6190 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16272أبو النعمان حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=656073أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير قلت ما الثعارير قال الضغابيس وكان قد سقط فمه فقلت nindex.php?page=showalam&ids=16666لعمرو بن دينار أبا محمد سمعت nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يخرج بالشفاعة من النار قال نعم
" 9787 الحديث الحادي عشر قوله : أبو النعمان هو محمد بن الفضل ، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد هو ابن زيد nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو هو ابن دينار ، nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر هو ابن عبد الله الأنصاري .
قوله يخرج من النار بالشفاعة كذا للأكثر من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بحذف الفاعل وثبت في رواية أبي ذر عن السرخسي عن الفربري " يخرج قوم " وكذا nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي في البعث من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي النعمان شيخ [ ص: 434 ] nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه وكذا لمسلم عن أبي الربيع الزهراني عن حماد بن زيد ولفظه " nindex.php?page=hadith&LINKID=855918إن الله يخرج قوما من النار بالشفاعة " وله من رواية سفيان بن عيينة عن عمرو سمع جابر مثله لكن قال " ناس من النار فيدخلهم الجنة " وعند nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وابن أبي عمر عن سفيان عن عمرو فيه سند آخر أخرجاه من رواية عمرو عن nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير فذكره مرسلا وزاد " فقال له رجل - يعني لعبيد بن عمير - وكان الرجل يتهم برأي الخوارج ويقال له هارون أبو موسى : يا أبا عاصم ما هذا الذي تحدثه به ؟ فقال إليك عني لو لم أسمعه من ثلاثين من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لم أحدث به " قلت وقد جاء بيان هذه القصة من وجه آخر أخرجه مسلم من طريق يزيد الفقير بفاء ثم قاف وزن عظيم ولقب بذلك لأنه كان يشكو فقار ظهره لا أنه ضد الغنى قال " خرجنا في عصابة نريد أن نحج ثم نخرج على الناس فمررنا بالمدينة فإذا رجل يحدث وإذا هو قد ذكر الجهنميين فقلت له ما هذا الذي تحدثون به والله يقول : إنك من تدخل النار فقد أخزيته و كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها قال أتقرأ القرآن ؟ قلت نعم ، قال أسمعت بمقام محمد الذي يبعثه الله ؟ قلت نعم . قال فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج من النار بعد أن يكونوا فيها ثم نعت وضع الصراط ومد الناس عليه قال فرجعنا وقلنا أترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فوالله ما خرج منا غير رجل واحد "وحاصله أن الخوارج الطائفة المشهورة المبتدعة كانوا ينكرون الشفاعة وكان الصحابة ينكرون إنكارهم ويحدثون بما سمعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك فأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في البعث من طريق شبيب بن أبي فضالة : ذكروا عند عمران بن حصين الشفاعة فقال رجل إنكم لتحدثونا بأحاديث لا نجد لها في القرآن أصلا فغضب وذكر له ما معناه أن الحديث يفسر القرآن
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور بسند صحيح عن أنس قال من كذب بالشفاعة فلا نصيب له فيها . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في البعث من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس : خطب عمر فقال إنه سيكون في هذه الأمة قوم يكذبون بالرجم ويكذبون بالدجال ويكذبون بعذاب القبر ويكذبون بالشفاعة ، ويكذبون بقوم يخرجون من النار . ومن طريق أبي هلال عن قتادة قال قال أنس : يخرج قوم من النار ولا نكذب بها كما يكذب بها أهل حروراء يعني الخوارج .
وقال ابن عطية : هو كذلك إذا حمل على ما يليق به وبالغ الواحدي في رد هذا القول وأما النقاش فنقل عن أبي داود صاحب السنن أنه قال من أنكر هذا فهو متهم وقد جاء عن ابن مسعود عند الثعلبي وعن ابن عباس عند nindex.php?page=showalam&ids=11868أبي الشيخ وعن nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام قال إن محمدا يوم القيامة على كرسي الرب بين يدي الرب أخرجه الطبري .
