعوا ما قيل له وقع بهم من الوجل ما يسقط معه الحمل ويشيب له الطفل وتذهل به المرضعة ويحتمل أن يكون ذلك بعد النفخة الأولى وقبل النفخة الثانية ويكون خاصا بالموجودين حينئذ وتكون الإشارة بقوله " فذاك " إلى يوم القيامة وهو صريح في الآية ولا يمنع من هذا الحمل ما يتخيل من طول المسافة بين قيام الساعة واستقرار الناس في الموقف ونداء آدم لتمييز أهل الموقف لأنه قد ثبت أن ذلك يقع متقاربا كما قال الله - تعالى - فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة يعني أرض الموقف وقال - تعالى - يوما يجعل الولدان شيبا السماء منفطر به والحاصل أن يوم القيامة يطلق على ما بعد نفخة البعث من أهوال وزلزلة وغير ذلك إلى آخر الاستقرار في الجنة أو النار وقريب منه ما أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو في أشراط الساعة إلى أن ذكر النفخ في الصور إلى أن قال ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . ثم يقال أخرجوا بعث النار فذكره قال فذاك يوم يجعل الولدان شيبا " ووقع في حديث الصور الطويل عند علي بن معبد وغيره ما يؤيد الاحتمال الثاني وقد تقدم بيانه في " باب النفخ في الصور " وفيه بعد قوله وتضع الحوامل ما في بطونها وتشيب الولدان وتتطاير الشياطين " فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض فيأخذهم لذلك الكرب والهول ثم تلا الآيتين من أول الحج الحديث .
قال القرطبي في " التذكرة " هذا الحديث صححه nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي فقال يوم الزلزلة يكون عند النفخة الأولى وفيه ما يكون فيه من الأهوال العظيمة ومن جملتها ما يقال لآدم ولا يلزم من ذلك أن يكون ذلك متصلا بالنفخة الأولى بل له محملان أحدهما أن يكون آخر الكلام منوطا بأوله والتقدير يقال لآدم ذلك في أثناء اليوم الذي يشيب فيه الولدان وغير ذلك وثانيهما أن يكون شيب الولدان عند النفخة الأولى حقيقة والقول لآدم يكون وصفه بذلك إخبارا عن شدته وإن لم يوجد عين ذلك الشيء وقال القرطبي : يحتمل أن يكون المعنى أن ذلك حين يقع لا يهم كل أحد إلا نفسه حتى إن الحامل تسقط من مثله والمرضعة إلخ ونقل عن [ ص: 399 ] nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري في هذه الآية المعنى أن لو كان هناك مرضعة لذهلت وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي واستحسنه القرطبي أنه يحتمل أن يحيي الله حينئذ كل حمل كان قد تم خلقه ونفخت فيه الروح فتذهل الأم حينئذ عنه لأنها لا تقدر على إرضاعه إذ لا غذاء هنا ولا لبن وأما الحمل الذي لم ينفخ فيه الروح فإنه إذا سقط لم يحيى لأن ذلك يوم الإعادة فمن لم يمت في الدنيا لم يحيى في الآخرة
قوله فاشتد ذلك عليهم في حديث ابن عباس " فشق ذلك على القوم ووقعت عليهم الكآبة والحزن وفي حديث عمران عند الترمذي من رواية ابن جدعان عن الحسن " فأنشأ المؤمنون يبكون ومن رواية قتادة عن الحسن " فنبس القوم حتى ما أبدوا بضاحكة ونبس بضم النون وكسر الموحدة بعدها مهملة معناه تكلم فأسرع وأكثر ما يستعمل في النفي وفي رواية شيبان عن قتادة عند ابن مردويه " أبلسوا " وكذا له نحوه من رواية ثابت عن الحسن .
قوله وأينا ذلك الرجل قال الطيبي : يحتمل أن يكون الاستفهام على حقيقته فكان حق الجواب أن ذلك الواحد فلان أو من يتصف بالصفة الفلانية ويحتمل أن يكون استعظاما لذلك الأمر واستشعارا للخوف منه فلذلك وقع الجواب بقوله " أبشروا " ووقع في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " فقالوا يا رسول الله إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى " وفي حديث أبي الدرداء " فبكى أصحابه "
قوله فقال أبشروا ) في حديث ابن عباس : اعملوا وأبشروا ، وفي حديث عمران مثله وللترمذي من طريق ابن جدعان " قاربوا وسددوا ونحوه في حديث أنس .
قوله فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل ظاهره زيادة واحد عما ذكر من تفصيل الألف فيحتمل أن يكون من جبر الكسر والمراد أن من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين أو ألفا إلا واحدا وأما قوله " ومنكم رجل " تقديره والمخرج منكم أو ومنكم رجل مخرج ووقع في بعض الشروح أن لبعض الرواة " فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا بالنصب فيهما على المفعول بإخراج المذكور في أول الحديث أي فإنه يخرج كذا وروى بالرفع على خبر إن واسمها مضمر قبل المجرور أي فإن المخرج منكم رجل ، قلت والنصب أيضا على اسم إن صريحا في الأول وبتقدير في الثاني وهو أولى من الذي قاله فإن فيه تكلفا ووقع في رواية الأصيلي بالرفع في ألف وحده وبالنصب في رجلا ولأبي ذر بالعكس وفي رواية مسلم بالرفع فيهما قال النووي : هكذا في جميع الروايات والتقدير فإنه فحذف الهاء وهي ضمير الشأن وذلك مستعمل كثيرا ووقع في حديث ابن عباس وإنما أمتي جزء من ألف جزء " قال الطيبي : فيه إشارة إلى أن يأجوج ومأجوج داخلون في العدد المذكور والوعيد كما يدل قوله : ربع أهل الجنة " على أن في غير هذه الأمة أيضا من أهل الجنة وقال القرطبي : قوله " من يأجوج ومأجوج ألف " أي منهم وممن كان على الشرك مثلهم وقوله " ومنكم رجل " يعني من أصحابه ومن كان مؤمنا مثلهم .
قلت وحاصله أن الإشارة بقوله " منكم " إلى المسلمين من جميع الأمم وقد أشار إلى ذلك في حديث ابن مسعود بقوله إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة .
قوله ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة تقدم في الباب قبله من حديث ابن مسعود " أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة وكذا في حديث ابن عباس وهو محمول على تعدد القصة فقد تقدم أن القصة التي في حديث ابن مسعود وقعت وهو - صلى الله عليه وسلم - في قبته بمنى والقصة التي في حديث أبي سعيد وقعت وهو - صلى الله عليه وسلم - سائر على راحلته ووقع في رواية ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس " بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسيره في غزوة بني المصطلق " ومثله في مرسل مجاهد عند [ ص: 400 ] الخطيب في " المبهمات " كما سيأتي التنبيه عليه في " باب من يدخل الجنة بغير حساب " ثم ظهر لي أن القصة واحدة وأن بعض الرواة حفظ فيه ما لم يحفظ الآخر إلا أن قول من قال كان ذلك في غزوة بني المصطلق واه والصحيح ما في حديث ابن مسعود وأن ذلك كان بمنى وأما ما وقع في حديثه أنه قال ذلك وهو في قبته فيجمع بينه وبين حديث عمران بأن تلاوته الآية وجوابه عنها اتفق أنه كان وهو سائر ثم قوله " إني لأطمع إلخ " وقع بعد أن نزل وقعد بالقبة وأما زيادة الربع قبل الثلث فحفظها أبو سعيد وبعضهم لم يحفظ الربع وقد تقدمت سائر مباحثه في الحديث الخامس من الباب الذي قبله