قلت فيحتمل أن تكون الإضافة إضافة تشريف وعلى ذلك على ما جاء عن مجاهد وغيره والراجح أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة لكن الشفاعة التي وردت في الأحاديث المذكورة في المقام المحمود نوعان الأول العامة في فصل القضاء والثاني الشفاعة في إخراج المذنبين من النار وحديث سلمان الذي ذكره الطبري أخرجه ابن أبي شيبة أيضا وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحديث كعب أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وأصله في مسلم وحديث ابن مسعود أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وجاء فيه أيضا عن أنس سيأتي في التوحيد وعن ابن عمر كما مضى في الزكاة عن جابر عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من رواية الزهري عن علي بن الحسين عنه واختلف فيه على الزهري فالمشهور عنه أنه مرسل علي بن الحسين كذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر وقال إبراهيم بن سعد عن الزهري عن علي عن رجال من أهل العلم أخرجه ابن أبي حاتم وحديث جابر في ذلك عند مسلم من وجه آخر عنه وفيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ابن مردويه ; وعنده أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ولفظه nindex.php?page=hadith&LINKID=855921سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المقام المحمود فقال هو الشفاعة وعن أبي سعيد عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وقال nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي في تفسيره اختلف في المقام المحمود على ثلاثة أقوال فذكر القولين الشفاعة والإجلاس والثالث إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة
قال القرطبي : هذا لا يغاير القول الأول وأثبت غيره رابعا وهو ما أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن أبي هلال أحد صغار التابعين أنه بلغه أن المقام المحمود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكون يوم القيامة بين الجبار وبين جبريل فيغبطه بمقامه ذلك أهل الجمع . قلت وخامسا هو ما اقتضاه حديث حذيفة وهو ثناؤه على ربه وسيأتي سياقه في شرح الحديث السابع عشر ولكنه لا يغاير الأول أيضا وحكى القرطبي سادسا وهو ما اقتضاه حديث ابن مسعود الذي أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم قال nindex.php?page=hadith&LINKID=855922يشفع نبيكم رابع أربعة جبريل ثم إبراهيم ثم موسى أو عيسى ثم نبيكم لا يشفع أحد في أكثر مما يشفع فيه الحديث وهذا الحديث لم يصرح برفعه وقد ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وقال المشهور قوله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=855923أنا أول شافع . قلت وعلى تقدير ثبوته فليس في شيء من طرقه التصريح بأنه المقام المحمود مع أنه لا يغاير حديث الشفاعة في المذنبين وجوز المحب الطبري سابعا وهو ما اقتضاه حديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك الماضي ذكره فقال بعد أن أورده هذا يشعر بأن المقام المحمود غير الشفاعة ثم قال ويجوز أن تكون الإشارة بقوله " فأقول " إلى المراجعة في الشفاعة
قلت وهذا هو الذي يتجه ويمكن رد الأقوال كلها إلى الشفاعة العامة فإن إعطاءه لواء الحمد وثناءه على ربه وكلامه بين يديه وجلوسه على كرسيه وقيامه أقرب من جبريل كل ذلك صفات للمقام المحمود الذي يشفع فيه ليقضى بين الخلق وأما شفاعته في إخراج المذنبين من النار فمن توابع ذلك واختلف في فاعل الحمد من قوله " مقاما محمودا " فالأكثر على أن المراد به أهل الموقف وقيل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي أنه هو يحمد عاقبة ذلك المقام بتهجده في الليل والأول أرجح لما ثبت من حديث ابن عمر الماضي في الزكاة بلفظ " مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم " ويجوز أن يحمل على أعم من ذلك أي مقاما يحمده القائم فيه وكل من عرفه وهو مطلق في كل ما يجلب [ ص: 436 ] الحمد من أنواع الكرامات واستحسن هذا أبو حيان وأيده بأنه نكرة فدل على أنه ليس المراد مقاما مخصوصا
قال ابن بطال : سلم بعض المعتزلة وقوع الشفاعة لكن خصها بصاحب الكبيرة الذي تاب منها وبصاحب الصغيرة الذي مات مصرا عليها وتعقب بأن من قاعدتهم أن التائب من الذنب لا يعذب وأن اجتناب الكبائر يكفر الصغائر فيلزم قائله أن يخالف أصله وأجيب بأنه لا مغايرة بين القولين إذ لا مانع من أن حصول ذلك للفريقين إنما حصل بالشفاعة لكن يحتاج من قصرها على ذلك إلى دليل التخصيص وقد تقدم في أول الدعوات الإشارة إلى حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=855924شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ولم يخص بذلك من تاب وقال عياض : أثبتت المعتزلة الشفاعة العامة في الإراحة من كرب الموقف وهي الخاصة بنبينا والشفاعة في رفع الدرجات وأنكرت ما عداهما
قلت وفي تسليم المعتزلة الثانية نظر قال النووي تبعا لعياض : الشفاعة خمس في الإراحة من هول الموقف وفي إدخال قوم الجنة بغير حساب وفي إدخال قوم حوسبوا فاستحقوا العذاب أن لا يعذبوا وفي إخراج من أدخل النار من العصاة وفي رفع الدرجات ودليل الأولى سيأتي التنبيه عليه في شرح الحديث السابع عشر ودليل الثانية قوله - تعالى - في جواب قوله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=855925أمتي أمتي أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليهم كذا قيل ويظهر لي أن دليله سؤاله - صلى الله عليه وسلم - الزيادة على السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب فأجيب وقد قدمت بيانه في شرح الحديث المذكور في الباب الذي قبله ودليل الثالثة قوله : في حديث حذيفة عند مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=855926ونبيكم على الصراط يقول رب سلم وله شواهد سأذكرها في شرح الحديث السابع عشر ودليل الرابعة ذكرته فيه أيضا مبسوطا ودليل الخامسة قوله في حديث أنس عند مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=855927أنا أول شفيع في الجنة كذا قاله بعض من لقيناه وقال وجه الدلالة منه أنه جعل الجنة ظرفا لشفاعته قلت وفيه نظر لأني سأبين أنها ظرف في شفاعته الأولى المختصة به والذي يطلب هنا أن يشفع لمن لم يبلغ عمله درجة عالية أن يبلغها بشفاعته
وقد تقدم قريبا أن أرجح الأقوال في أصحاب الأعراف أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم وشفاعة أخرى وهي شفاعته فيمن قال لا إله إلا الله ولم يعمل خيرا قط ومستندها رواية الحسن عن أنس كما سيأتي بيانه في شرح الباب الذي يليه ولا يمنع من عدها قول الله - تعالى - له " ليس ذلك إليك " لأن النفي يتعلق بمباشرة الإخراج وإلا فنفس [ ص: 437 ] الشفاعة منه قد صدرت وقبولها قد وقع وترتب عليها أثرها فالوارد على الخمسة أربعة وما عداها لا يرد كما ترد الشفاعة في التخفيف عن صاحبي القبرين وغير ذلك لكونه من جملة أحوال الدنيا قوله كأنهم الثعارير ) بمثلثة مفتوحة ثم مهملة واحدها ثعرور كعصفور
قوله قلت وما الثعارير سقطت الواو لغير الكشميهني .
قوله قال الضغابيس بمعجمتين ثم موحدة بعدها مهملة أما الثعارير فقال ابن الأعرابي : هي قثاء صغار وقال أبو عبيدة مثله وزاد ويقال بالشين المعجمة بدل المثلثة وكأن هذا هو السبب في قول الراوي وكان عمرو ذهب فمه - أي سقطت أسنانه - فنطق بها ثاء مثلثة وهي شين معجمة وقيل هو نبت في أصول الثمام كالقطن ينبت في الرمل ينبسط عليه ولا يطول ووقع تشبيههم بالطراثيث في حديث حذيفة وهي بالمهملة ثم المثلثة هي الثمام بضم المثلثة وتخفيف الميم وقيل الثعرور الأقط الرطب وأغرب القابسي فقال هو الصدف الذي يخرج من البحر فيه الجوهر وكأنه أخذه من قوله في الرواية الأخرى " كأنهم اللؤلؤ " ولا حجة فيه لأن ألفاظ التشبيه تختلف والمقصود الوصف بالبياض والدقة وأما الضغابيس فقال الأصمعي : شيء ينبت في أصول التمام يشبه الهليون يسلق ثم يؤكل بالزيت والخل وقيل ينبت في أصول الشجر وفي الإذخر يخرج قدر شبر في دقة الأصابع لا ورق له وفيه حموضة وفي غريب الحديث للحربي : الضغبوس شجرة على طول الإصبع وشبه به الرجل الضعيف وأغرب الداودي فقال هي طيور صغار فوق الذباب ولا مستند له فيما قال
تنبيه هذا التشبيه لصفتهم بعد أن ينبتوا وأما في أول خروجهم من النار فإنهم يكونون كالفحم كما سيأتي في الحديث الذي بعده ووقع في حديث يزيد الفقير عن جابر عند مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=855932فيخرجون كأنهم عيدان السماسم فيدخلون نهرا فيغتسلون فيخرجون كأنهم القراطيس البيض " والمراد بعيدان السماسم ما ينبت فيه السمسم فإنه إذا جمع ورميت العيدان تصير سودا دقاقا وزعم بعضهم أن اللفظة محرفة وأن الصواب الساسم بميم واحدة وهو خشب أسود والثابت في جميع طرق الحديث بإثبات الميمين وتوجيهه واضح
قوله فقلت لعمرو ) القائل حماد .
قوله أبا محمد ) بحذف أداة النداء وثبت بلفظ " يا أبا محمد " في رواية الكشميهني nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو هو ابن دينار وأراد الاستثبات في سماعه له من جابر وسماع جابر له ولعل سبب ذلك رواية عمرو له عن nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير مرسلا وقد حدث سفيان بن عيينة بالطريقين كما نبهت عليه